كتب - سلطان الحارثي:
بعد أن انتهى موسمنا الكروي لعام 2014-2015 بكل ما فيه من إيجابيات وسلبيات، رأت الجزيرة ومن باب إعطاء كل ذي حق حقه أن ترصد آراء بعض المتابعين والنقاد حول عمل الاتحاد السعودي لكرة القدم وبعض لجانه الرئيسة والمؤثرة في الشأن الرياضي، واليوم نتحدث عن مجلس اتحاد القدم المنتخب، والذي عمل خلال ثلاث سنوات، كانت فيها السلبيات طاغية بشكل كبير، وهذا ما تحدث عنه جل النقاد والمتابعين للشأن الرياضي السعودي.
الجزيرة استضافت كلاً من الدكتور مدني رحيمي عضو شرف نادي الاتحاد والناقد الرياضي المعروف، وخالد العجلان رئيس نادي الطائي الأسبق، والدكتور صالح الحمادي الإعلامي المعروف، والمحلل الاقتصادي راشد الفوزان.
رحيمي: اتحاد الكرة بدون إستراتيجية!!
البداية كانت مع الدكتور مدني رحيمي والذي أكد بأن عمل اتحاد القدم ضعيف ولا يتجاوز في التقييم كنسبة مئوية 40%، مشيراً بأن الأشخاص لهم كل الاحترام، ولكن الاتحاد ليس لديه إستراتيجيات واضحة، ولا يطبق نظامه بالشكل الصحيح، وهذا دليل على ضعفه، وقال: «قوانين اتحاد القدم غير واضحة وغير مفهومة، فالاتحاد له ثلاث سنوات ونظامه الأساسي للتو تم اعتماده، وهنالك أخطاء متعددة في لجانه، مثل لجنتي الانضباط والمسابقات، سبق ونبهنا عنها الموسم الماضي، ولكن الاتحاد لم يتحرك ولم يغير، وهنالك أخطاء قد لا تكون كثيرة ولكنها مخجلة».
وعرج رحيمي على عمل اتحاد القدم الموجه للمنتخب السعودي، حيث قال: «اتحاد القدم ما زال حائراً في التعاقد مع مدرب للمنتخب منذ سنة كاملة، رغم أن فيصل البدين مدرب للمنتخب ولكن لا أعلم لماذا لا يستمر، فهو مدرب ناجح وسبق وأن نجح من خلال الفئات السنية، ولكن لا بد من إعطائه قيمته الحقيقية كمدرب للمنتخب الأول من حيث المزايا المالية ومدة العقد».
وأضاف: «نحن لنا مواسم كثيرة ونحن خارج المنافسة، ولا نحقق البطولات، والسؤال هنا، هل الخلل طوال هذه السنوات في المدربين الذين مروا على المنتخب، أم أن الخلل في اللاعبين الذين يعدون أقل من اللاعبين السابقين».
وطرح رحيمي سؤالاً للجميع، حيث قال: «لكل من يملك الإجابة، ما هي بوادر نجاح اتحاد القدم منذ انتخابه ليعمل كمسؤول عن منظومة كرة القدم السعودية؟.
العجلان: ليس لديه خطة واضحة!!
من جهته شدد خالد العجلان رئيس نادي الطائي الأسبق على أن اتحاد القدم فشل فشلاً ذريعاً، وأزم الأندية والجمهور والإعلام من خلال ضعف قراراته، وقال:»للأسف اتحاد القدم أزم كرة القدم السعودية، ولا يملك أي خطة واضحة سواء في التنظيم الإداري، أو على مستوى اللجان العاملة باستثناء لجنتي المسابقات والاحتراف، وما عداها فمع الخيل ياشقراء، وتعمل بنفس عمل اتحاد القدم، الذي لا يطبق القوانين والأنظمة، وكل عمله قائم على الارتجالية والمزاجية، ومؤخراً اكتشفنا بأن اتحاد القدم أصبح محل تندر الجميع، وذلك من خلال استجدائه للاتحاد الإيراني لحماية الفرق السعودية، بدلاً من الرفع للاتحاد الآسيوي أو للاتحاد الدولي لاتخاذ ما يلزم».
وأشار العجلان بأن اتحاد القدم يسير بالبركة، وهنالك أعضاء منه يصرحون ضده، وهذا معناه بأن المجموعة غير متجانسة.
وعن مدى نجاح اتحاد القدم قال: «70% فاشل، وهذا ليس حكماً عاطفياً، ولكن انظروا فقط للمنتخب السعودي الأول، وللمنتخبات السنية لتعلموا أننا نسير للمجهول، فالخطط غير واضحة، والشفافية معدومة، وحتى على مستوى المال، الأندية أصبحت تصرف على الاتحاد».
وختم العجلان حديثه بالتأكيد أن هنالك أندية فوق اتحاد القدم وأنظمته، وقال:»يكفي أن هنالك تصريحات خرجت من بعض رؤساء الأندية وهزت الاتحاد، وهذا خلل في من يدير الاتحاد الذي يفترض فيه تطبيق النظام على الكبير قبل الصغير، ولكن ما نشاهده هو ضعف وتباين في القرارات».
الحمادي: نجح في الفرعيات
من جانب آخر، أشار الزميل الإعلامي الدكتور صالح الحمادي بأن اتحاد القدم نجح في الأشياء الفرعية، وسقط سقوطاً ذريعاً في الأشياء الرئيسة، وقال: «اتحاد القدم نجح في توزيع التركة، واقتسام الكعكة في المناصب والسفريات، وفي مقابل ذلك أهمل منتخبنا الأول، والفئات السنية، وقياداتها الفنية، وليس هنالك أكبر من فشل عدم تهيئة قيادة فنية للمنتخبات السعودية لدرجة أن منتخبنا أصبح يمر بحالة ضياع فني، حيث لم يمنحوا الثقة للجهاز الفني السعودي، ولم يجلبوا مدرباً رسمياً، ولم يوفوا بما هو مطلوب منهم، بالإضافة إلى أنهم أهملوا قضايانا على الساحة الآسيوية، وتفرغوا للمناحرة فيما بينهم مع كل أسف».
وأوضح الحمادي بأن لجنة المسابقات ولجنة الاحتراف هي من نجحت من كل لجان اتحاد القدم، وقال: «لجنة المسابقات بقيادة صاحب الفكر العالي ومن أسهم في نجاح اللجنة أحمد العقيل نجحت بامتياز، كما أن لجنة الاحتراف بقيادة الدكتور عبدالله البرقان نجحت، أما بقية اللجان فلم ينجح منها أحد».
وتابع: «من سلبيات اتحاد القدم استلامهم للنظام الأساسي من اللجنة التي كان يرأسها خالد المعمر ولكنهم استمروا في تأجيل المصادقة عليه حتى لا تقام الجمعية العمومية، وهذا خطأ، وهو الاتحاد الوحيد في العالم الذي مر عليه أكثر من عامين دون عقد جمعية عمومية».
وحول نسبة نجاح اتحاد القدم، قال: «لن يتجاوز نجاحه نسبة الــ40%، وهو أقرب للفشل من النجاح، ولا يوجد مغريات لمنحهم الثقة مرة أخرى، وعلى من يحل محلهم أن يخاف الله، وأن يجعل الوطن همه الأكبر بعيداً عن ألوان الأندية».
الفوزان: ماذا قعل الاتحاد؟
وعلى الجانب المالي لاتحاد القدم تحدث المحلل الاقتصادي راشد الفوزان والذي استغرب أن اتحاد القدم الذي يعاني مالياً يصرف أكثر من طاقته وقدرته المالية، ويتعاقد مع مدربين وخبراء، وهو لا يعرف قيمة مدخلاته المالية، مشدداً على أن ميزانية اتحاد القدم غير معروفة، وقال: «اتحاد القدم لا ينشر ميزانيته، ولا نعرف كم إيراداته، وكم مصروفاته، ولا نعلم شيئاً عن المحاسب القانوني، وهذا من المفترض أن يكون موجوداً، ويجب أن تحضر الشفافية الكاملة من اتحاد القدم، أما على الوضع الحالي فنحن لا نعلم شيئاً، وحتى حينما يكون هنالك معسكر للمنتخب الأول لا نعلم كم ميزانيته ولا كيف يتم صرفها، وهذه من أخطاء اتحاد القدم الذي لا نعلم ماذا يفعل، هل يعمل على الجداول فقط؟.
وطرح الفوزان تساؤلاً قال فيه: «هل اتحاد القدم زاد الإيرادات والمدخولات، وهل طور ملاعب كرة القدم، للأسف لم يفعل أي شيء».
وأضاف: «تنظيم المباريات ودخلها قد يكون مصدر دخل كبير للأندية، ولكن إلى الآن لم يتحقق هذا الشيء مع اتحاد القدم المنتخب، أيضاً الملاعب قد تكون مصدر دخل مهم وأساسي للأندية، فالملاعب بدون المسابقات الرياضية لا قيمة لها، وهذا رد على من يحمل مسؤولية الملاعب للرئاسة العامة لرعاية الشباب، فالأندية تابعة للاتحاد ومن المفترض أن يكون الاتحاد صوت لها، وعلى الاتحاد أن يتحرك نحو التغيير، فالاستثمار في الملاعب مُكسب مالياً، وقد يحل من إشكاليات ديون الأندية وأزماتها المتكررة، ولذلك يجب على اتحاد الكرة أن يكون هو المشرع والمنظم والمرتب للرياضة السعودية، ولا يقتصر دوره على أمور سهلة».
وأشار الفوزان بأن إعادة الاستثمار في الأندية مطلوب، وقال: «الأندية تعيش على رئيس النادي، فإن صرف انتعشت، وأن غاب غابت معه، وهذا خطأ، فالاستثمارات لم تفعّل بالشكل الصحيح، وعلى اتحاد القدم أن يعيد صياغة الأندية من جديد حتى تصرف على نفسها بدلاً من رئيس النادي».
وعن مفاوضات اتحاد القدم لمدربين بعقود ضخمة رغم معاناته المالية، قال: «أقول لاتحاد القدم مد رجولك على قد لحافك، فنحن نعاني من البنية التحتية وندرة المواهب وليس في مدرب بعقود ضخمة، ولذلك عليهم أن يهتموا بالمواهب، أما على الوضع الحالي فلو جئنا بمورينهو وجوارديولا وفينغر فلن يتغير شيء سوى إهدارنا للأموال».