لوحات تشكيلية أضفت مذاقاً بصرياً على مأكولات مطعم في الشارقة ">
كتب - محمد المنيف:
دفعني الجوع وزميلي الإعلامي خير الله زربان خلال قيامنا بتغطية فعاليات لقاء مارس في إمارة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة إلى أن ندلف لأقرب مطعم في أحد شوارع الشارقة. وكانت المفاجآت أن نرى جدران المطعم وقد زينت بلوحات تشكيلية أصلية، تكشف أنها لفنانين عراقيين كما عرفنا هذا الفن من معلمينا في معهد التربية الفنية وما تابعناه من معارض قمنا بالسفر عنوة لها في زمن الشح الإعلامي وسبل التواصل التي نراها اليوم، ولم يعد للفنانين عذر في التنمية والرفع من قدراتهم واختزالهم المعرفي؛ لترتقي لديهم الثقافة البصرية.
ومع أن بالإمكان مشاهدة مثل هذه اللوحات عبر النت وموقع الفن العراقي إلا أن وجودها في هذا المكان أضفى عليها شيئاً خاصاً، لا أعلم أو أجد تفسيراً له إلا بعد أن استأذنت صاحب المطعم بالتصوير، وأتبعته بسؤال عن مصدر اللوحات؛ كونها أصلية وليست مستنسخه.. فكانت الإجابة أكثر مفاجأة من وجود اللوحات؛ إذ ذكر لنا أنها من أعمال إخوته الذين يعملون معه في المطعم.
هنا أعود للعنوان بأن الفن العراقي لا يموت، وإنما يعود للنمو ببراعم جديدة، تتحول إلى أشجار تشكيلية باسقة، رغم ما واجه هذا الفن من تخريب خلال الحروب، وما زال يواجهه من سرقات وتدمير للمتاحف وتوقف نشاط فنانيه، إلا من هم بالخارج ويواجهون المصاعب لإبقاء هذا الفن كما كان وما يجب أن يكون رائداً حاضراً حاملاً الهوية العربية عامة وبيئة العراق وهويته التراثية.
لقد أعادتني تلك اللوحات إلى الزمن الجميل للفنون التشكيلية العربية الأصيلة قبل أن تمر بها موجة سيونامي الحداثة، وتطمس معالمها على أيدي الأجيال الجديدة أصحاب الفنون الوقتية.
كانت - بحق - نوافذ تطلُّ على ريف العراق الجميل، وعلى أجيال العراق الصابرة.. وجوه صادقة مملوءة بالعاطفة، تكشف معاناة الزمن، وتعيد للذاكرة علاقة الإنسان بأرضه وبيئته.