جازان - الجزيرة:
تستعد المحلات التجارية والمراكز الكبرى قبل حلول شهر رمضان المبارك في تزيين أرفف محلاتها بكل مايخص الشهر الكريم من أواني منزلية إلى الأطباق التي يشتهر بها الشهر الكريم ، وتتنافس تلك المحلات على جذب الزبائن كلاً حسب طريقته الخاصة فهناك من يغري المستهلك بخصومات خاصة، ومنهم من يعلن مسابقات وسحوبات يومية وأخرى تعلن عن عروضها الخاصة في الشهر الكريم ، وتهتم العائلة السعودية ممثلة بربة الأسرة بتوفير مستلزمات هذا الشهر الكريم لما له من مكانة وخصوصية يتميز بها عن باقي الشهور، فهناك أطباق رمضانية خاصة لابد أن تكون متواجدة في السفرة مع الإفطار لتستعيد معها العائلة ذكريات رمضان بوجود كل أفراد الأسرة ، وعلى رأس تلك الأطباق الشوربة والسمبوسة والشعيرية فتقوم ربة البيت بالتفنن في تزيين سفرة الإفطار لتميزها بالأطباق الرمضانية ، وللتعرف عن أسباب زيادة المستهلك في الشراء بنسبة أكبر في هذا الشهر بالتحديد سألت « الجزيرة « متخصص التسويق سامي بخيت ، عن تلك الأسباب فأجاب ، بأن عادات المستهلك في شهر رمضان تتغير بشكل مخيف، ويصل إنفاق هذا المستهلك إلى الضعف عما ينفقه في شهور السنة الأخرى، وحسب إحصائية في السنة الماضية أن ميزانية إنفاق الأسرة السعودية في شهر رمضان يعادل ميزانية ثلاثة شهور ، بالتزامن مع هذا التغيير في سلوك المستهلك يبدأ ارتفاع الأسعار في المنتجات الغذائية أيضا ليصل إلى الضعف أحياناً. هناك عراك شرس يدور بين شركات الأغذية والمستهلك في رمضان، فالمستهلك بطبيعة حاله يبدأ الاستعداد لشهر رمضان في منتصف أو نهاية شهر شعبان، لكن شركات الأغذية بقسمها التسويقي مستعدة طيلة السنة، فالشركات تخطط وتدرس وتنفذ إستراتيجيتها، وتزيد من حملاتها الإعلانية في شهر رمضان لتعظم إرباحها، وتحاول قدر المستطاع الاستفادة, والمستهلك يفقد سيطرته على أمواله وشهيته، ويشترى المنتجات المرغوبة وغير المرغوبة بسبب دوافعه اللاواعية، حيث إن هناك منتجات ارتبطت ارتباطا وثيقا بالاستهلاك في رمضان مثل منتجات العصير التي تختص بهذا الشهر , وغيرها من الأكلات، ولك أن تعلم عزيزي المستهلك أن 80% من الأغذية المرتبطة بشهر رمضان غير مفيدة صحياً، و45% من النفايات هي في الحقيقة بقايا من الطعام الذي لم يؤكل . وتوجد عده أسباب تدفع المستهلك إلى هذا التصرف، ومن أهمها هو الجوع ويعد من أقوى العوامل المحفزة لشراء المنتجات، والتسوق خلالالصوم يدفع إلى إنفاق الكثير من الأموال، لكن حينما تضع قائمة بالمنتجات الغذائية التي تحتاجها في رمضان بشكل عقلاني وحسابي وفق الحاجة يساعد في وضع حد للنزيف المالي ويجنبك الانفلات في شراء منتجات قد لا تحتاجها مطلقا. الإعلانات بطبيعتها تزداد على القنوات التلفزيونية وغيرها من الوسائل ، وتعد أمرا محفزا للشراء، وليكن في علمك أن أكثر الإعلانات قد تكون مبالغ في أمرها، وطريقة تصويرها وعرض المنتجات متقنة، لكن تتفاجئ أن هناك اختلافا بين الذي شاهدته في الإعلان والواقع، فمهما حرضك الإعلان على اقتناء منتج حاول قدر المستطاع على تجاهله. التخفيضات أيضا تلعب دورا مؤثرا في الشراء، فكتالوج التخفيضات الذي يضم مجموعة منتجات بأسعار مخفضة هي في الحقيقة مخفضة، لكن تتعمد متاجر الأغذية وضع هذه التخفيضات وتبادر إلى رفع أسعار منتجات أخرى في المتجر على أمل أن تشتريها خلال التسوق، وقد صادفت بعض المتسوقين الأجانب يتعاملون مع هذا العرض بشراء المنتجات المتواجدة في العرض فقط، ولا يشترى منتجات مكملة أو منتجات أخرى، وهذا تصرف ذكي نحتاجه لتثقيف المستهلك السعودي.
وأكد في ختام تصريحه بأنه متفائل بعمل وزارة التجارة وبجانب جمعية حماية المستهلك السعودي على ضبط المخالفات ومراقبة الأسعار، وفرض أقوى العقوبات على المنظمات المتجاوزة أخلاقياً لتجنيب المستهلك هذه الفوضى، وقطع أطماع التجار الممتدة إلى محفظة النقود للمستهلك.