حائل - عبد العزيز العيادة:
بكل الحب وصدق الانتماء جدد أهالي منطقة حائل البيعة للقيادة الحكيمة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد، تزامناً مع تهنئتهم وتجديد محبتهم ووفائهم لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز أمير منطقة حائل الذي تشرف بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بتمديد خدمات سموه أميراً لمنطقة حائل لأربع سنوات قادمة، وشهدت منطقة حائل خلال الفترة الماضية نقلة نوعية في مستوى جذب المشاريع الاقتصادية العملاقة وفق منهجية عمل متقدمة، ليس فقط مجرد إنشاء وتأسيس مشاريع، وإنما تأسيس فكر تنموي تطويري يعود على المنطقة وعلى أهلها بالخير والنماء.. وفيما يلي تسليط للضوء على جانب مما تم خلال ما يزيد على عشرة أعوام سبقت، وكيف أسست لمرحلة جديدة يتم من خلالها قطف الثمار لجهود سنوات ودعم مضاعف من القيادة الحكيمة:
كان مصنع إسمنت حائل كفكرة حبيس الأدراج لمدة تزيد على 25 عاماً، وكان الكل يحلم بأن يرى هذا المشروع العملاق واقعاً حقيقياً على الأرض، ولكن لم يكن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز أمير منطقة حائل يحمل معه عصا سحرية ليتدخل فجأة ويبرز هذا المشروع العملاق، وإنما كان سموه حريصاً على خدمة المنطقة وشبابها عبر إقامة هذا المشروع، وكان فريق العمل مع سمو أمير منطقة حائل متميزاً ومتناغماً مع توجهات سموه لبناء مصنع اسمنت حائل، فتعاون الجميع وتكاتفوا ووضعت الثقة في متخصصين أكفاء فتجاوز مصنع الاسمنت من مرحلة الفكرة إلى مرحلة الإنشاء على أفضل المواصفات العالمية، واليوم يسهم بإنتاجه لسد احتياج السوق في مناطق المملكة وفي منطقة حائل ومن أجمل ما لمسه المواطن البسيط والمنتمون لقطاع المقاولات والإنشاء، هو عدم تكرار مشاكل إمداد المنطقة للإسمنت والتي برزت سابقاً بسبب اعتماد المنطقة على مصانع الإسمنت في مناطق أخرى واستقرت الأسعار وتواصلت مشاريع الإنشاءات بالمنطقة بشكل سلس ودون مشاكل تتعلق بنقص الإسمنت فضلاً عن توظيف شباب المنطقة والوطن المتميزين في وظائف المصنع والعمل على تدريبهم وتهيئتهم على أكمل وجه.
رالي ودعم الاستثمارات
ولم يكن أحد يتوقع أن يمتد تأثير نجاح فكرة إقامة رالي حائل الدولي والتي أثار بها صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز أمير منطقة حائل ساحة الفكر والحوار حول أهميته للمنطقة أو توقيته، فلم يكن يتوقع الكل أن يكون الرالي أيضا بوابة لبدء أكبر الاستثمارات العملاقة لمصانع شركة التصنيع وسبكيم، فبعد رعاية هذه الشركات العملاقة لرالي حائل الدولي لم تكتف حائل ولا أميرها ولا الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل من هكذا مكسب، فبدأ العمل على استقطاب هذه المشاريع الكبيرة إلى المنطقة خصوصاً مع التوجه للقيادة الحكيمة بدعم وتمويل المشاريع الصناعية بنسب أعلى في المناطق الأقل نمواً كمنطقة حائل، فانطلقت مشاريع الإنشاءات للمصانع بشكل سريع بهمة وحماس ودعم من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز أمير منطقة حائل رئيس الهيئة العليا لتطوير المنطقة، فأصبحت الهيئة قريبة من احتياج كل مرحلة من إنجاز المشروع، فيما كانت خططها بارزة في تشكيل وجه حائل الجديد في المجال الصناعي والاستثماري، أو من خلال إنشاء مدينة حائل الجديدة بجوار جبال أجا الشاهقة لتلتقي روعة حائل وروعة الأحياء الجديدة مع شموخ جبال أجا وشموخ أميرها وأهلها الكرام، وجمال مستقبل الشريط السياحي المزمع إنشاؤه بخدماته المتنوعة ومرافقه الخدمية والترفيهية المتعددة، بالإضافة إلى أكبر مشروع خيري بالمنطقة والذي أقامه الشيخ سليمان الراجحي، ويشتمل على أهم معلم حديث في المنطقة وهو جامع الراجحي ومجموعة الوحدات السكنية التي أعلن الراجحي بعد اجتماعه بسمو أمير منطقة حائل جعلها وقفاً خيرياً وريع هذا الوقف لدعم الجمعيات الخيرية بمنطقة حائل بتكلفة مشروع تزيد على 700 مليون ريال، وكذلك المشاريع القادمة وعلى رأسها فندق خمس نجوم ومول سوق تجاري كبير ويجري الاتفاق والتنسيق مع إحدى الشركات العالمية لتكون هي المشغل للفندق. فيما تبنت الهيئة العليا لتطوير المنطقة إنشاء شركة طبية تتولى إنشاء والإشراف على مستشفى السعودي الألماني المقام بالمنطقة بالشراكة مع مالك المستشفى، فيما تعمل الهيئة على استكمال الإجراءات النظامية مع الوزارات والجهات ذات العلاقة، بخصوص إنشاء أكبر حديقة بيئية في الشرق الوسط (منتزه المسمى البري ).
المدينة الاقتصادية
وتترقب حائل حالياً الخطوات الجديدة للهيئة العامة للاستثمار بشأن مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية، بعد أن أعلنت إعادة صياغتها من جديد لتذليل كافة التحديات التي واجهت إنشاءها بما في ذلك حصر أملاك العقارات التي توجد داخل نطاق المدينة الاقتصادية ليتم نزع تلك الأملاك لصالح مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية ويتم تعويض أصحابها، فيما اتجهت الهيئة العامة للاستثمار نحو الشراكة مع الصناديق الحكومية من أجل قيام المشروع بشكل أفضل فيما جاءت المبادرة العملية للهيئة العامة للطيران المدني عبر معالي رئيسها سليمان الحمدان بإعلانها قرب إنشاء مطار حائل الجديد وإعلانها وقال الحمدان: جاء اختيار الهيئة لمطار حائل ليعمل كمطار محوري لخدمة مطارات شمال المملكة، ليكون بوابتها في المملكة إلى المطارات الدولية والإقليمية، وستقوم الهيئة العامة للطيران المدني بدعم هذا المشروع التجريبي من خلال تقديم الدعم المادي للشركات المشغلة، وسنطلق مشاريع مماثلة في مناطق المملكة الأخرى في حال نجاح هذا المشروع بإذن الله، ودعا الحمدان الشركات الناقلة الوطنية التي ترغب في تنفيذ هذا المشروع الوطني الاستراتيجي واستخدام مطار حائل كمطار محوري لخدمة مطارات شمال المملكة إلى التقدم للهيئة العامة للطيران المدني بخطة توضح من خلالها كامل الإجراءات التشغيلية للمشروع.
خدمات تتطور وتتنامى
فقد تجاوز مشروع مياه حائل الشامل معوقات الماضي بصعوبة البقاء والعيش في الكثير من المحافظات والمدن والقرى التي تقع على الدرع العربي، وأصبحت مياه مشروع مياه حائل الشامل تتدفق لتصل إلى أقصى محافظة جنوباً وشمالاً وشرقاً وغرباً في مرحلة تاريخية تسجل بمداد من ذهب لكل من عمل على إنجاز هذا المشروع، وكان الرئيس التنفيذ للشركة السعودية للكهرباء المهندس زياد الشيحة قد أكد أن هناك تطويراً شاملاً تعمل عليه شركة الكهرباء في منطقة حائل، وقال في محطة حائل يجري التطوير وبدأت الإنشاءات فعلياً على أرض الواقع لتحديث المشروع للتوليد لتوسعة الإنتاج الذي يبلغ حالياً 750 ميجا وات وقبل حلول الصيف سيبلغ الإنتاج بإذن الله ألف ميجا وات وقال الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء: بدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد وحرص ومتابعة من معالي وزير المياه والكهرباء، يجري حالياً العمل على دعم مشاريع الكهرباء وستبلغ قيمة تكاليف المنظومة المتكاملة لمشاريع الكهرباء بمنطقة حائل من 6 إلى 7 مليارات ريال ستضخ من الآن وعلى مدى ثلاث سنوات قادمة لمواكبة الطلب المتزايد وتحسين الخدمة بشكل ملموس للجميع وزيادة الثقة بكفاءة ما يقدم للمواطن من خدمات كهربائية في مختلف أرجاء المنطقة ومختلف أجزاء مناطق المملكة الغالية. فيما أصحبت فروع جامعة حائل في كل المحافظات وتوزعت أيضا المستشفيات في مختلف المحافظات وباتت المحافظات الجنوبية تترقب بدء إنشاء المستشفى الجديد (200) سرير الذي سيقدم خدماته للمرضى في تلك المحافظات بدلاً من انتقال المرضى لمستشفيات مدينة حائل تماماً كما تترقب مدينة حائل بدء تشغيل تخصصي حائل (500) سرير وبدء إنشاء مستشفى الملك خالد الجديد (500) وانتهاء المبنى الجديد لمستشفى حائل العام (300) سرير، كما أصبح مشروع الصرف الصحي جاهزاً لقرب بدء خدماته عملياً في حائل بعد إنجاز محطتين للتنقية بطاقة مائة وخمسين ألف مكعب وتأسيس حوالي 80% من تمديدات المشروع في أحياء مدينة حائل ويتبقى التوصيلات النهائية لكل منزل، كما أصبح الأمن المائي في عروس الشمال في مرحلة متقدمة بعد أن وجدت آبار وخزانات متعددة لمشروع حائل الشامل في الشقيق وفي السلف والحميمة وغيرها لتعمل جميعاً بشكل تبادلي في حال (لا سمح الله ) حدث أي خلل في أي محطة، فبالإمكان تغذية مشروع المياه من أي من الآبار في كل تلك امواقع.