«أسلك سبيلك» ">
اسلك سبيلك في الفضا دوّارا
وانثر بحوثك للورى تذكارا
لا فض فوك أقولها يا سيّدي
يا من نصرت الواحد القهارا
أسقيتنا من مزن نورك مغدقا
فأحلت ليل التائهين نهارا
أعطاك ربي في اللسان فصاحةً
وكساك من حلل الوقار وقارا
فدحوتَ آي الذكر في أذهاننا
لمّا نطقت تحدّرت أقمارا
يا رب يا منّان بارك شيخنا
واجعله للهادي المبشّر جارا
فلكم دعا لله دعوة صادقٍ
كالليث كان ولم يكن خوارا
هذا كتاب الله ينطق بالهدى
بالحق جاء وأخنس الكفارا
إعجازه العلميّ أشرق نوره
ومن الذي في آيه يتمارى
من علّم الأميّ كيف تسجّرت
تلك البحار على الحقيقة نارا
صلى عليك الله يا علم الهدى
ما لاح نجم في السماء ودارا
زلزلت صرح الشرك في عليائه
ونفخت في أركانه فانهارا
والأرض ذات الصدع كيف تصدّعت
وتمهدت وتفجّرت أنهارا
أم القرى في البدء كانت خُشْعَةً
فوق المياه فصُدّعَت أقطارا
وغلافها المائيّ منها قد أتى
وغلافها الصخريّ كان صهارا
وغلافها الغازيّ يحفظ دفئها
ويعيد بخر مياهها أمطارا
والله ألقى في البلاد رواسيا
كي لا تميد فتهلك العمّارا
وهو الذي خلق ابن آدم مضغة
من نطفة فتخلّقت أطوارا
والله يبدأ خلقه ويعيده
وعدا عليه ويقدُرُ الأقدارا
أوَ لم يروا! أم أننا من خلفهم
سرنا على درب الضلال حيارى
تلك الحقائق لو وعوها لاهتدوا
ولأشهروا إسلامهم إشهارا
فلرب سامع آية ينجو بها
ويفرّ لله العليّ فرارا
لكننا حدنا عن الدرب القوي
م فأصبحت تلك النفوس قفارا
إنّ الذين تحكمّوا في أمرنا
عبدوا العلوم وألّهوا الدولارا
عاثوا فسادا في البلاد وأهلها
حتى غدت للقاطنين دمارا
اليوم لا عذرٌ لنا في صمتنا
ولمن بربّك نخلق الأعذارا
حقُّ علينا أن نهبّ لديننا
كيما نعود كما مضى أخيارا
فالصامتون بصمتهم قد أهلكوا
مثل العصاة وحمّلوا أوزارا
والمنهج العلميّ أشرف دعوةٍ
وله دعا ربّ الورى وأشارا
فاثقب جبين الكفر إنك ثاقبٌ
طرَقَ العقول بعلمه فأنارا
واشعل بنور الحق فجرا باسما
ليكون للنشء الجديد منارا
- محمود أبو صعيليك