يقول خامنئي في معرض حديثه عن عاصفة الحزم التي عصفت بأحلامه وأوهامه: (شبان قليلو الخبرة هم من يتولون زمام الأمور في البلاد) يريد الازدراء والاستنقاص من قيادتنا! هل تريد بكلامك استنقاص حكومتنا والقيادة وأنهم شباب متهورون! شبابنا خير من شيبتك التي ربت في أتون الكيد للمسلمين وتصدير الشر والإرهاب.
هؤلاء أسود السنة والعقيدة وحماة الفضيلة والبلاد. هؤلاء الشبان هم أمل الأمة المشرق، فهل تأتي لي بمثلهم؟!
فولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف الذي يؤتمن على قيادة أمة؛ كنز من الخبرة والاتزان، ونجح فيما أوكل له من مهام ونال ثقة القيادة وأسرته وشعب بلاده، فهو رجل دولة بما تعنيه الكلمة، فقد نال ثقة والده الأمير نايف (رحمه الله) ونال ثقة عمه الملك عبد الله (رحمه الله) ونال ثقة عمه الملك سلمان (حفظه الله) والأسرة الحاكمة، فهو محل ثقة وارتياح في ترتيبات سلم القيادة، وإجماع من كافة الشعب على شخصه المكرم.
والأمر الآخر هم يأتمرون بأمر زعيم الأمة، الوالد القائد الحازم صاحب القرار وحكيم الأمة الملك سلمان الزعيم السياسي الأول في العالم وهم جنوده، وتحت توجيهه وأمره ورهن إشارته.
وبالنسبة لزينة شباب آل سعود والأمة الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد الرجل الثالث في الدولة الذي ناله من ناله بسبب الحقد والحسد، فقد نال ثقة عمه الملك عبد الله (رحمه الله) قبل ثقة والده الملك سلمان، حين عيَّنه في عدة مناصب وآخرها عضو بمجلس الوزراء، ونال ثقة أغلب أعضاء هيئة البيعة والأسرة الحاكمة. والملك سلمان عرف بالحزم وعدم المجاملة وعدم المحاباة ولو كان ابنه، وحين بان له نبوغ هذا الليث وشجاعته وثقته بنفسه وذكائه ودهائه ولاَّه المسؤولية وهو أهل لها، فمحمد بن سلمان همته في معالي الأمور وأنبلها وأشرفها. إن فيه من الخصال الجميلة، والخلال الحميدة، والأخلاق العالية الرفيعة الهمة العالية، والناس إنما تعلو أقدارهم، منازلهم هممهم وشريف مقاصدهم علو الهمة واستصغار ما دون النهاية من معالي الأمور، وهكذا حال صاحب الهمة العالية بدون كبر أو طغيان أو تعال، طموحاته فوق هام السحب ليست في سفاسف الأمور فهذه تركها لأهلها. قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه كما روى الطبراني في الكبير من حديث الحسن بن علي رضي الله عنهما: (إن الله تعالى: يحب معالي الأمور وأشرافها، ويكره سفسافها)، فلم يلتفت للمعذرين والمهبطين والحاقدين وكأني به يتمثّل هذين البيتين:
أنام ملء جفوني عن شواردها
ويسهر الخلق جراها ويختصمُ
إنه من زينة شباب الأمة وأملها بعد الله عزَّ وجلَّ. لم يعهد عنه اللهو والاشتغال بتوافه الأشياء، ترعرع ونشأ في بيت سلمان نشأً صالحاً متديناً يحب دينه ونبيه وبلاده وهو الآن يكتسب المزيد والمزيد من الخبرات السياسية، وخلال هذين الأسبوعين قاد سلسلة من النجاحات الباهرة، ففي الجانب العسكري كان هناك نجاحات على الأرض متسارعة، شلَّت الحوثيين وعلي صالح، وشتتتهم شذر مذر، وفي الجانب السياسي والدبلوماسي استطاع بعد عون الله ثم توجيهات القائد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله وأعزه- استصدار قرار من مجلس الأمن قهر إيران أيما قهر، وحيّد روسيا المناكفة لنا وحليفة إيران وبشار في استخدام حقها الفيتو في نقض القرار، في إنجاز يعجز عنه كبار الساسة، ويأخذ عادة عدة شهور من المباحثات والاجتماعات، فبه ومثله يفتخر بهم، ومعدن نفيس يجب المحافظة عليهم، فوالله ثم والله إني وجدت الارتياح من بروز هذا الأمير من كل من قابلته لخصال عديدة وأهمها الشجاعة والجرأة في الحق.
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم
حفظ الله القائد الملك سلمان من كل بلاء ورزية، ومتعه الله بتمام الصحة والعافية، وأطال الله في عمره على خير وأسعده الله، وبلغه الله آماله ورجاه، وسدده الله وأعانه، ونصره الله وجنوده في معركة وحرب الحق والفصل والعدل وسدَّد الله رمي جنوده، وحفظهم الله في البر والبحر والجو، وحفظ الله ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي عهده ووزير دفاعه، ونسأل الله أن نحتفل في القريب العاجل مع الوالد الملك سلمان بتحقق النصر الكامل المؤزر، ونسأل الله أن يعم الاستقرار السياسي في اليمن السعيد، وأن يبعد النزاع والشقاق السياسي يبنهم.
ونسأل الله أن تتحقق آمال ملكنا الصالح سلمان في ذلك.