هي ابنة أخي يوسف بن عبد العزيز الغُضَيّة.. والدتها إحدى بنات الشيخ عبد الله بن علي الغُضَيّة - رحمه الله -.
نعم.. هذه البنت أرادَ الله لها ولا رادَّ لقضائه وقدره أن أُصيبت بعارض صحي أفقدها القدرة على مخرجات بعض الكلام والسير على رجليها إلا بخطوات ثقيلة ومساعدة من والديها أو أحد أقاربها نظراً لضعف حالتها الجسمانية، وخصوصاً والدتها التي أصبحت هي الساعد الأيمن لها تسهر بسهرها وتفرح بفرحها، وتهتم بأمورها الخاصة، مع ما تم تأمينه من قِبل والديها من العلاج اللازم لحالتها الصحية التي تتطلب ذلك.
وقد صبرا على ما لقياه من المشقة والتعب ابتعاء لثواب الله، ورجاءً لما يعود عليها بالشفاء والعافية من الله.
إن هذه البنت العزيزة على قلوبنا المحبوبة من قِبل أفراد الأسرة جميعاً، يُولونها كثيراً من الحب والتقدير ومساعدتها في تحقيق ما تطلَّبه من أمور الحياة كغيرها من أفراد الأسرة.
بصفتي خال والدتها.. كنت أزورهم في الأوقات التي تكون بصحبة عائلتها في الرياض - أو في بريدة وتقابلني وهي جالسة بفرح وابتسامة. تتحدث معي وأتحدث معها رغبة مني في إزالة همومها ومساعدتها فيما تحتاج إليه من الإمساك بيديها في حال رغبتها التجول داخل البيت.
كانت هذه البنت الغالية صابرة محتسبة راضية بما قدَّره الله وقضاه مما حصل عليها من التعب والإرهاق.. حتى جاء ذلك اليوم الذي ازدادت عليها تلك الآلام للذهاب بها إلى المستشفى للعلاج، فمكثت فيه أياماً حتى أسلمت الروح إلى بارئها.
نعم.. لقد جاءها اليوم الموعود الذي لا يتقدم عنه إنسانٌ ولا يتأخر.. وهذا مصير كل حي إلى الزوال.. ولا يبقى إلا وجه ربك ذو الجلال والإكرام.. تحقيقاً لقوله سبحانه: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}.
لا شك أن هذه إرادة الله، وهذا أمره الذي كتبه على كل شيء في هذه الحياة.. وعلى كل نفس تنبض بالحياة في هذه الدنيا الزائلة.. وعلى الكل أن يحتاط لنفسه ليومه الموعود بالأعمال الصالحة التي يتقرَّب بها إلى الله، لتكون له رصيداً يوم يلقى الله سبحانه في يوم لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون. إلا من أتى الله بقلب سليم.
فرحمك الله يا بنيتي رحمة واسعة، وعوَّضك خيراً مما أصابك في حياتك جنة ونعيماً وفرحاً وسروراً.. وعظَّم الله أجر والديك وأسرتك جميعاً.. وجعل مثواك جنة النعيم.. وليس لنا إلا الصبر والرضاء بقضاء الله وقدره.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
عبد العزيز بن عبد الله السليمان الحميد - الرياض