اطلعت على ما نشرته صحيفة الجزيرة في عددها 15556 وتاريخ 13 رجب 1436هـ، وكم أثلج صدورنا نبأ تعيين معالي الأستاذ عبد الله بن مجدوع القرني وكيل إمارة لمنطقة الرياض على المرتبة الممتازة.. وهذا الاختيار الموفق من مقام صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير الرياض، ليُؤكد للجميع أن الإمارة تسير في الطريق الصحيح، الذي كان قد رسم معالمه منذ البداية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله - الذي أرسى إبان توليه إمارة الرياض تقاليد إدارية راسخة، ووطّد أركان مدرسة إدارية عريقة تخرّج فيها أساطين في الإدارة، من بينهم معالي الشيخ عبد الله بن مجدوع القرني أحد أبرز الوجوه التي تخرجت في مدرسة الحزم والعزم والإدارة.. مدرسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، فلقد عمل معاليه تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين أكثر من أربعين سنة، وكان رجله القوي في إمارة منطقة الرياض الذي يسير على نهجه ويتأسّى بمواقفه، فكم من مظلوم كان إنصافه على يديه، وكم من حقيقة مغيّبة استطاع كشفها وإخراجها للنور، وعهد عن معاليه لدى جميع من عملوا معه أو تحت إدارته وجميع من جمعهم به موقف اتصافه بالقوة والأمانة والعدالة والعمل الحثيث المتواصل، ليرضي ربه ثم يرضي عنه أصحاب السمو أمراء المنطقة، وهذه الخصال الحميدة لم تأت من فراغ، فهو ينتسب لقبيلة بالقرن الأزدية التي تشتهر بالصدق والإخلاص والشجاعة على مر التاريخ، فأسلافهم من الأنصار كانوا من أصدق القبائل في نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم الإخلاص لخلفائه الراشدين من بعده، فحُقّ لمن كان هذا معدنه ولمن ينتسب إلى هذا الأصل الكريم أن يكون على هذا النحو من الوفاء والصدق، وهذه أسوته وقدوته وهذا ميراثه من أهله.. وما أحوجنا اليوم إلى تعميم أمثال هذا الرجل في جميع مفاصل الدولة، إذ يجب أن تكون الأولوية في المراتب العالية لأصحاب الكفاءة والإخلاص في العمل لخدمة الدين والوطن.
نسأل الله التوفيق والسداد والعون لمعالي الشيخ عبد الله على حمل هذه الأمانة العظيمة التي حمّله إياها سمو أمير المنطقة، وهو أهلٌ لها - إن شاء الله -.
- حمود بن متعب بن عفيصان