عمر بن عبدالله بن مشاري المشاري ">
يخوض أعداء الإسلام حروباً شتى على الإسلام وأهله, وخصوصاً في حربهم الموجَّهة إلى بلاد الحرمين الشريفين, المملكة العربية السعودية, ويبذلون قصارى جهدهم في تنوُّع نوعي للوصول إلى غايتهم الكبرى, وأمنيتهم العظمى, لزعزعة هذا البلد الإسلامي الذي هو مأرز الإسلام, والقلعة العظمى من قلاعه.
ومن وسائلهم في الحرب عليها الحرب الإعلامية, والحرب الفكرية, بما يسمى بالغزو الفكري, والحرب القتالية, التي تخاض ضده, عبر خلايا إرهابية, تجنَّد متى ما طلب منها ذلك, وتوجَّه حسبما يريده أعداء الإسلام. وكذلك فإن من وسائلهم في الحرب ضدها الحرب السياسية, والحرب الاقتصادية, والحرب الاحتكارية في منعها من صناعة الأسلحة الحربية التي تواكب متطلبات العصر في الدفاع عن النفس, ومنعها من تملك السلاح النووي, في احتكار بغيض، في حين تمكِّن لبعض الدول الإقليمية المعادية وغيرها في صناعة وتملك السلاح النووي.
ومن الحروب الموجَّهة ضد بلادنا حرب المخدرات؛ إذ غزونا بهذه الحرب السامة القاتلة؛ لتفتك بالمجتمع, وخصوصاً فئة الشباب ذكوراً وإناثاً, لتخديرهم, وشل قوتهم, وسلب أموالهم؛ ما له أثر كبير في ضعف المجتمع وخوره, وانغماسه في أوحال التيه والسفه, وإفساد عقول الشباب الذين هم عصب المجتمع, وبهم قوام الأمة ونهضتها.
ومن فضل الله على بلادنا أن مَنّ عليها برجال مخلصين, يكافحون المخدرات, ويواجهون مروجيها, في حرب مفتوحة, ضد أياد خفية أو ظاهرة, يديرها ويخطط لها أعداء ناقمون, وخبثاء مجرمون, سعياً منهم للإفساد في الأرض, والإضرار بالخلق, وجمعاً للمال, وتحقيقاً لمصالح سياسية؛ ليسهل عليهم فرض الهيمنة على أعظم معقل من معاقل الإسلام, وأكبر حصن من حصونه، إلا أنهم بحول الله وقوته لن ينالوا مرادهم, ولن يصلوا بغيتهم؛ فالدولة - حرسها الله - لا تألو جهداً في مكافحة المخدرات من جميع الجهات المختصة بذلك, وتبذل المديرية العامة لمكافحة المخدرات جهوداً مشكورة في صد هذه الحرب الشعواء, إضافة إلى حرس الحدود, والجوازات, ورجال الأمن, وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والمباحث العامة, وغيرها من القطاعات الأمنية, في منظومة متكاملة تعمل جميعاً في مكافحة المخدرات. وهؤلاء العاملون في هذا المجال نحسب أنهم على ثغر من ثغور الإسلام, وعملهم باب عظيم من أبواب الجهاد؛ فعليهم الإخلاص واستحضار النية الصالحة في عملهم. والله أسأل أن يوفِّق رجال الأمن وأجهزة الدولة في التصدي لمروجي المخدرات ومن يقف خلفهم ومن يمولهم ومن يتولى توزيعها.
اللهم زد الأجهزة الأمنية قوة إلى قوتها في مكافحة المخدرات, والقبض على مروجيها, اللهم احفظ بلادنا وأهلها، وسلمها، ونجها من كيد الأعداء ومكرهم.
إضاءة: المخدرات سم قاتل, يفتك بالعقول, وطريق إلى التعاسة والشقاء, وإلى الفقر والآثام.. فهي أم الخبائث.