يجب استغلال شهر رمضان المبارك في الأعمال الخيرية الجليلة حتى تضاعف الحسنات والأجور عند الله الكريم المنان، فصيام رمضان غنيمة باردة حال أدائه وحال الحصول على أجره إن شاء الله، ومن الواجب أيضاَ الاهتمام بأداء الأعمال المضاعفة أجورها كالدعاء والصدقة وتفطير الصائم والعمرة في رمضان التي تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم، كما قرّر ذلك عليه الصلاة والسلام وكذلك تلاوة القرآن الكريم والجود والكرم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاعتكاف وغير ذلك من الأعمال الفاضلة الأخرى، وهذا كله يخص الرجل والمرأة والتي لها خصائص أخرى أيضاً في هذا الشهر المبارك، فيجب على المرأة المسلمة أن تراعيها لعظم هذا الشهر المبارك الذي قال الله تعالى فيه {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}، إن ورسالة بيوت الله تعالى التي هي المساجد إنما تتمثَّل في إعمارها حسياً ومعنوياً من الصلاة فيها وإقامة حلقات تحفيظ القرآن الكريم، وإنني بهذه المناسبة أقول لإمام المسجد: بأنك قد تحمّلت مسؤولية القيام برسالة المسجد العظيمة التي هي رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وأنت أهل لذلك فإن لك مكانة رفيعة عند أهل الحي ومعقد آمال الدعاة في أن تكون مشعل نور ومصباح هداية، وإننا نذكّرأنفسنا وإياك الله عزَّ وجلَّ بأن تخلص النيَّة له وأن تراقبه في كل دقيق وكبير.. كما نذكّرك بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقك في إمامة المسجد الذي ولاَّك إياه المسؤولون وجماعة مسجدك، واحرص على تحقيق وتفعيل دور هذا المسجد بالأنشطة الخيرية النافعة في رمضان المبارك وغيره لأهل الحي وغيرهم ممن يرتاد بيت الله تعالى، وأن تحرص على أداء الأمانة على أكمل وجه وأتمه واحتسب ما تبذله من جهد قلّ أو كثر عند الله عزَّ وجلَّ والله لا يضيع أجر المحسنين..، وجعل ذلك في ميزان حسناتك وحسنات غيرك من الأئمة الذين يبذلون جهوداً كبيرة في خدمة بيوت الله عزَّ وجلَّ وكتب الله الأجر والمثوبة للجميع، أهمية تهيئة بيوت الله تعالى للصلاة والعبادة كما هو الواجب على المسلم التهيؤ والاستعداد للصلاة والعبادة ومقابلة الله عزَّ وجلَّ.. لذا تأتي أهمية استعداد المسلم لاستقبال شهر رمضان المبارك بكافة جوانب الاستعداد والتهيؤ، ومنها تهيئة المساجد التي هي بيوت الله جلَّ وعلا لاستقبال شهر رمضان الفضيل كما هي عادة وزارة الشؤن الإسلامية والأوقاف ممثلة بفروعها المنتشرة في مناطق ومحافظات البلاد على حد سواء... إذ يجب الاعتناء ببيوت الله تعالى من جميع النواحي الحسيَّة والمعنوية، وفي شهر رمضان الفضيل من الواجب على العبد المؤمن أن يُقبل على الله عزَّ وجلَّ بالتوبة الصادقة النصوح، فهو سبحانه يقبل التوبة ويجيب المضطر إذا دعاه، فقد قال الله عزَّ وجلَّ: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ}، وهو سبحانه وتعالى يقبل طاعته ويثيب عليها كما جاء في (نزهة المتقين). إن الذين يذكّرون الله كثيراً والذاكرات هم المفردون؟ أي المنفردون، وقد فسر لنا ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف الصحيح الآنف الذكر حين قال: إن المفردين هم الذاكرون الله كثيراً والذاكرات... قال الله تعالى وهو أعزَّ القائلين في سورة الأحزاب: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}.
لقد أعد الله سبحانه لكل هؤلاء المؤمنين المتمسكين بشرعه وسنَّة نبيه صلى الله عليه وسلم الذين يتصفون بهذه الصفات العالية والعظيمة مغفرة منه جلَّ وعلا وأجراً عظيماً على طاعتهم له سبحانه وتعالى.