بطولة الهلال تعني استمرار المتعة... والكأس الجديدة لها طعم مختلف ">
حاوره - أحمد العجلان:
قال عضو شرف نادي الهلال موسى الموسى: إن تحقيق الهلال بطولة كأس الملك جاء في وقته، وأن لتحقيقها طعما خاصا ولاسيما أن تحقيقها كان من بوابة النصر، وأضاف الموسى: ليس من السهل على فريق يمر بظروف التي مر بها الهلال ثم ينافس على بطولة الدوري ويحقق وصافة كأس ولي العهد ويظفر بكأس الملك ويتأهل لدور الثمانية الآسيوي، ولا شك أن تغيير المدرب ومعالجة الأخطاء الفنية ساهم في تحقيق هذا الإنجاز.
الموسى تحدث عن كثير من الشئون الهلالية في هذا الحوار.... إلى التفاصيل:
- نبارك لك فوز الهلال بكأس الملك، كيف رأيت تلك البطولة، وبرأيك ما هو مدى أهميتها؟
- أشكركم بداية على هذه الاستضافة، والله يبارك فيك، ولا شك أن بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين هي أغلى بطولات الموسم، لأنها تحمل اسم الوالد القائد، وتحظى بتشريف خاص يتمثل في حضور خادم الحرمين الشريفين ولقاء أبنائه الرياضيين وتكريم الفريق المتوج، فهذا بالطبع يعتبر قيمة إضافية لهذه البطولة، وتحقيق الزعيم لهذه البطولة جاء في وقته لأن الموسم الماضي وهذا الموسم تراجع الهلال قليلا ولم يحقق البطولات التي اعتاد جماهيره عليها كل سنة، فكان لتحقيقها طعم خاص ولاسيما أن تحقيقها كان من بوابة النصر بطل الدوري والغريم التقليدي، كما أن فوز الهلال جعل الجماهير متعطشة للقاء كأس السوبر في بداية الموسم مع النصر، مما يعني استمرار المتعة والحماس.
- ما الذي تغير في الهلال في رأيك ليستعيد أنفاسه ويحقق البطولة؟
- الهلال بالرغم مما مر به من الظروف الإدارية والفنية الصعبة إضافة إلى الظلم التحكيمي الفادح الذي تعرض له أثناء مشاركته في نهائيي كأس آسيا وكأس ولي العهد، وبالرغم أن الهلال كان الأفضل والأكثر، فجاءت هاتان الخسارتان وغيرتا مسيرة الهلال، حركت جمهور الهلال والإعلاميين المخلصين، ليعلنوا أهمية التغيير الإداري وضرورة استبدال الطاقم الفني، وطالبوا أيضا برحيل الإدارة، وهي تدرك خطورة التغيير في آخر مشوار الدوري، وبعد التغيير عاد الهلال لروحه المعروفة عنه وأكمل مسيرته متماسكا وتصاعد لاعبوه في الأداء وحقق الفريق انتصارات مهمة قادته للمنافسة على البطولات المحلية والتأهل لدور الثمانية في كأس أبطال آسيا، وجعلته في محل تقدير الجماهير ورضاها.
ليس من السهل على فريق يمر بنفس الظروف التي مر بها الهلال ثم ينافس على بطولة الدوري ويحقق وصافة كأس ولي العهد ويظفر بكأس الملك، والمحللون الفنيون يصفون موسمه بأنه متراجع، فإذا كان الهلال في تراجعه يحقق هذه المستويات فكيف إذا كان في قمة عطائه؟
وفي وجهة نظري فإن من أبرز أسباب تماسك الهلال وعودته القوية هو وقفة رجالات الهلال من أعضاء الشرف الداعمين وعلى رأسهم أصحاب السمو الأمراء وحرصهم على تماسك البيت الهلالي، مما أثر تأثيرا إيجابيا على تحسن النتائج وارتفاع وتيرة الأداء.
- كيف ترى مستقبل الهلال مع الأمير نواف بن سعد؟
- الأمير نواف بن سعد من رجالات البيت الهلالي المعروفين، فهو ابن الهلال، ومن الذين عملوا في خدمة النادي بتفان وإخلاص، وكانت له بصمات رائعة جعلت منه محبوبا للجماهير حتى سمي سموه «وجه السعد» لهذا لن يكون غريبا أن يقفز بالنادي ويذهب به بعيدا نحو التحقيق المزيد من الإنجازات وتطلعات الجماهير.
- حضرت مؤخراً اجتماع أعضاء الشرف، كيف كان الاجتماع؟
- الهلال كما أسلفت لك كبير برجاله وداعميه وأعضاء شرفه الذين يتشوفون لخدمة النادي والارتقاء به وتحقيق تطلعات جماهيره الوفية.
ومن هذا المنطلق حصل اجتماع أعضاء الشرف الداعمين وجرى خلاله بحث ملف الرئاسة والخروج برؤية توافقية من خلال اختيار رئيس بالتزكية حسب المعمول به في النادي، ونزولا عند رغبة عدد من أعضاء الشرف المؤثرين الذين تواصلت معي قررت سحب ملفي الترشيحي لرئاسة النادي، وتزكية الأمير نواف بن سعد لرئاسة النادي في دورته المقبلة، وذلك لطبيعة المرحلة الحساسة والتي تتطلب التركيز على المباريات القادمة.
كما جرى بحث موضوع الديون، واتفق الحاضرون على أهمية تصفية الديون وإغلاق هذا الملف حتى تتفرغ إدارة النادي للعمل دون وجود عوائق مادية أو معنوية، وخرج الاجتماع بعدد من القرارات والمبادرات، والتي كان رأسها تنصيب الأمير نواف، إضافة إلى تكفل أعضاء الشرف بمبالغ الديون السابقة.
- انسحابك من سباق الرئاسة جاء بهدوء، لماذا انسحبت؟
- هدفي الأبرز من الترشح للرئاسة هو خدمة الكيان الهلالي، واستثمار قيمته الفعلية وتحقيق عوائد مجزية توازي تلك القيمة، والعمل على تحقيق تطلعات الجماهير من خلال الاستمرار في تحقيق البطولات في مختلف الألعاب والمسابقات.
وعندما أعلنت عن ترشحي أردت بذلك فتح المجال لغيري كذلك من رجال الأعمال والكفاءات الإدارية أن تحذو حذوي وتشارك في خدمة هذا الكيان الكبير من خلال الترشح وانتخاب أعضاء الجمعية العمومية للرئيس، وأن يكون لديهم مرشحون مختلفون وخيارات متعددة، يتم من خلالها اختيار الأكفأ والأفضل بحسب المعمول به في جميع الأندية الكبرى في العالم.
لكن الذي حصل أن الفريق كان يمر بمرحلة حرجة ولديه مباريات حساسة كانت تمثل إنقاذ الموسم وإرضاء الجماهير وتحقيق تطلعاتهم وطموحهم، فتواصل معي عدد من كبار أعضاء الشرف وطلبوا مني تأجيل طرح الملف الانتخابي، والعمل برؤية متحدة مع بقية أعضاء الشرف بسبب طبيعة المرحلة وظروفها، ثم تواصل معي الأمير سعود بن محمد العبدالله مشكوراً وأخبرني بالاجتماع في منزل الأمير فيصل بن سلطان ودعاني للحضور والمشاركة بمعية أعضاء الشرف الآخرين، وهو الاجتماع الذي ذكرناه سابقا، ونزلت عند رغبة أعضاء الشرف في تزكية الأمير نواف، وسحب ملفي الرئاسي في هدوء دون إثارة الإعلام أو الرأي العام، وهو ما حصل.
- هل نفهم من هذا أن دعمك للنادي سوف يستمر حتى بعد سحب ملفك للترشح على الرئاسة؟
- هذا ما حصل بالفعل، حيث إنني بعد سحب ملفي قدمت مكافآت للاعبي البراعم بعد تحقيقهم لبطولة المملكة إضافة إلى مكافآت الفوز للفريق الأول في عدد من المباريات.
- هناك من قال: إن ترشحك للرئاسة لم يكن جادا في الأصل بل هو بحث عن الإعلام؟
- قرأت شيئا من هذا الكلام عبر بعض وسائل التواصل الاجتماعي، والذي يقول هذا الكلام ربما لا يعرف طبيعة دوري وحضوري في المشهد الهلالي من سنوات مضت، سواء من خلال الرعاية أو من خلال دعم النادي أو من خلال المكافآت وغيرها.
كما أنني من حين أعلنت عن الترشح من خلال حسابي في تويتر لم أتواصل مع وسائل الإعلام سواء المقروءة أو المرئية إلا نادرا مع أنهم طلبوا مني وألحوا علي كثيرا في الخروج والظهور، فلو كان الإعلام هاجسا عندي لتسابقت إلى الإدلاء بالتصريحات والحوارات.
وأدعو الذي يقول هذا الكلام إلى زيارتنا أو التواصل معنا للاطلاع على العمل الجبار الذي قمنا به في ملفنا الانتخابي، سواء من حيث الخبرات التي استعنا بها أو الفرق الاستشارية أو الشركات العالمية المتخصصة في مجال الرياضة والعلاقات العامة والتأثير، فضلا عن خبراتنا الخاصة في مجال الإدارة والاستثمار وعالم المال والأعمال.
كان هناك جهد كبير تم بذله من أجل إعداد الملف وتزويده بالأفكار الحيوية والبرامج الاستثمارية النوعية، والتي ستعمل على إحداث نقلة نوعية ليست على مستوى نادي الهلال فحسب، بل على مستوى الرياضة السعودية ككل.
- هل صحيح ما يقال إنك رصدت 100 مليون ريال لرئاسة النادي وأنك لن تكون في حاجة إلى الدعم المالي من أعضاء الشرف؟
- هذا الكلام بهذا السياق غير صحيح، كان ملفي الرئاسي قائما على مبدأ الاستفادة من إيرادات النادي الحالية والعمل على تطويرها وتنميتها من خلال إطلاق حزمة من الحلول والبرامج الاستثمارية قصيرة وطويلة الأجل، وتحمل العجز الذي قد يحصل في الميزانية وتغطيته عن طريقنا ابتداءً، ثم عن طريق التواصل مع أعضاء الشرف والاستفادة من خبراتهم وتوجيهاتهم ودعمهم المعنوي والمادي.
- هناك بعض الجماهير تحملك مسؤولية نشر عدد من الخطابات المتعلقة بديون النادي في فترة الرئاسة الماضية، فما هو ردك وتعليقك؟
- مع الأسف هذا الكلام يردده بعضهم دون وعي منه أو تثبت أو معرفة الحقيقة كاملة.
القضية باختصار هي أن هذه الخطابات كانت متداولة في شبكات التواصل الاجتماعي ومنتشرة بكثرة، وحين وقفت عليها من خلال تويتر آلمني الحال، ولاسيما أننا من أعضاء الشرف ويهمنا مصلحة النادي، ومع ذلك لم تبادر الإدارة حينها للتواصل معنا في بحث هذه الديون أو معالجتها، فكتبت تلك التغريدات من دافع الغيرة على النادي، وتذكير الإدارة بضرورة مد الجسور والتواصل مع جميع أعضاء الشرف، والذين لن يألوا جهدا أو ذخرا في دعم النادي، ولاسيما وأن المبالغ لم تكن كبيرة.
- ماذا يحتاج الزعيم مستقبلا ليكون في قمة حضوره الذي اعتادت عليه الجماهير؟
- الزعيم يمثل واجهة مشرقة للرياضة السعودية، فهو أكثر الأندية السعودية تحقيقا للبطولات وأكثرها إمدادا للمنتخبات بالنجوم والمواهب، ومن الطبيعي أن يكون في القمة والواجهة.
وفي اعتقادي أن الزعيم يحتاج إلى لاعبين أجانب مميزين في خانة الوسط كصانع ألعاب وخانة الهجوم بحيث يُجلب مهاجم يعرف كيف ينهي الهجمة سريعا، وتدعيم الفريق كذلك ببعض الصفقات المحلية النوعية في عدد من الخانات وخصوصاً خانة المحور، إضافة إلى إعادة الاهتمام بالفئات السنية والعمل على رعايتها لتكون رافدا أساسيا للفريق الأول، مع ضرورة تصعيد عدد من نجوم الأولومبي.
ولا أنسى أهمية المركز الإعلامي وفريق العلاقات العامة وتطويره وتدعيمه بعناصر حيوية شابة مبدعة تمتلك أدوات التواصل الفعال، ولا شك أن عليهم دورا كبيرا في إعادة فتح قنوات التواصل مع جميع أعضاء الشرف والداعمين دون استثناء.
يجب أن نعترف أن دور المركز الإعلامي وفريق العلاقات العامة كان سلبيا في المواسم الماضية، ولحقه نقد كبير من الجماهير ومن الإعلام، وهو بحاجة ماسة إلى التغيير والتطوير ليتناسب مع مكانة الزعيم.
- هل ترى بأن الهلال أخذ حصته كاملة في سوق الاستثمار الرياضي أم أنه لازال هناك فرص لتحقيق عوائد أكبر؟
- بالطبع لا.
عوائد الهلال الحالية بحسب الأرقام المعلنة لا تبلغ في أحسن أحوالها 40% من القيمة الفعلية للعوائد المتوقعة من حجم نادي جماهيري كالهلال.
وهذا كان من أولويات ملفنا الرئاسي أن نعمل على مراجعة العقود الاستثمارية الموقعة مع النادي إضافة إلى عقود الرعاية والعمل على جلب استثمارات ورعاة يحققون للنادي تدفقات مالية مناسبة تعكس قيمته الفعلية.
إضافة إلى تفعيل العضوية الشرفية وعضوية الجمعية العمومية، والتي ستفيد النادي كثيرًا.
والحقيقة أن ملف الاستثماري الرياضي يصطدم بعقبة صعبة وهي القوانين والأنظمة، حيث ما زالت الأندية تقع تحت إشراف الرئاسة العامة لرعاية الشباب ولوائحها، وهذا يسبب بطأ واضحًا في تحريك عجلة الاستثمار الرياضي أو تفعيل مداخيل الأندية، والتي تحتاج إلى قرارات سريعة.
أنا على يقين أن الأندية إذا خُصخصت وتحررت من قيود الرئاسة فإن نادي الهلال سيحقق أكبر العوائد المتوقعة، وستزيد تلك العوائد على المصروفات السنوية ويدخل النادي في مرحلة تحقيق الأرباح.
- كيف ترى أثر التعصب الرياضي على محرجات الرياضة السعودية؟ ولاسيما بعد تصريحات خادم الحرمين الشريفين التي دعا فيها الرياضيين إلى نبذ التعصب الرياضي؟
- أولا أود الإشادة بهذا الاحتفاء الأبوي الكريم من لدن الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بأبنائه الرياضيين وهذا ليس بمستغرب على ملوك وقادة المملكة والذين تتابعوا على الاهتمام بالشباب والرياضة حتى وصلت رياضتنا إلى مصاف العالمية وحصدت الكثير من البطولات والألقاب.
وأما موضوع التعصب فيكفي في بيان خطورته وآثاره السلبية أنه كان محورا رئيسيا في حديث خادم الحرمين لأبنائه الرياضيين حيث لم يتكلم من فراغ وإنما لما يعرفه أيده الله من أضرار التعصب وأيضا لما يبلغه من تجاوزات بعض المنتسبين للرياضة.