التقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله، في سياق لقاءاته المتتالية مع كافة قطاعات العمل ومؤسساته في الدولة، لحشد الطاقات من أجل الانصراف للإنتاج والإنجاز.. التقى - حفظه الله ورعاه - منسوبي قطاع حقوق الإنسان والفعاليات الوطنية المهتمة بهذا الشأن، في رسالة لافتة لعنايته الفائقة بهذا الجانب، وهو من ترجم تلك العناية، وذلك الاهتمام عملاً وفعلاً طوال محطات حياته العملية، منذ أن تبنى العديد من المؤسسات والجمعيات التي تهتم بالجوانب الإنسانية والخيرية، حتى أصبح اسمه الكريم القاسم المشترك الأعظم لها على امتداد الوطن.
وما كان افتتاح خادم الحرمين لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وتدشين ووضع حجر الأساس للمقر الدائم للمركز، إلا أكبر شاهد على ذلك.
ومنذ أن انتصر للإنسان وانحاز إلى حقه وكرامته، وليس آخرها بالتأكيد عندما أعفى مسؤولين كبيرين في موقفين لا يزالان هما حديث الشارع العربي، حيث جاءت قرارات القائد الزعيم لتؤكد أنّ كل من يجلس على كرسي من كراسي الدولة مهماً علا وارتفع موقعه الوظيفي، فهو عند سلمان أقل رفعة من موقع المواطن الذي يريد سلمان أن يكون الجميع في خدمتهم.
لهذا الضمير الذي أعاد للأمة مجد الكرامة، ومجد العدالة، ومجد الإنصاف السريع، هذا الضمير الذي ظن الكثير أنه سيظل طي كتب قصص التاريخ التي قاربت الأساطير، حتى فقد الإنسان الأمل في استردادها، إلى أن جاء سلمان بن عبد العزيز.. ليقول بفعله لا بأقواله أو خطبه إنه الرجل القادر على إيقاظ تلك القيم، واستعادتها من الكتب لتتحول إلى أسلوب عمل، ومنهج حكم، وصيغة حياة لعهد اتصف بالعزم والحسم في تحقيق أنبغ قيم العدالة.
فأي سجل لحقوق الإنسان يستطيع أن يسابق خطى سلمان في الوقوف إلى جانب الإنسان ؟ وأي شرعة لتلك الحقوق تنتصر للضعيف حتى دون أن يتقدم بمظلمة ليأتيه حقه وزيادة في إعفاء مسؤول كبير في الدولة إنصافاً لحق المواطن البسيط؟.
لقد دشن سلمان بن عبد العزيز في جملة ما دشن في مائته الأولى من حكمه المديد بإذن الله.. حق الكرامة لشرف الأمة بالوقوف لنصرة الأشقاء والتصدي لقوى الغزاة، بما رفع رأس كل العرب والمسلمين، وحق المواطن في تسريع آليات التنمية بالتحلل من قيود البيروقراطية والتخلي عن المجالس المتعددة وتقليصها إلى ما يمنحها سرعة الأداء، وسرعة القرار، وحق الإنسان بإنصاف كل مواطن من أي مسؤول مهما بلغ شأنه من قبل أن يبوح أو يتضجر.. يكفي أن يصل أمره إلى مسامع سلمان الإنسان ليرد له حقه وما فوق حقه.
ختاماً إن الضمير الذي لم تشغله معركة الوطن في حده الجنوبي، ولا تهديدات منظمات الظلام، عن مظلمة مواطن في أقصى الحدود الشمالية، أو استرخاص مسؤول لكرامة آخر لحظة غضب، لينتصر للمواطنين في سابقة يندر أن تحدث حتى في أعرق الديمقراطيات في العالم.. لهو الضمير الذي يلزم أن يكون هو المعيار الناظم بأدق المعاني لحقوق الإنسان.
تحية للإنسان في ضمير سلمان.
تحية لمن بهر العالم بكل ساسته على قدراته الفذة في اتخاذ أصعب المواقف وأكثرها وأسرعها في عدة أيام، ليحيط بمعظم أسباب النهوض والبناء على مختلف الأصعدة في أقل من مائة يوم.
تحية لقامة شامخة جددت بناء الوطن وبناء الإنسان، ورسمت ملامح الطريق لوطن سيبقى الأعز والأشم بين كل الأوطان والشعوب.
تحية لمن رفع هامة الوطن.. أرضاً وإنساناً.. ليفخر بين الناس.. كل الناس.. أنا ابن مملكة سلمان.
- عضو هيئة حقوق الإنسان