فوزية ناصر النعيم ">
نوارة... كنتِ هنا.. على أرض جزء من هذا الوطن الحبيب...نسابقك وتسابقيننا.. تهرولين معنا... ونهرول إليك.. لا نخفيك تطاول علينا الأمل.. لم تفكر لحظة واحدة أن تطوي السماء ربع قرن... هكذا كطي السجل للكتب..
رحلت أنت.. وبقيت هنا... في قلوبنا نحنُ الذين نلتف حولك كل مساء ووالله ويمين الله لو كنا نعلم الغيب لاستكثرنا من الخير.. ولكن الله غالبُ على أمره... أنت هنا سيدتي رغم الرحيل... في قلب كل طفل يتيم مسحتي دمعته وفي قلب كل فتاة طموحة أضأت شمعتها.. في قلب كل محتاج سددتي حوجته... في قلوب المرضى والمعاقين والأيتام والصغير والكبير.. هنا أنت سيدتي في قلبي أنا لم تبرحي أبداً..
سيدتي
هذا التكريم الذي يطوي معه أجمل اللحظات التي عشناها معك.. ليس إلاّ تعبيراً (قزم) من وسائل التعبير عن محبتنا... وحزننا في نفس الوقت.. عزاؤنا أنك هناك في جزء من الوطن أيضاً... وفي مجتمع يحتاج لسيدة يتفجر عطاؤها ينابيع سلسبيلاً.. اللهم اجعله سحّاً غدقاً لأهل الرياض... وامطر علينا من سحائب جودك في خلافتها.. تستحقي أنت... ويستحق الفيصل.. ذلك الرجل الفيصل الذي جعل الأرض الجرداء تنبت ربيعاً.. ومن منا لا يعرف صولاته وجولاته وعمله وإنجازاته... وحزمه وعزمه... واحتواءه للمساكين وكأنني والله الآن اسمعها كلمته تجلجل في أحد أروقة المحاكم وهو يقول : ما على هذه المرأة فهو على فيصل.. وكانت امرأة طاعنة أرهقتها الديون من لا يعرف الفيصل صاحب النظرة التي تنافس السيف..يرتعد منها الظالم والسارق وأصحاب الأيادي الطويلة.!!
أوااه يا نوارة..
ولو كنت أعرف القدر لاستبدرت.. ولو كنت أعلم المستقبل لاستقدمت ,,ولولا أن كنت من المسبحين لفاضت من روحي براكين الألم..
يا سيدتي.. وربع قرن يقُتص هكذا من أعمارنا... من أرواحنا..من محبتنا وحنيننا...هكذا دون سابق أنذار... وعزاؤنا أننا ننتمي لكِ وللأرض التي زرعتيها ورداً وبساتين... تشهد لك مشاريع ضخمة وبرامج موجهة وميادينُ متألقة على سبيلٍ منها.. صحة القصيم تلك التي كنت أنت كمادة لحرارتها ومشرطاً لجراحها.. وفيتامينا لعطائها.. كان لك هنا جولة...وهناك صولة...وهنالك وهلة..
كنت أنت من يضع يده على أكتافنا نخطط سوياً وننفذ معاً وعينيكٍ من أمامنا ومن خلفنا تصفقين لنا في النجاح وتعاتبيننا حينما نخفق وكان عتابك دائماً دعماً ورعاية واهتماماً.. والآن يا نوارة حينما تأخذنا الخطوة بين مشاريعك..نسقيها من أعيننا دمعاً مدراراً.. رغم أنف الحزن يا نوارة... رغم أنفه..رغم أنفه..
سيدتي.. رحيلك لا يعني أنك تغادرين ستبقين ماحيينا بين الأوردة والشرايين وستكمل مسيرتك جنباً لجنب مع الأميرة عبير.. متفائلين بها وعلى يقين أنها الخلف الجميل..