أشعر بمرارة وأسى وألم حين أقرأ أو أسمع عن تلك الأرقام الفلكية المخيفة عن عدد الوفيات بسبب التدخين أو حوادث السيارات.
السعودية الأولى عالمياً في حوادث المرور لماذا لا نصبح الأخيرة؟ السعودية تحتل المرتبة الرابعة عالمياً في التدخين مرة أخرى لماذا لا تصبح الأخيرة. لا نريد الأولى نريد أن نكون الأخيرة فليكن شعار وزارة الصحة والإدارة العامة للمرور شعار نسعى لتحقيقه خلال مدة قصيرة، جميع مقومات تحقيق الشعار متوفرة.
بلغ عدد الوفيات نتيجة الحوادث في السعودية 7661 حالة وفاة في 2013، بما يعادل 21 حالة وفاة يومياً، و0.9 حالة وفاة كل ساعة، ليرتفع من مستوياتها خلال عام 2012 البالغة 7638 حالة وفاة إلى أين نحن متجهون في حوادث السيارات؟ ساهر وأسبوع المرور والتوعية المرورية لا تكفي. لماذا لا نقارن جهود وقوانين إدارة المرور مع جهود وقوانين أفضل إدارة مرور في العالم ونطبق النتائج والقوانين بكل حزم. أتعلمون كم هي نسبة الأسرة المشغولة بسبب حوادث المرور في مستشفياتنا؟ 30% من أسرّة المستشفيات نسبة كبيرة أليس كذلك. أتعلمون كم هي الخسائر المادية بسبب الحوادث المرورية؟ 13 مليار ريال سنوياً نسبة كبيرة أليس كذلك.
23 ألف حالة وفاة بالسعودية سنوياً سببها الرئيسي التدخين؛ ما يعني أن لدينا 2.5 حالة وفاة كل ساعة في السعودية، بخلاف المصابين بأمراض السرطان نتيجة التدخين، أن نسبة التدخين في المرحلة الابتدائية وصلت إلى 27% خلال عامين، في حين بلغت 53% بين طلاب المرحلة المتوسطة، وبلغت نسبة التدخين في المرحلة الثانوية على العينة محل الدراسة 20%. معالي وزير التعليم الدكتور عزام بن محمد الدخيل أتمني أنْ تضع هدفاً واضحاً وهو القضاء على ظاهرة التدخين في المدارس الحكومية والخاصة خلال سنتين.
وزارة الصحة وزارة التعليم والإدارة العامة للمرور كللوا جهودكم المشكورة للمواطن السعودي وفي مناطق المملكة الحبيبة كافة بالقضاء على فيروس الحوادث المرورية والتدخين.
الأرقام مخيفة ولست أدري هل التوقعات في ازدياد أم في انخفاض؟ لكنني أعتقد أنها في ازدياد وأتمنى أن أكون مخطئاً.
حملة توعية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين، أسبوع المرور نحن بحاجة إلى 52 أسبوعا في العام للتوعية في المدارس والجامعات والمجمعات والأندية والملاعب الرياضية، نحن بحاجة إلى أئمة المساجد لتوضيح موقف الإسلام من قتل النفس، قال تعالى في محكم كتابه: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا، وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا} (29-30) سورة النساء.
قائد السيارة السعودي في الدول الغربية وبعض الدول العربية قائد مثالي في الالتزام بأنظمة المرور يراعي حق المشاة ولا يقود سيارته على الرصيف ولا يقطع إشارة المرور ولا يقف وقوفا مزدوجا ولا يُغبّر على الآخرين ولا يعكس السير.
كم هو مثالي أين هذه المثالية داخل الوطن؟ لماذا يتصرف بسلوكين مختلفين؟ سؤال موجه للإدارة العامة للمرور؟
وفي الختام لا نريد أن تكون مملكتنا الحبيبة الأولى عالمياً في حوادث المرور ولا الرابعة في نسبة التدخين، نريد أن تكون الأولى عالمياً في ترتيب جامعاتنا والأولى عالمياً في البحث العلمي، والأولى عالمياً في كل نواحي الحياة، لما لا وكل المقومات لتحقيق ذلك متاحة ومتوافرة؟!