حضر سلمان إلى الجوهرة، رغم وفاة الجوهرة، وضغط على أعصابه وكظم حزنه، ليفرح شعبه ويسعدهم، ويجمل سهرتهم!! هل هناك إنسانية وجمال وعظمة وتواضع ورقي وإنكار ذات أكثر من هذا؟؟ وهل نحس نحن كشعب وكرياضيين بهذه البادرة والقيمة الإنسانية، أم أننا نعتبرها فقط من واجبات الملك؟؟ كتبت سابقاً، وغردت كثيراً، وقلت إنّ النصر لم يعد أساساً، وغياب الهلال والاتحاد والشباب الذين كانوا يتنافسون، على كل البطولات المحلية، عقدين كاملين، وهي المدة التي غاب فيها النصر عن المشهد، وكانوا لا يسمحون لغيرهم بالاقتراب من القمة، خلال تلك الحقبة، ثم أعلنوا عن تراجعهم الجماعي مرة واحدة، منذ ثلاثة مواسم خلت، هو من دفع بالنصر إلى البطولات وتصدر الدوري، فضلاً عن الأخطاء التحكيمية، وغياب تلك الفرق الثلاثة، لمواسم ثلاثة، هو أيضاً من فتح الباب على مصراعيه، لدخول أي فريق مهما كان مستواه الفني، للصراع على الدوري وتحقيقه فيما بعد، ولا أدل على ذلك من تحقيق الفتح لبطولة الدوري قبل موسمين، وهو من كان يصارع من أجل البقاء في الممتاز في الموسم المنقضي!!
وقلت أيضاً إنّ النصر لا يملك ثقافة البطولات، ومن الصعب أن يعود فريق، غاب عقدين كاملين عن تحقيق البطولات، لينافس ويكتسح الساحة هكذا بكل بساطة!! وأنه عند الصراعات الشرسة، وعند مقابلة الفرق القوية سينكشف وسيواجه صعوبات بالغة، وهذا ما تثبته الأرقام والحقائق والشواهد، فعندما قابل الشباب على كأس السوبر، بداية الموسم، وكان الشباب يتمتع ببعض عافيته حينها، خسر أمامه بسهولة، وتنازل له عن أولى بطولات الموسم، أيضاً عندما قابل الأهلي، الفريق الوحيد الجاهز فنياً، خسر أمامه وبكل سهولة، ثلاث مرات، في موسم واحد!! وتنازل له أيضاً عن ثاني البطولات، وعندما قابل لخويا الأقل من الأهلي قوة وتاريخاً خسر منه أيضاً، وخرج من دوري المجموعات، ومن البطولة الثالثة، وعندما قابل الزعيم في نهائي كأس الملك، بتحكيم عادل خال من الشوائب، خسر أمامه أيضاً، وتنازل له عن رابع بطولات الموسم، هذا بالرغم من كل العلل الإدارية والفنية التي تمر بالهلال، إذاً خلاصة الموسم المنقضي، تقول إنّ النصر لم يعد أصلاً، وبالشواهد والأرقام وليس بالأوهام، وأنه عندما يقابل الفرق الجاهزة فنياً، وبدون تدخل المساعدات اللوجستية، خارج الملعب، وبدون الأخطاء التحكيمية السافرة، لا يكسب!!
وبطولته الوحيدة التي حققها، كانت بفضل الأخطاء التحكيمية، حيث شاهد وشهد الجميع، على تدخل التحكيم بشكل فاضح وواضح لدفعه لتحقيق الدوري، ويكفي أن نستشهد هنا بالأخطاء التي حدثت في لقاءي الخليج والهلال وحدهما، للتدليل على كلامنا، على النصراويين أن يعوا الآن، أن فريقهم (ضعيف) داخل الملعب دون مساعدات، وعليهم إذا ما أرادوا أن يعود فريقهم، أن يهتموا به فنياً، ليكون جاهزاً بالفعل للنزال داخل الملعب، والفوز بجدارة وبشرف، في النهائي الكبير ظهرت قلة ثقافة البطولات عند النصراويين، والتي أشرت إليها في ثنايا المقال، فما خروج لاعبيهم عن الروح الرياضية، بعد المباراة، والتصرفات الصبيانية والأخرى الخارجة عن الأدب، التي حدثت من عبد الغني وعيد وفابيان، وما تجهيزهم للاحتفال بكأس الملك قبل اللقاء، وإحضارهم كأس الدوري لضمه لكأس الملك، إلا دليل صريح على ضعف الخبرة وقلة الدراية، فهم ضغطوا على لاعبيهم من جهة، وحفزوا لاعبي الخصم، من جهة أخرى، وجعلوهم يخطفون التعادل في الرمق الأخير، وعملهم هذا تعال أيضاً، وربما يكون التعادل في الرمق الأخير ثم الخسارة، درساً لهم لمَ لا؟!
هذا كله فضلاً عن عدم احترامهم للخصم، في النهائي الكبير جلبت يد شراحيلي الهلال البطولة، وأبعدتها قدم شراحيلي الآخر عن النصر!!
مبروك البطولة الأغلى للزعيم، وعلى النصر العودة إلى الملعب، وإلى الروح الرياضية والأخلاق العالية، إذا أراد أن يكون بطلاً من داخل الميدان.
- صالح الصنات