هو شهر عبادة وطاعة وفرصة لكي ينهل الإنسان فيه من العبادات وتعويض ما فات في سنوات العمر الماضية هو شهر الخير وما أكثر أعمال الخير والبر فيه هو شهر فيه ليلة من وفقه الله أن يدركها ويتقبل الله منه العمل فهي أغلى من العمر الذي مضى وأثمن هي ليلة القدر التي تعدل ألف شهر أي قرابة 83 عاماً قد لا يعيشها معظم الناس وقد يعيشها لكن هيهات هيهات أن تكون مثل هذه الليلة التي نسأل رب العزة والجلال إذا كان في العمر بقية أن ندركها ووالدانا ومن نحب وذريتنا.
لكن مع الأسف ما يحدث عند قدوم رمضان هو ذلك التسابق الذي لا يصدقه عقل التسابق في ماذا؟ في أعمال الخير؟ لا إنه تسابق محموم شرس في تكديس المواد الغذائية لا يستفاد ولا يؤكل إلا ربعها والباقي مكانه برميل النفايات أجلّكم الله.
هذا هو حالنا مع مستلزمات رمضان الشراء غير المبرر مع الأسف والتنافس الشرس السيئ مع برامج القنوات في رمضان كلها عادات سيئة حيث تسعى تلك القنوات لإفساد المبادئ والقيم دون رقيب أو حسب ومع الأسف حتى قنواتنا المحلية أصبحت مع الخيل يا شقراء بعد أن كنا متميزين في السابق بخصوصية برامجنا الهادفة والدينية. نعود لموضوع الإسراف في الشراء للمواد الغذائية في رمضان فعندما تشاهد هذا الإقبال المسعور بكل شراهة تعتقد بأن هناك كارثة سوف تحدث لهذا الشراء والتخزين.
هل يعتقد أولئك المرضى أن رمضان هو شهر ملء البطون والتخزين فيها وفي المستودعات متجاهلين حديث أشرف الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال: «ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه» صدق رسول الله الصائم كما نعلم لا يحتاج سوى بضع لقيمات أما الباقي فسوف يتركه على المائدة وآه أين سيكون مكانه والعياذ بالله ليته سيحفظ أو يعطى للمستحقين الذين قد لا يجدون هذه الأصناف المتعددة.
الأرقام التي رصدت حول استهلاك السعوديين فقط في رمضان تصل وتزيد عن ثلاثة مليارات من الريالات السعودية من المستفيد في النهاية إنها العمالة الوافدة والوافدون الذي يتاجرون بنا وقبلهم التاجر المورد.
الشيء المضحك المبكي في نفس الوقت أن الواحد منا إذا سمعته يتحدث عن مشتريات رمضان ومع الأسف هم جهلة مع الإصرار والعناد وعدم الاستماع للنصح فهو يتحدث بكل فخر أنه اشترى من كل شيء خمسة كراتين بالإضافة لخروفين وخمسة كراتين دجاج. والشيء الذي يبكيك أكثر أن هناك من يشتري من كل شيء كرتونين أو ثلاثة مع العلم أنه لا يوجد بالبيت سواه وزوجته وطفل.
السؤال: ألا نحمد الله ونشكره على هذه النعم؟ ثم لو كنا نعاني ما تعاني منه بعض الدول العربية الشقيقة من عدم وجود دعم حكومي من الدولة للسلع ومنها المواد الغذائية وتدافعهم على الجمعيات التعاونية للحصول على كافة احتياجاتهم المحددة التي لا تكفيهم إلا مدة أسبوع أو أقل ويضطرون لشراء مثلها من السوق بأسعار مرتفعة ترى متى نتعظ؟ ونتعلم سياسة الاقتصاد والادخار وقبلها شكر النعمة ألا نخشى أن تزول بسبب إسرافنا وإهانتنا لها؛ فالنعم لكي تدوم لابد أن يحافظ عليها بالشكر. كما أن الشيء المضحك المبكي هو أن العمالة الوافدة تستغل قدوم المواسم وتطرح بضائع منتهية الصلاحية ومن الضحية؟ إنه المواطن المغفل الذي لا يقرأ.
أيها المسلمون أيها الأزواج أيتها الزوجات نحن في نعمة ورغد عيش بفضل من الله ثم بوجود قادتنا الذين لم يبخلوا علينا بشيء؛ لذا علينا أن ندرك قيمة النعم ونبتعد عن الإسراف وكفر النعمة التي إذا لم نحافظ عليها قد تحل بنا عقوبة لا يعلمها إلا رب العزة والجلال. فلنتق الله ولنراعه في النعم والحفاظ عليها واحترامها.
فالنعم تدوم بالشكر والحفاظ عليها أما الإسراف فهو عادة ذميمة والتفاخر به متى يزول يا ربات البيوت وأنتم أيها الأزواج الجهلة المنساقون وراء طلبات زوجاتكم دون تقنين معتقدين أن في هذا رجولة، الرجولة أن تقول: لا، في مثل هذه الأمور حمانا الله وأدام علينا النعم وجعلنا مدركين لقيمتها والحفاظ عليها وحفظها في مكانها الذي يليق بها ونقصد الزائدة عن الحاجة.