تابعت مثل غيري من المواطنين أخبار توقيع وزير التعليم عزام الدخيل على اتفاقيات مع عدد من الوزارات والمؤسسات والهيئات ومذكرات تفاهم وتعاون لابتعاث ما يقرب من خمسين ألف طالب على فكرة (#وظيفتك وبعثتك) ضمن المرحلة الثالثة لبرنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي.
وفكرة (#وظيفتك وبعثتك) واضحة وضوح الشمس ولا تحتاج مني أو غيري أي شرح أو تعليق على أهميتها وتميزها, حيث نلمس الاحتياجات المباشرة للوطن والمواطن على حد سواء.
كما لا أحتاج إلى إعادة ذكر أسماء الجهات الحكومية التي تم توقيع مذكرات التفاهم معها وأعداد المرشحين ولا زلنا بانتظار المزيد.
غير أنني أود التركيز على آخر منجزات هذه الفكرة وهو توقيع مذكرة التفاهم والتعاون مع وزارة الصحة لابتعاث وتوظيف 20 ألف مرشح من الطب والعلوم الطبية. وأشد على يد الوزيرين وأشيد بقول وزير التعليم إنه مما يبعث على الفخر والاعتزاز أن يتم توقيع (#وظيفتك وبعثتك) مع وزارة الصحة على نحو يسهم (إن شاء الله) في توفير (20000) طبيب ومتخصص في العلوم الطبية سيلتحقون بحول الله وبفضل هذا التعاون المثمر في مستشفياتنا ومستوصفاتنا في جميع مناطق ومحافظات بلادنا الغالية ليقدموا خدمات جليلة لكل من يعيش في هذا الوطن المعطاء.
أما وزير الصحة فقال «هذه الاتفاقية تأتي تأكيداً على حرص الوزارة واهتمامها بتأهيل الكوادر الصحية الوطنية وتفعيلاً لمفهوم الشراكة المجتمعية بين مؤسسات المجتمع كافة».
ومن المعروف أنه بموجب الاتفاقية ستقوم وزارة الصحة بالمشاركة في اختيار المرشحين بناء على الضوابط المهنية ذات العلاقة بتخصصاتهم وذلك من أجل اختيار القائمة النهائية للمرشحين ومن ثم الإشراف على أدائهم الأكاديمي.
ألا يجوز لي الآن القول إن فكرة (#وظيفتك وبعثتك) هي فكرة جميلة وحديثة أتت من خارج الصندوق الذي كانت تعمل بموجبه وزارة التعليم العالي وأخواتها.
وإذا كانت «الأفكار من خارج الصندوق» هي ما نحتاجه في المرحلة الحالية والمقبلة.. وإن كانت بعض هذه الأفكار جريئة، فيا مرحباً بها ولا زلنا ننتظر المزيد منها من جميع الوزارات والوزراء. حيث الوزارات باقية. أما الوزراء مع تقديرنا لهم فهم مؤقتون ومتحركون، ويقاس عملهم وإنجازهم بمقدار الأفكار التي أتوا بها أو أضافوها أو حركوا بها المياه الراكدة في وزاراتهم.
وعوداً على وزارة التعليم.. والوزير عزام الدخيل، فأقول له إننا لا زلنا ننتظر المزيد من الأفكار التي من خارج الصندوق، والتي لا تأتي إلا بعد عصف ذهني يشارك فيه، ولا بد أنه شارك فيه، عدد من رجالات الوزارة كل حسب موقعه ومهامه، فالمشاورة والمحاورة لازمة، ثم يأتي بعد ذلك اتخاذ القرار والعزم {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ} صدق الله العظيم.
أقول لا زلنا ننتظر «أفكاراً من خارج الصندوق» في مجال تأسيس وبناء المدارس المثالية ابتداء من المرحلة الابتدائية وبمساحات لا تقل عن 50-30 ألف متر تقام فيها الملاعب الرياضية والمسارح الثقافية، والمختبرات العلمية، ونرجو أن نرى توقيع اتفاقيات بهذه الفكرة مع نخبة من رجال الأعمال والبنوك والشركات فلا شك أن شركات بدون ذكر أسمائها تستطيع أن تهدي وتتبرع الواحدة منها لهذا البلد خمس مدارس بأراضيها من قبيل المسؤولية الاجتماعية ولا مانع أن تحمل المدارس اسم المتبرع.
كما ولا زلنا ننتظر «أفكاراً من خارج الصندوق» في مجال النقل المدرسي للطلاب والطالبات من منازلهم إلى مدارسهم ولو بتكلفة معقولة تتقاسمها أسرة كل طالب مع وزارة التعليم.. فزمن البلاش لم يعد نافعاً.
كما ننتظر «أفكاراً من خارج الصندوق» بحيث إن يكون من يقوم بالتدريس والإدارة في التعليم الابتدائي من المعلمات فهن مع قدرتهن في هذه المهنة أقرب لهذه الفئة العمرية وأكثر إلماماً بتربيتهم وتعليمهم وأنسب للتواصل مع الأمهات, حيث تقوم مجالس الأمهات بالدور المنوط بهن للتعاون مع إدارة المدرسة ومدرساتها.
أحمد بن حمد السعيد - الرئيس التنفيذي لشركة هرفي للخدمات الغذائية