تشارك شبكات الجامعات الخاصة بالطلاب بتوثيق العلاقة بين طلاب الجامعات وأساتذتها، إلا أنها مفقودة في أغلب جامعتنا في السعودية فيما يخص الإجراءات اليومية، وإن كانت كقاعدة بيانات وتسجيل متوافرة.
تتميز جامعة الملك فهد عن بقية الجامعات؛ فالطالب في تلك الجامعة لا يعاني حينما يحتاج إلى أستاذه الجامعي، سواء في تحديد الواجبات أو تسديد النقص، وغيرهما من حاجات الطالب.
لا يمكن حصر هدف الشبكة بين الطالب والأستاذ الجامعي في التواصل فقط؛ فالأهداف محددة، وان لم تحصر، وواجبها أكبر من تسجيل الساعات الدراسية أو تسجيل المقررات بداية كل فصل دراسي.
ربما لا يوجد دراسات علمية تقيس أثر التواصل عن بعد بين أستاذ الجامعة وطلابه. والمؤكد غياب قياس رضا المستفيد والخادم في تلك الشبكات.
وهذه هدية مني للباحثين؛ ليتحفونا بدراسات عن أثر نظام نور على التعليم العام، وأثر التواصل بين الطالب الجامعي وأستاذه في الجامعات، ومقارنة واقع الجامعات السعودية والجامعات في الغرب كمثال، وغير ذلك من مواضيع، لعلهم يشاركون في صناعة جديدة في الفكر التربوي، والتحصيل الجامعي.
في المقابل، لا يتناول كتّاب الصحف تلك العلاقة بكثافة تناولهم لقضايا التعليم العام، وبخاصة من قِبل مَن ينتسب للتعليم العالي، أو ممن كان من منسوبي الكليات، فتجده يجلد التعليم العام، ويتخفى عن واقع التعليم العالي.
لستُ في موقف الهجوم، ولا أحمل قلباً أسود؛ فالنقد أهم من تصفية الحسابات، بل مقالي يتطلع لموقف مطالبة أولئك الكتّاب من أساتذة الجامعات لدعوتهم للتوازن في الطرح، على الأقل لطلب تعادل الجلد في كتاباتهم ومقالاتهم، فصناعة المعلم تبدأ من أستاذ الجامعة، ومستقبل الشباب في ميدانهم، كما هو مستقبلهم، لدى التعليم العام.
وأقول لتأكيد ما سبق: نظام نور في التعليم العام لا يشارك في صناعة الفكر التربوي المطلوب، ويركز في طلباته لتحييد الجودة عند تغييب التشارك بين كوادر المدرسة عن تصميمه وبرمجته، علاوة على ذلك غياب البرامج التي تجعل أستاذ الجامعة في خدمة الطالب عن بعد.
القيادات السابقة في التعليم العام والعالي، وربما الحالية، تركز على سلبيات التعليم العام غالباً، دون تقديم حلول عملية صادقة ومتكاملة ومتتابعة ومترابطة لإنقاذ الفكر التربوي، فضلاً عن المتانة التعليمية، وذلك امتداد للفرق الذي قدموه سابقاً، فهو لا يقاوم نقدهم حالياً، فضلاً عن صناعتهم التي ورثوها لغيرهم.
التعليم العام والعالي بحاجة لفكر متجدد ومتماسك ومتتابع، بآليات على أرض الواقع، وبما يناسب لغة العصر وسرعة الإجراء ورصد المواقف وتحسين التصرف، بدعم الأدوات والوسائل والأساليب الحديثة. وعجز نظام نور حتى اليوم عن صناعة التشارك، فضلاً عن شبكات الجامعات السعودية لطلابها، التي تترفع عن الطالب، ولا تتواضع إليه. ولا أعجب من سبورة ذكية متوافرة في قاعة محاضرات بجامعة ما، ومع ذلك لا يستطيع كل أساتذة الجامعات توفير وقت الطالب من خلالها.
الترتيب في أي دراسات علمية أو بحثية أو من خلال مؤشرات اختبارات دورية لا تعيب المعلم فقط، بل تعيب كل من يكتب عن التعليم؛ إذ لو كانت تلك الكتابات مثمرة لصنعت الفرق، وقد يكون الفرق في التعامل مع تلك الكتابات، ولكن الثابت غياب الحلول عن تلك الكتابات؛ لذلك تبقى في مربع جلد الذات.
صورة الميدان التربوي وقيمة الطالب الجامعي لا يغيرهما كثافة مقالات عميد كلية تربوية، بل المشروعات الواقعية، والطلبات الحية، التي تشارك في إضاءة الطريق، وتحديد الخرائط العملية، لإنقاذ كل التعليم. وأولى الخرائط المطلوبة ضبط نظام نور لتحريك الجميع، بمن فيهم وزير التعليم، إضافة لضرورة تصميم نظام نور للتعليم العالي، ولكن بتصميم يجعل الطالب مستفيداً وأستاذ الجامعة يقدم الخدمة مع الابتسامة.