دوار البحر ودُوّار الفرْ والكَر العلاقة بينهما علاقه وثيقه وقويه فكلاهما يصيبان الإنسان بغيثان وفقدان التوازن. فدوار البحر حالة مرضية وقتية بسبب أن المخ يتلقى إشارات متضاربة بسبب الحركة التأرجحية. فبينما تقوم العين بإظهار العالم على أنه ثابت، يقوم جسم الإنسان وبالتحديد جهاز استشعار التوازن الموجود في الأذن على إدراك وإرسال إشارات حركة مستمرة إلى الدماغ، الإنسان الطبيعي يحس بالدوار أول مرة ركوب بحر وفي المرة الثانية يتعود على البحر وهناك أناس من أول مرة لا يأتي لهم دوار البحر حيث إن أمخاخهم لا تتجاوب على ما يدور حولها.
بعض قائدي السيارات بكافة أنواعها وأشكالها ومن كل المستويات الاجتماعية ماذا يفعلون كيف يتصرفون عند دخول الدوار؟ هل الإجابة واضحة؟ هل الأفضلية لمن هو داخل الدوار؟ أم الأفضلية لمن يدخل الدوار وبطريقه عشوائية استفزازيه؟ هل فعلا نحن من الدول القليلة في العالم، والتي لا يلتزم السائقون بها إعطاء حق الأفضلية المرورية لمستحقها؟ هل اللوحات الموضوعة على الدوار لتُزيّن الدوار أم للالتزام بها؟ هل الأفضلية لمن قلبة أقوى من قلوب الاخرين؟ لماذا يتصرف غالبية قائدي السيارات هذا التصرف الخطير؟ هل نظام المرور غير مطبق، أم رجال المرور غير موجودين، أم انعدام ثقافة احترام أنظمة وقوانين المرور؟ لماذا نتصرف عكس ذلك ونحن خارج الحدود هل هو الخوف من العقاب أم احترام الأنظمة.
أليستْ العلاقة بين البحر والدّوار كلاهما استفزازية لمخ الإنسان ويصيبانه بالغثيان. لماذا توضع إشارات المرور على الدوار هل تنظم المرور أم تساهم في فوضى المرور، هذا الموضوع ينسحب على غالبية مدن المملكة، هل تطبيق أنظمة المرور دخل سكن شركة أرامكو في مدينة الظهران يختلف الواضح والمتابع يقول نعم أم تراه اختلاف ثقافة احترام أنظمة المرور. الإدارة العامة للمرور جهوده مشكورة ومنها إصدار استمارة المركبة، ونقل ملكية المركبة، وتحديد المستخدم الفعلي للمركبة، إلى جانب خدمة تفويض قيادة المركبة داخل وخارج المملكة، والاستعلام عن تأمين المركبة، وخدمة التحفظ على المركبة، وعرض قائمة المركبات، بالإضافة إلى خدمة الاستعلام عن المخالفات المرورية، وخدمات الحصول على معلومات رخصة القيادة، وتدقيق بيانات المركبة الجديدة، ومعرفة الرقم التسلسلي للمركبة جميع هذه الخدمات تتم عن طريق الحاسب الآلي (كمبيوتر). كم أتمنى أن تتزامن هذه الخدمات والجهود مع إطلاق حملة توعويه على مدار العام في المدارس المتوسطة والثانوية والجامعات والمساجد والمجمعات التجارية لاحترام الدوار وأفضلية لمن في داخل الدوار. منذ وقت ليس بعيد زار الشركة التي كنت أعمل بها وفد من شركة أجنبية أوروبية اصطحبت أحد الأعضاء للاطلاع على معالم مدينة الرياض التي ابهرته بكل المقاييس، لكني اصبت بالحرج لمْ أستطع الاجابة حين شاهد أحد سائقي السيارات يقطع إشارة المرور وذاك الذي يقود سيارته على الرصيف أو يتجاوز الرصيف ( يطمر) للجهة الأخرى.
دوار الدوار ظاهرة نعم ظاهرة يجب القضاء عليها وهي ليست مسئولية المرور فقط بل دور الإعلام والصحافة والمسجد وزارة التعليم والبيت. تكاتف الجهود والصبر وساهر وتواجد رجال المرور على مدار العام عند مداخل الدوار سوف يساهم بالقضاء على دوار الدوار، ربما هناك حلول أفضل أتمنى ذلك.
وفي الختام لماذا غالبية قائدي السيارات يتقيدون بأنظمة المرور في الخارج وفي الداخل يتجاهلون ذلك أين الخلل؟ كيف نصحح الخلل؟ من المسئول عن الخلل؟.