عبدالله بن حمد الحقيل ">
يأتي الصيف كل عام حاملاً معه الكثير من التطلعات ووقت الفراغ والسفر والسياحة خلال العطلة المدرسية، حيث تعوَّد الكثير من المواطنين بعد انتهاء الامتحانات السنوية في كل عام على القيام برحلات في ربوع بلادنا وبعضهم إلى خارج المملكة، وكلما جاء موسم الإجازات طُرح كثير من الأسئلة حول الفراغ بشتى أساليب الحوار والنقاش، إذ إن الموضوع مرتبط بأمور أخرى، ويحتاج إلى حلول متعددة من قبل جهات كثيرة، منها البيت والمدرسة والمجتمع ووزارة التعليم والرئاسة العامة لرعاية الشباب ومراكز البحوث في الجامعات، والبلديات والقطاع الخاص والأندية الأدبية والرياضية ووسائل الإعلام وغيرها، لوضع البرامج واستخلاص النتائج للاستفادة من الرحلات والإجازات. ومما هو معروف أن صناعة السياحة واقتصادياتها مهمة جداً في هذا العصر.
ولذا ينبغي التخطيط للاستفادة من أوقات فراغ الشباب الذي يضيع في ما لا يعود عليه بفائدة، وما نراه عند بعض الشباب من خلل يجعلنا نبحث عن الحلول واستثمار أوقات الفراغ، بما يملأ على أبنائنا وقت فراغهم ويوجه تفكيرهم وآمالهم وإكسابهم المهارات العلمية المفيدة، وإيجاد الوسائل والأماكن للترويح والترفيه البريء، الذي يمكنهم من استغلال أوقات الفراغ بما يعود عليهم بالنفع والفائدة، وتنمية شخصياتهم بغرس القيم والمثل العليا.. كذلك توفير الأماكن السياحية بدلاً من سفر الكثير من الشباب إلى خارج المملكة، وذلك بالتخطيط بتنظيم رحلات إلى المناطق السياحية والأماكن الأثرية في جنوب المملكة وشمالها وغربها تتوافر فيها الخدمات الضرورية، فبلادنا حافلة بالشواطئ الجميلة والمناظر الطبيعية الخلابة والأماكن الباردة والجبال الشاهقة والآثار والمعالم والجبال والأودية والرياض والهضاب والرمال والشواطئ والمرابع والمراتع والآثار والأمجاد، وهي جديرة منا بالوقوف والمشاهدة والتقلب في جنباتها والارتواء من مناهلها والمعرفة بها، والتمتع بجمال الطبيعة والمعالم التاريخية القديمة والمؤسسات الحضارية في المملكة ومعالم النهضة الشاملة. ولا شك أن إنشاء هيئة عليا للسياحة نقطة انطلاق في مسيرة الاقتصاد الوطني وستعمل على تطوير المناطق السياحية وتنميتها لتكون رافداً اقتصادياً مهماً في عملية التنمية الشاملة وقطاعاً إنتاجياً. وإن تهيئة المناطق السياحية أمر حيوي مهم، وتوفير الخدمات فيها للمصطافين والسائحين سوف يسهم إلى حد بعيد في الحد من سفر الكثيرين إلى الخارج من خلال سياحة وطنية نقية ملتزمة بخصوصية بلادنا وقيمنا.
إن استغلال الأماكن السياحية وتوفير الخدمات السياحية بها تقع على عاتق رجال الأعمال في بلادنا، إذ هي مورد مربح وعمل وطني يسهم في جذب أعداد كبيرة من المواطنين بدلاً من السفر إلى خارج البلاد وتكبد العناء والمشقة والنفقات الباهظة ومشكلة اللغة والتفاهم والتعرض لبعض المتاعب.
إن الرحلات المدرسية والجماعية ما زالت محدودة في نطاق ضيق لأن نظرتنا إلى فوائدها ما زالت محددة، فالأمر يحتاج إلى تكثيف الجهود وتوفير سبل التوجيه والرعاية وتنظيم الرحلات الطلابية والجماعية بطريقة تعود بالفائدة، وتخصيص ندوات ثقافية خلال تلك الرحلات لمعرفة تاريخ تلك المناطق والأماكن الأثرية والمؤسسات الحضارية، وشرحها على نطاق أوسع للشباب وبث روح التعاون والمحبة والانتماء للوطن والارتباط به وشغل أوقات الفراغ لدى الشباب بما هو نافع ومفيد وترشيد سلوك الشباب فيما ينفعهم.
وإن أماكن السياحة في بلادنا تستحق الدراسة والبحث خصوصاً أن في بلادنا مناطق سياحية جذابة.