طالعتُ ما نشرته صحيفة الجزيرة بصفحة «المحليات « يوم الأحد 20 شعبان 1436هـ خبراً تحت عنوان (محافظ وادي الدواسر يدشن فعاليات مهرجان الحبحب الثالث) والذي كتبه المحرر الإعلامي بالصحيفة الأستاذ قبلان بن محمد الحزيمي حيث أودّ التعليق عليه؛ فأقول: لقد كان توجيه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - وفّقه الله - رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في المملكة بإقامة مهرجان الحبحب الثالث في وادي الدواسر أمراً يبعث السرور في نفوس سكان المحافظة وبالأخص مزارعوها. فقد باتت هذه الفاكهة ضمن سجلات السلع المطلوبة في السوقين المحلي والخليجي. وقد بذلت الهيئة العامة للسياحة والآثار جهوداً مشكورة جعلت وادي الدواسر تتبوأ موقعها، وباتت محط أنظار الجميع. فالشكر أزفه لسموه الكريم وللعاملين المخلصين معه. إنَّ علينا الفخر بوطننا الكريم، وبقادته الكرام، وبمساحاتنا الخضراء، وبمنتجاتنا الزراعية، ويجب أن نحمد الله تعالى على ما نحن فيه، ولعل هذا الحراك السياحي الذي احتفلت محافظة وادي الدواسر بأكملها بتدشينه هو - حقيقة - ممَّا نعتز به، وهو متواصل مع تاريخ هذه الدولة الرائدة - والحمد لله -، لاسيما أن الأمن والاستقرار في المملكة جعلها اليوم في نشاط مفيد علمياً وثقافياً واجتماعياً وسياحياً من كل الجهات.
ولا يفوتني أن أذكر بالنجاح الذي لاقاه المهرجانان السابقان رغم تواضعهما؛ واللذان ألهما رؤى جديدة لتسيير مهرجان الحبحب الثالث لعام 1436هـ من خلال فتح برامج موجهة للمستهدفين, عبر السياسة الجديدة التي باشرتها الهيئة العامة للسياحة والآثار - مشكورة - مع مؤسسة الحقيقة للمعارض والمهرجانات.
وهي فرصة سانحة لأقدم شكري لسعادة مدير عام السياحة والآثار بمنطقة الرياض المهندس عبدالعزيز آل حسن، على حضوره الاحتفائية، ولرئيس مكتب السياحة والآثار بالمحافظة الأستاذ عايد بن ناصر الحماد ولمساعده الأستاذ مترك بن متعب آل قويد على جهودهما طيلة فترة الإعداد، والشكر موصول لجميع الإدارات الحكومية والأهلية المتعاونة الذين شكَّلوا لوحة النجاح ذات الأثر الإيجابي التي ستثمر بإذن الله تعالى نتائج جيدة للمهرجان وأهداف متميزة في العمل، متمنياً كل النجاح لهذه التظاهرة السياحية الهامة والتوفيق لكل الساهرين على إنجاحها.
لقد نجحت محافظة وادي الدواسر التي تقع إلى جنوب المملكة في المنافسة بحبحبها الذي صدّرته إلى مناطق ومحافظات المملكة وشمل انتشاره أيضاً في دول الخليج وعدد من دول العالم العربي. الذي يمتلك إحصائيات كبيرة في إنتاج الحبحب، ويحتل مراكز متقدمة في جودة المنتج من حيث الطعم والنكهة وسط إمكانات متواضعة وبجهود مزارعين صغار خاضوا التجربة من واقع ثقافات تبادلوها فيما بينهم.
يتم زراعة نحو 3650 هكتار من إجمالي الأراضي الزراعية بالدواسر بالحبحب لتغطية الطلب المتزايد على هذه الفاكهة، سواء من المستهلكين بالمحافظة أو من خارج المحافظة فيما يبلغ إنتاج الهكتار الواحد وفقاً لأحد المزارعين نحو 50 طناً، الذي يبلغ معدل الإنتاج السنوي نحو 186 ألف طن، وذلك خلال 45 يوماً فقط، وعلى الرغم من تلك الإحصائيات ظلت وادي الدواسر تزرع الحبحب لمدة تزيد عن 20 عاماً لم يتحقق له مهرجاناً باسمه إلا عام 1431هـ حيث أصبح لوادي الدواسر مهرجانها للحبحب الذي أصبح نقطة تحول فعلية للمحافظة، مما زاد انتشاره فاتجهت إليه أنظار التجار والمستهلكين.
ومع ذلك لم يمر على مزارعي الحبحب في محافظة وادي الدواسر أو التجار الموزعين له عناء مثل ما عانوه على امتداد أزمنة انتظارهم منذ أكثر من عشرين عاماً (هكذا يقول الواقع المتأزم) في عدم وجود سوق يحقق طموحاتهم الصغيرة ويخدمهم بيسر وسهولة في ظل موسمه الذي يستمر قرابة الشهرين، اللَّذيْن يكونان فيه شاهدين صامتين على وحي تراتيل معاناتهم اليومية وكذلك روايات احتضانهم الأجواء الحارة اللاهبة، فقير في دورات المياه.. ووسائل الصحة العامة.. ومصلى لائق لأداء الصلاة.. والبوفيه.. وبرادات الماء.. والمظلات المثالية للبائعين والمشترين والزوار.
إنني باسم كل المزارعين والتجار في وادي الدواسر.. أتأمِّل من جهة الاختصاص بإصلاح هذا الوضع وتجهيز سوق ملائم يحقق مقاييس الاختيار المتعارف عليها، وفتح نوافذ القرار على السطح.. رجاؤهم - وكلهم تفاؤل - أن لا تأكل الريح هذه الأمنية.
محمد بن عبدالله آل شملان - وادي الدواسر