عندما نرى الفوضى والتهور من بعض قائدي السيارات في شوارعنا يتبادر إلى أذهاننا عدة أسئلة ومنها هل الخلل فينا أم في تربيتنا؟.. أم في نظامنا المروري الذي يحتاج إلى سن أنظمة وقوانين صارمة تضاف للأنظمة الحالية، حقيقة هذا الموضوع يهمنا جميعاً كبيرنا وصغيرنا لأننا نعيش على تراب الوطن الذي هو بيتنا الكبير؛ ولكن بيتنا الكبير يتعرض إلى الأخطار في كل ثانية بسبب اللامبالاة بالنظام وبالموت الذي يحصد الأرواح كل يوم بأعداد هائلة.
فحسب آخر الإحصائيات يتوفى في كل يوم ما بين عشرين إلى واحد وعشرين حالة وفاة يومياً من غير الإصابات التي ينتج عنها إعاقات دائمة والخسائر المادية، لذلك نحن في حالة حرب من نوع آخر من الحروب التي يمكن السيطرة عليها لأن سببها نحن، فبتكاتف الجهود من الجميع يمكن الحد من فتك هذه الحرب فينا.
نحن نستغرب عندما نلاحظ السعودي وهو يقود سيارته في الدول الأوروبية والأمريكية وحتى في بعض دول شرق آسيا التزامه بالنظام وأعتقد إنه نابع من الخوف من أنظمة المرور المطبقة في تلك الدول وكذلك عدم الظهور بنشاز عن عموم قائدي السيارات في تلك الدول هذا رأيي الشخصي، لذلك يجب علينا إيجاد أنظمة مرور أكثر حزماً وصرامة، ونحتاج إلى توعية في عموم وسائل الإعلام وتفعيل دور كل شخص وبخاصة المربون لأن دورهم مهم في تعديل سلوك الشباب وزرع ثقافة المرور والوطنية في نفوس النشء، وهذا شيء مهم.. فمثلا لو تطرقنا إلى الوطنية في أمريكا وهي النموذج دائماً للالتزام بالنظام فنجد شعبها خليطاً من عرقيات مختلفة ولا نجد الدين الذي هو عندنا ويفترض سلوكنا ينبع منه، نجده على النقيض في أمريكا لا يوحدها الدين ولا العرق، إذن ما الذي جعل المواطنين الأمريكان يلتزمون بالأنظمة؟.. أعتقد من وجهة نظري الشخصية أن ثقافة المواطنة عالية لدى الأمريكان لأنها رسخت منذ الصغر وكذلك الصرامة في تطبيق الأنظمة بحيث لا مجال للواسطة التي تعودنا عليها للأسف.. ونقيس على أمريكا بقية الدول التي تنهج نفس النهج سواء أوروبية أو شرق آسيوية.