عامر بن فهد الصويغ ">
في عشرينيات القرن الماضي، وتحديداً من خلال كتاب (رأي العامة) للكاتب والتر ليبمان تبلورت الفكرة الأساسية لنظرية ترتيب الأولويات (agenda setting)؛ حيث تنص هذه النظرية على أن الإعلام الموجه يؤثر بشكل كبير وفعال على طريقة تفكيرنا وفهمنا للأمور، وقد يصل تأثيره إلى كيفية ترتيب الأولويات ومما يجب أن نقلق ومتى يجب علينا أن نقلق. وهذا من الطبيعي جداً في ذلك الوقت، حيث كان الإعلام مقتصرا على الصحف المطبوعة فكانت هي النافذة الوحيدة لتطل بها على العالم من حولك.
ربما كان الإعلام المقروء أشد إثارة وتحفيزا للخيال، فالخبر ينقل إليك نصا، ولك أن ترسم الصورة التي تريد تباعاً في مخيلتك.
يمكن تطبيق هذه النظرية على شتى صور الإعلام سواء كان مقروءاً أو مرئياً أو حتى مسموعاً، ولكن في خضم ثورة التكنولوجيا المتسارعة التي نعيشها هذه الأيام، ماذا لو حاولنا تطبيق هذه النظرية على شبكات التواصل الاجتماعي باعتبارها جزءاً من الإعلام الجديد فهل ستنجح؟ أعتقد أن الحال مختلف مع شبكات التواصل الاجتماعي، فالمتلقي قد يكون انتقائياً، والخيار متاح له بشكل كامل، قد تحثه بعض الأمور على مشاهدة المقطع الأكثر مشاهدة أو الخبر الأكثر انتشاراً أو المقال الأكثر تعليقاً، كما قد تمر عليه بعض الإعلانات خلال ذلك، ولكن في النهاية لن يرى إلا ما يريد فعلاً أن يراه، ولن يبحث إلا عما يهمه فقط.
من يختار الموضوعات التي يقرأها العامة ويناقشها الإعلام؟ هل هي الصحف أم القنوات أم كليهما أم هي شبكات التواصل الاجتماعي وقد يكون ذلك عمل مشتركاً من خلال حراك مجتمعي حتى تبرز الاهتمامات ويحصل التفاعل وهو الأرجح.
في وقت أصبح الحصول على المعلومة من السهولة بمكان حيث تستطيع ببضع حركات سريعة تقوم بها أناملك أن تجد جواب سؤالك.
هل يضعف دور الإعلام التقليدي؟ ألهذا السبب تُفعل وتدمج وسائل الإعلام من صحف وقنوات وشبكات إخبارية شبكات التواصل الاجتماعي أم هي مواكبة للعصر وتطوير للطرح؟ في رأيي لا مقارنة فشبكات التواصل الاجتماعي ينقصها الكثير من المصداقية والاحترافية كما ينقصها المنهجية الواضحة.
- الخبر