وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل عرف كاتبا ومؤلفا يعرف قيمة الكلمة وسحرها في العقل وتأثيرها على السلوك، وكيف أن الكتاب يعطي الفرصة للسياحة الفكرية والعقلية ويفتح العقول ويحسن من البلاغة والثراء اللغوي وهو يعرف ماللكتاب من أهمية ودوره في تنمية الثقافة، وهو يعرف أيضا أن المكتبة المدرسية الفاعلة والقراءات الحرة هي الطريق إلى عقد الصداقات الجميلة بين الطالب والكتاب في سنوات العمر الأولى وهي صداقة غالبا ماتستمر لأنها من أجمل وأنبل الصداقات والكتاب جليس يعلم صاحبه وينفعه، وفي ذلك قال سيد الشعر العربي أبو الطيب المتنبي: (وخير جليس في الزمان كتاب) وهو شعار من الجميل أن نترجمه في مدارسنا لأنه سبيل للإبداع الأدبي الذي يجب أن ترعاه المدرسة ولا تتخلى عنه كما هو حاصل حاليا في كثير من المدارس. فالكتاب الجميل يرقق النفوس ويبعث فيها المحبة والرفعة ويحيي فيها جميل الأخلاق، فالإنسان القارئ الذي شاركت في تربيته الكتب لابد أن يختلف عن إنسان جفته الكتب وجفاها. والكتاب من الأصدقاء الصادقين الذين لايتغيرون، وفي اعتقادي أننا وإن زاحمتنا التكنولوجيا الحديثة بأجهزة لم تعد تنفك منها أيدي الصغار والكبار، إلا أن للكتاب متعته وسوف يمتع الطلاب كما أمتع جيلينا عندما كان للمكتبة حضورها، وعندما كان اسمها المكتبة وليس مصادر التعلم !! وعندما كان للكتاب ( الحر ) حضوره ضمن المقررات المدرسية. فيما مضى كان هناك ترسيخ وتشجيع للقراءة الحرة.. بمقررات ذات قيمة أتذكر منها كتاب (الأيام) لطه حسين وعبقريات العقاد ونظرات وعبرات المنفلوطي وكتاب عن بلال بن رباح وغيرها من القراءات الحرة.. وفي الإنجليزية أذكر كتاب (حول العالم في ثمانين يوما) كتاب (اللؤلؤة) وكتب أخرى لاتحضرني عناوينها، بل إن مقررات (القواعد) والمطالعة كان فيها من القطع النثرية والقصائد الجميلة التي تزيد من ثراء اللغة وتحسن الأداء والأسلوب.
وهناك من يعتقد أن الكتاب بورقة ورائحته النفاذة التي تتداخل مع متع الكلمات إلى مسام العقل، لن يموت وسيبقى إلى فترة يعلم الله.. ولأني ممن يرون ذلك ولأني ممن منحهم الكتاب أحلى الأوقات وأضاء لياليهم بنور حكاياته ومعلوماته، فأنا منحاز إليه بورقة وغلافه وشحمه ولحمه ! طلابنا يعانون من الخجل وعدم القدرة على التعبير ويعانون من عدم تنمية ملكاتهم الأدبية والشعرية لأنهم لايتعرضون لتحدي المسابقات والبرامج والقراءات الحرة التي تنمي مواهبهم الإبداعية، كما كان سابقا، وحتى المسرح لم يعد له حضوره فقد أبعدته عوامل شتى خلف أسوار المدارس، ولعل من المهم إعادة الكتاب الأدبي إلى حيث كان في المقرر الدراسي ومن الأهمية إعادة مشروع القراءة الحرة لكن مع بعض الإلزام للطالب بالقراءة والتلخيص والإلقاء أمام الطلاب عن ماذا استفاد من الكتاب..
أيها الوزير المؤلف المثقف ياصديق الكتاب أعلن صداقتك له واصدح بها على أمل عودة مشروع القراءة الحرة وليكن شعار المدرسة ( اقرأ) وهو شعار المعرفة بكافة صنوفها..