قرأت من كتاب عن أهم الحيوانات البرية في الجزيرة العربية التي ضرب بها المثل وحظي الأدب العربي بذكر أهم صفاته وسلوكياته وقصصه القديمة والحديثة للمؤلف الأستاذ سعد بن عبد العزيز الشبانات ففي البداية أتى ذكر الذئب في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع في سورة يوسف، وقصته المعروفة ضمن الحوار الذي دار بين يعقوب عليه السلام وبنيه عندما افترى إخوة يوسف على الذئب أنه أكله، وقد انحسر وجود الذئاب في المملكة العربية السعودية في المناطق الوعرة ومناطق متفرقة من جبال السراوات، وفي مرتفعات عسير وتهامة وفي جبال طويق وجبال العرمة وجبال أجا وسلمى بمنطقة حائل، ضمن سلالة الذئاب الرمادية ويعتبر من أشرس الحيوانات المفترسة حيث يبلغ متوسط طوله من أنفه إلى نهاية العجز 114 سم ومتوسط ارتفاعه 65 سم، وذيله يصل إلى 35 سم، وسرعته تصل إلى أكثر من 60 كيلو متر في الساعة عند الطرد، ويستطيع القفز في الهواء إلى خمسة أمتار، حيث يعتبر أصغر حجماً وأشرس من الذئب الذي يعيش في القارة الأمريكية أو شمال أوربا أو شرق أسيا، ويتميز بجسم رشيق وقوي وخشونة الشعر وله أسنان وأنياب حادة عددها 42سناً، منها 4 أنياب في مقدمة الفكين وأسنانه الخلفية مرتصة وهي قادرة على سحق العظام، ويمتلك حدة بصر قوية ويستطيع أن يرى فريسته في الظلام ولديه حاسة شم قوية كما يعتمد أيضاً على حاسة السمع فهو ذو سمع قوي ويمتاز أيضاً بذكاء وشجاعة، فالعمر الزمني للذئب قد يتجاوز عمره خمسة عشر سنة، وبعد عمر اثنتي عشرة سنة فالغالب أن الذئاب قد تصاب بالعمى وسقوط الأسنان، وأنثى الذئب تسمى بالعامية لبوة أو لبة وهي تمتاز عن الذكر بصغر حجمها ووزنها وهي صاحبة حيلة وسياسة أكثر من الذكر، كما تستطيع الذئاب العوم في الماء وقدرتها على حمل خروفاً مثل أوزانها, ويقفز به لارتفاع ما يقارب خمسة أمتار وأيضاً يستطيع تسلق الأشجار، أما عن الذئب وعلاقته بالإنسان رغم العداء القائم بين الذئب والإنسان فإن العرب يعجبون بشخصية الذئب ويصفون الرجل الأنوف الشجاع بالذئب وقد تجد الشعراء يستفتحون بعض قصائدهم بمناجاة الذئب، وتتناغم مشاعرهم وتجيش عند ذكره، وتنسب قصة مخاوي الذيب إلى أكثر من شخص قديماً وحديثاً ومنهم الشعراء قديماً أمثال الكميت، ورؤبة العجاج، والفرزدق وحديثاً الشاعر عيفة آل معجبة اليامي وعامر العزيزي المطيري و ابن ريفة فراج القحطاني وهناك قصص حقيقية كثيرة ذكرت بعلاقة الذئب بالإنسا، ومن هذا تبين لنا قديماً وحديثاً أن الذئب قد يرافق الإنسان عندما لا يجد في الإنسان مطمعاً حيث لا يخاوي الإنسان وداً أو وفاءً كالكلب مثلاً بل يسود بينهم حالة حذر واحتراس، وقد يماشي الذئب الرجل الشجاع الذي لا يتأثر بالخوف ولا تخرج منه رائحة هرمون الخوف التي تستشعرها الحيوانات وتشمها، ولوشم الذئب رائحة الخوف في الإنسان الذي يفرزه هرمون الأدرينالين فمن المحتمل أن يهاجم الرجل، وأخيراً إذا كان الأسد هو ملك الغابة كما قالوا فإن الذئب العربي هو سيد الصحراء .
محمد بن رميزان الفوزان - ماجستير تربية خاصة