المآثر الطيّبة تبقي لها الأثر الكبير فيتم تذكّرها وتداولها بين الناس عبر الأزمان إنها تتحدث عن المشاهد والمواقف المشرفة وأجمل الذكريات فتأنس الأنفس ويروق لها سماعها لما بها من مروءة وأخلاق وشهامة ووفاء, قال صلى الله عليه وسلم: (إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً..) صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- ومآثره الطيّبة تقلّد العديد من المناصب في خدمة دينه ومليكه ووطنه وكان مثالاً في الإخلاص والوفاء ودماثة خلق، فقد تم تعيينه أميراً لمنطقة حائل وأميراً لمنطقة المدينة المنورة حظيت تلكما المنطقتان بالكثير من الإنجازات امتدت إلى ثلاثة عقود.. وكيف أن ساكني تلك المناطق يتذكرون المآثر الطيبة العاطرة التي تنم على الصدق والإخلاص وكأنه أحدهم بلا تفريق؛ وإسهاماته وعطاءاته في التنمية والتطوير, فقد تواصلت المهام التي أوكلت لسموه الكريم إلى أن تم تعيينه ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء، فقد كان (يحفظه الله) خير عضيد ووفياً ومخلصاً لأخويه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-. إنها حياة علمية وعملية طويلة امتدت لخمسين عاماً حفلت بالكثير بالمنجزات للوطن والمواطنين جعلها الله في ميزان حسناته.
إن للأمير مقرن بن عبدالعزيز -حفظه الله- اهتمامات كبيرة باستخدامات التقنية، والحكومة الإلكترونية وعلوم الطيران والفلك والأبحاث الزراعية وبالكراسي العلمية في الجامعات السعودية التي تسهم في تحقيق التنمية المستدامة وترفع من مستوى الأبحاث العلمية والابتكاروالإبداع.. فقد أنشأ في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة «كرسي الأمير مقرن بن عبدالعزيز لإدارة الأزمات والكوارث»؛ وفي جامعة الملك سعود بالرياض «كرسي الأمير مقرن بن عبدالعزيز لتقنية أمن المعلومات» اللذين لهما الكثير من الأهمية والعديد من الأهداف التي تنعكس أثرها بالإيجاب على الفرد والمجتمع في إيجاد مركز دولي فعال متخصص في إدارة خطر الكوارث والأزمات ورفد المجتمع السعودي بكوادر مؤهلة ومدربة ومتخصصة في مجال إدارة الكارثة بالإضافة لترسيخ مفهوم الوعي الوقائي ونشر ثقافة إدارة الكارثة بين مختلف شرائح المجتمع.. والتوعية وزيادة الحس الأمني وجمع المعلومات وإعداد الدراسات والبحوث وتوفير البيئة المناسبة لتحقيق الإنتاج العلمي والعطاء المعرفي وتسخير وتفعيل النشاط الذهني والمعرفي الجاد لجميع القدرات الوطنية المُتخصصة ونقل تقنيات أمن المعلومات المُتقدمة وتوطينها وتطويرها والاستفادة منها والتأسيس لمرجعية عالمية فيها في المستقبل بشتى العلوم والمعرفة.
وتقديراً للعطاءات الجليلة وما قدّمه ويقدّمه سموه الكريم من جهود في الأعمال الإنسانية والخيرية التي تصب جميعها في مصلحة الوطن والمواطن.. فإني أقترح بتبني جوائز تقديرية سنوية في أفضل البحوث العلمية: تختص بـ(إدارة الكوارث والأزمات), وأخرى تختص بـ(التقنيات إبداعات وابتكارات) باحتفال سنوي على شرف سموه الكريم.
نسأل الله بمنه وكرمه أن يحفظ الرمز الكبير الشامخ للخير والعطاء الأمير مقرن بن عبدالعزيز وأن يمد في عمره على طاعته.
- بدر بن عبدالكريم السعيد