عبد العزيز سيرة تتجدد، ومواقف تلهم الباحث والمثقف والإنسان في كل مواقع الحياة بدرس يستفيد منه ويرويه للآخرين..
ولد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي في قصر الإمارة في الرياض، وعهد به والده الإمام عبد الرحمن إلى القاضي عبد الله الخرجي، فتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وحفظ سور من القرآن الكريم، وقرأه كاملا على الشيخ محمد بن مصيبيح، وتلقى بعض أصول الفقه والتوحيد على يد الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف في كراسة صغيرة أعدت له شخصيا.
هذا الطفل هو الشاب الذي صلى الفجر برفاقه وجلس يسبح ويبتهل ثم التفت إليهم بعد ذلك، وتحدث معهم حتى طلعت الشمس في الخامس من شوال سنة (1319 هـ)، وفي هذا اليوم تمكن الملك عبد العزيز من استرداد الرياض لوالده وبقية أفراد عائلته بكل شجاعة وحزم.
في ذلك الوقت قال الإمام عبد الرحمن (والد الملك عبدالعزيز): الإمارة لعبد العزيز، فقال: أقبلها على شرط أن يكون لوالدي الإشراف علي وإرشادي الى ما فيه خير البلاد، ويرد عني ما يراه يضر بمصالحها.
هذا أعظم درس قدمه لنا الوالد القائد، واستمر في طريق العمل الجاد مع طاعة الله وخشيته في السر والعلن، فصلته بربه لم تكن برغبة دنيوية، فعقيدته خالصة لوجه الله، وإيمانه ليس له حد، ونحسبه والله حسيبه، لذلك نجد التوفيق حليفه في أعماله.
ومن مقولات الملك عبد العزيز التي حفظت عنه: « إذا أراد المسلمون والعرب قتال أعدائهم أعدوا لهم آلة حرب، وأعد أعداؤهم مئات وألوفا، وهناك قوة واحدة إذا أعدها المسلمون والعرب لا يمكن لأعدائهم أن يأتوا بمثلها، وهي إيمانهم بالله وثقتهم به، هذه القوة لا قبل لأحد بها «
وهذا غيث من فيض رحمك الله أيها الأب القائد، فكثيرا ما ألهمتنا حياتك ومسيرتك الدروس والعبر في كل مجالات الحياة.
* * *
المصدر: كتاب الوجيز في سيرة الملك عبد العزيز، لخير الدين الزركلي.
- منى الصالح