ماجد بن عبد الرحمن الحمود ">
يُعد التعليم من أهم أسباب رقي الأمم وتطورها وازدهارها، وقد كان العامل الأول في أكثر من قصة نجاح على مستوى الدول، مما جعل الدول التي ترغب في النمو والتطور توليه اهتماماً كبيراً من ضمن بقية اهتماماتها.
وتعد المناهج من الأركان المهمة في العملية التعليمية التي تنال قدراً كبيراً من الاهتمام من قبل التربويين، والمهتمين بالشأن التربوي، مما يتطلب معه الأمر إلى إفراد العديد من الدراسات عن المناهج وواقع تنظيماتها، وتزخر كتب الأدب التربوي بالعديد من التعريفات للمنهج؛ ويمكن تقسيمها إلى مجموعة التعريفات التقليدية للمنهج والتي تعرفه على أنه: المواد الدراسية المنفصلة، أو محتوى المقرر الدراسي. بينما تعرف مجموعة التعريفات الحديثة المنهج بأنه: الخبرات التعليمية، أو أنماط التفكير الإنساني، أو الغايات النهائية التي نسعى لتحقيقها، أو أنه خطة عمل تربوية مكتوبة، أو أنه نظام إنتاج، ومن المهم جداً عند الحكم على المناهج السعودية، أو تقويمها؛ تحديد تعريف المنهج الذي يتبناه من يحكم على هذا المنهج حتى تكون الرؤية واضحة لما يعنيه مفهوم المنهج، ويكون الحكم موضوعياً.
و»يقصد المربون بتنظيم المنهج تحديد مراكز الاهتمام التي تدور حولها الخبرات والأنشطة في كل نوع من أنواع المناهج المدرسية؛ لذا تبدو تنظيمات المنهج وكأنها تؤكد نقاطاً معينة على متغير متصل، في أحد طرفيه مناهج تتمركز حول المادة الدراسية، وفي الطرف الآخر مناهج تدور حول المتعلم.» ويوجد العديد من التنظيمات أبرزها:
1- منهج المواد المنفصلة: هو أحد تنظيمات المنهج الذي يصمم فيه منهج كل مادة دراسية بمعزل عن المواد الأخرى. وقد ظهرت عدة محاولات لتحسينه مثل:
أ) منهج المواد المرتبطة: أي إظهار العلاقات بين مادتين أو أكثر مع بقاء التقسيمات كما هي.
ب) منهج المجالات الواسعة: أي دمج المواد الدراسية المتشابهة ذات الموضوع الواحد.
2- منهج النشاط: هو المنهج الذي يهتم بميول التلاميذ وقدراتهم واستعداداتهم ويتيح للطلاب القيام بالأنشطة المختلفة.
3- المنهج المحوري: ظهر هذا المنهج كتنظيم متمايز عن كل من منهج المواد الدراسية المنفصلة، وتنظيم منهج النشاط. كما يجمع بين إيجابيات المنهجين، ويبتعد عن سلبياتهما.
4- المنهج التكاملي: هو تنظيم منهجي يتبنى مبدأ تنظيم المحتوى الدراسي بما يبرز وحدة المعرفة بمجالاتها المختلفة (اللغة، العلوم، الرياضيات...).
5-منهج الوحدات: يقوم هذا المنهج على تقسيم المنهج إلى عدد من الوحدات الدراسية تتمحور كل وحدة حول موضوع كبير، أو فكرة مركزية.
6-المنهج الإلكتروني: عبارة عن محتوى معرفي مبرمج في صورة برمجيات تعليمية محملة، مخزنة على وسائط تخزين رقمية.
ومن خلال النظرة المتأملة لمناهج اللغة العربية في المملكة العربية السعودية من خلال وضعها في الماضي والحاضر نجد أنها تتميز بما يلي:
1. من خلال النظرة الشاملة لمناهج اللغة العربية مع بقية المناهج الدراسية الأخرى يتضح تطبيقها لمنهج المواد المنفصلة.
2. وكذلك بالنظر لمناهج اللغة فيما بينها (النحو، والأدب، والبلاغة، والمطالعة، والتعبير) - والتي لا تزال قائمة في الصفين الثاني والثالث الثانوي - يتضح تطبيقها لمنهج المواد المنفصلة تقريباً، بالرغم من محاولات موجهي اللغة العربية لتطبيق منهج المواد المرتبطة أو التكاملية فيما بينها.
3. منهج الأدب العربي للصفين الثاني والثالث الثانوي يمكن أن يكون مثالاً لمنهج المواد المرتبطة؛ حيث يجمع بين الأدب والتاريخ.
4. وقد حدثت نقلة نوعية في تنظيمات مناهج اللغة العربية حيث تم تطبيق منهج المجالات الواسعة في كتب لغتي الجميلة للمرحلة الابتدائية، ولغتي الخالدة في المرحلة المتوسطة، ومقرر اللغة العربية الذي تم تطبيقه مطلع هذا العام للمرحلة الثانوية بنظامها الجديد.
5. ويلحظ على مناهج اللغة العربية أنها لم تطبق منهج النشاط حسب أسسه وخصائصه المعروفة؛ حيث يمتاز منهج النشاط بأنه لا يخطط له مسبقاً، ويهتم بميول المتعلمين وحاجاتهم حسب اختلافهم.
6. كما يلحظ على مناهج اللغة العربية عدم تطبيقها المنهج المحوري.
7. ويلحظ على المناهج الجديدة للغة العربية بمراحلها الثلاث تطبيق المنهج التكاملي بداية من العام الدراسي 2007- 2008م.
8.وتتميز المناهج الجديدة للغة العربية بتطبيق منهج الوحدات.
9.بالنسبة لأمثلة تطبيق المنهج الإلكتروني في مناهج اللغة العربية فهي تنقسم إلى قسمين:
أ-المنهج الإلكتروني بالكامل من حيث: (الأهداف، والمحتوى، وطرق التعليم والتعلم، وأنشطة التعلم، ومصادر التعلم، وأساليب تقويم التعلم، وبيئة التعلم)؛ لم تطبق في مناهج اللغة العربية.
ب- أجزاء من المنهج الحالي مثل: ( نص استماعي، مواد إثرائية)؛ تم تطبيقها في المناهج الجديدة إلا أن هناك خللاً واضحاً في توزيع الأقراص على المدارس، أو توفيرها على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت).