د. صالح بن عبدالعزيز العمرو ">
الشمس نعمة من نعم الله علينا ولها منافع عدة، وقد ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم وكذلك أقسم الله بها ليبين لنا عظم شأنها حيث قال تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}، آية1- سورة الشمس.
وضوء الشمس يحتوي على أشعة مرئية وغير مرئية، ومن الأشعة غير المرئية ما يعرف باسم الأشعة فوق البنفسجية
Ultra violet rays- UV ولا يصل إلى الأرض منها إلا القليل، وذلك لامتصاصها بواسطة طبقة الأزون، وهي تنقسم إلى أشعة أ، ب، ج (A, B, C)، وهذه الأشعة لها منافع كثيرة على الأرض والنباتات والحيوانات، ومن الأمثلة أنها تساعد الإنسان على تكوين فيتامين (د) النشط في الجلد، ثم يدخل الدم ليقوم بعملياته الفسيولوجية المختلفة، ولكن لحكمة من الله فإن الأشعة فوق البنفسجية قد تسبب بعض الضرر على جسم الإنسان.
وقد بينت الدراسات أن التعرض لأشعة الشمس يزيد من مخاطر تكوين لحمية ملتحمة العين وعتامات القرنية، وكذلك المساهمة في تكوين الماء الأبيض والتأثير على مركز الإبصار في شبكية العين، ومن آثارها السلبية أنها أحد الأسباب التي قد تؤدي إلى تكوين الأورام الملونة للجلد.
ولحماية العين من هذه الآثار السلبية وخصوصاً في بلد مشمس مثل المملكة العربية السعودية وبالذات في فصل الصيف فإن أطباء العيون ينصحون بلبس النظارات الشمسية التي تتوافر فيها بعض الشروط، من أهمها وجود مرشح للأشعة فوق البنفسجية، وكذلك تكون لها خاصية الاستقطاب Polarized حتى تمنع الأشعة المنعكسة من الأسطح المستوية (مثل الأسفلت، الرمل، السيارات، البحار، الجليد) من الدخول للعين، حيث إنها لا تسمح إلا بدخول الأشعة القادمة من اتجاه واحد، ومن فوائد النظارات الشمسية حماية العين من الغبار والأتربة التي تهيج الأغشية المخاطية للعين، ولمن يرغب في شراء النظارات الشمسية عليه ألا ينخدع باللون أو السعر أو الماركة ولكن عليه مراعاة ما يلي:
1 - وجود مرشح للأشعة فوق البنفسجية UV filter خصوصاً أ، ب, وعادةً ما يوضع وسم أو ملصق يبين ذلك يكتب عليه UV 400، أي أنها تقوم بفلترة الأشعة التي طولها أقل من 400 nm، أو ابحث عن هذه النسبة 95% UVA مع 99% UVB. وتوجد أجهزة عند محلات النظارات للتأكد من هذه المعلومات.
2 - توفر خاصية الاستقطاب Polarized sunglasses.
ويمكنك معرفة ذلك عندما تمسك بعدستين متعامدتين من هذا النوع فإنك لا ترى من خلالها شيئاً، ومن الناحية العملية فإن هذه العدسات تمنع رؤية الصور المنعكسة مثل انعكاس الأوراق الموجودة على طبلون السيارة على الزجاج الأمامي وتشاهد الزجاج صافياً.
3 - أن تكون كبيرة وحبذا أن تكون منحنية للجانبين أو ذات دروع جانبية لمنع الأشعة الجانبية من الدخول.
4 - أن تكون داكنة لدرجة كافية بحيث تكسر حدة إضاءة الشمس وتمنع الوهج المصاحب.
5 - إذا كانت العدسات من البوليكاربونيت Polycarbonate فإنها تكون مقاومة للكسر وهذا ليس مهماً كثيراً لأنه قد يرفع سعر النظارة، وكذلك مضاد الانعكاسات Antireflection.
أما بالنسبة للون أو الشكل فيمكنك اختيار ما يعجبك حيث إنه لا علاقة بين اللون ووجود الخصائص المذكورة أعلاه، ولكن تجنب العدسات الرديئة التي تسبب تموّجاً في الأشياء المرئية.
والحقيقة أن العدسات البلاستيكية والزجاجية تمتص جزءًا من الأشعة فوق البنفسجية ولكن بعض النظارات الداكنة التي لا تمنع كل الأشعة فوق البنفسجية (أ، ب) من الدخول إلى العين قد يكون ضررها أكبر من نفعها، حيث إنها تتسبب في توسعة حدقة العين مما يؤدي إلى دخول الأشعة فوق البنفسجية.
وأخيراً فإني أود تذكير من يستعمل عدسات لاصقة أو زرعت له عدسات داخلية مع مرشح للأشعة فوق البنفسجية بألا ينسوا استعمال النظارات الشمسية لأنها تحمي سطح وملتحمة العين وكذلك منطقة الجلد المحيطة بالعين. ومن يلبسون النظارات الطبية من الممكن عمل عدسات طبية تصبح داكنة مع الشمس أتوماتيكياً Photochromic أو وضع إطار Clip-on بماسك أو مغناطيس يثبت على النظارة عند الخروج إلى الشمس.