لعمرك مالأيام إلا معارة
فما اسطعت من معروفها فتزودِ
ما أجمل الوفاء وحفل التكريم الذي قام به عدد من منسوبي مدرسة حريملاء الابتدائية ومدرسة تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة حريملاء مساء يوم الثلاثاء 23-7-1436هـ لتكريم وتوديع زميلهم الأستاذ خالد بن محمد المبارك بمناسبة تقاعده المبكر، وكان في مقدمة المستقبلين الشيخ الأستاذ راشد بن ناصر بن عبدالعزيز الناصر خطيب جامع الديرة بحريملاء، والشيخ الأستاذ محمد بن سليمان الجماز، وذلك في قاعة (الغروب) الواقعة في الجانب الغربي بمحافظة حريملاء..، وكان حفلاً بهيجاً حضره لفيف من المدعوين، والمعلمين وأبناء المحتفى به ريان ومحمد وعبدالله والأستاذ عبدالله بن محمد المبارك ابن عم المكرّم وخال أولاده الذين كان لحضورهم الأثر الطيب وهم بجانب الوالد في مثل هذه اللحظة التاريخية، وعدداً من الطلاب..، وهذه البادرة الجميلة في الاحتفاء بالمعلم، وتكريمه مما يسر ويفرح، ويشعر الأجيال بمكانة المعلمين والمربين على مدى الأيام والأزمان، وأثناء تسليم الدروع والهدايا القيمة للمحتفى به..
وألقى الشيخ الأستاذ راشد كلمة موجزة رحب فيها بزميلهم الأستاذ خالد بن محمد المبارك (أبو ريان) وشكره على جهوده ونشاطه، وإخلاصه أثناء عمله، مُبْدِياً تأثره وتأسفه على مغادرته المدرسة، وبعده عن محيط العمل المدرسي.. كما أعقبه الأستاذ الفاضل محمد بن سليمان الجماز بكلمة مماثلة لسابقه..، ثم كلمة وجيزة للأستاذ الكريم فهد بن عبدالله الطعيس أحد الأساتذة الفضلاء الذين توالوا على إدارة المدرسة شكره فيها على إخلاصه، وتوجيهه التوجيه الأبوي لأبنائه الطلبة..، وحثهم على الجد والمثابرة في التحصيل العلمي، والتحلي بالصفات الحميدة..، مبتعدين عن قرناء السوء كي يسعدوا في قابل حياتهم المستقبلية بحمد الله ومشيئته، مُنَوِّهاً بمن قاموا بحفل تكريمه، وهذه سجية محمودة في الميدان التربوي، وغير ذلك من الميادين المشرفة..، وقبل الاتجاه إلى مائدة طعام العشاء المُعد لهذه المناسبة الجميلة قام الأستاذ خالد المبارك فألقى كلمة مؤثرة كلمة مودع شكر جميع المحتفين به والمودعين له، مردداً هذه العبارة غمرتموني بأفضالكم لا زلتم في نعماء الله مغمورين..، وقد دار بخلده في تلك اللحظات، وهو يودع زملاءه وطلابه، معنى هذين البيتين:
إن المناصب لا تدوم لواحد
إن كنت تنكر ذا فأين الأولُ
فاغرس من الفعل الجميل فضائلاً
فإذا (رحلت فإنها لا ترحل)
راجياً أن يكون محل رضا الجميع..، وما من شك أن فكرة التكريم والتوديع لها وقع جميل محبب للنفوس، تبقى أصداؤه في طوايا نفوس المكرمين، وأهليهم معاً، وهذا العمل والوفاء يتكرر في محافظة حريملاء بين حين وآخر، كسائر المدن والمحافظات، وصدق أبو الطيب المتنبي حيث يقول:
وكل امرئ يولي الجميل محبب
وكل مكان ينبت العزّ طيب