يسرني أن تعانق هذه المشاركة صفحات جريدتنا العزيزة جريدة الجزيرة المميزة في هذا المقال عن شاب رحل يوم السبت 5 شعبان 1436هـ الموافق 23 مايو 2015م وهو في مقتبل العمر، حيث كان طالباً في كلية الملك عبدالعزيز الحربية وأمضى فيها السنة الأولى.
قال الله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} (156) سورة البقرة.
ولم يبق لنا إلا الصبر.. والصبر على المصائب من الإيمان بقضاء الله وقدره... رغم هول الفاجعة إلا أننا بحول الله وقوته صامدون... وها هي الأيام تمر.. وتمضي الساعات... وما زال طيفك يتردد في خيالي... وتتردد كلماتك على مسمعي... وبين هذه وتلك يعانقني بيت من الشعر يقول شاعره:
يسعى الفتى وخيولُ الموتُ تطلبُهُ.... وإِن نوى وقفةً فالموتُ ما يقف
رحمك الله يا خالد لم يمهلك الموت حتى تحقق حلمك.... اقتطف زهرتك في ريعان شبابك... وقد كنت طموحاً لا تعرف اليأس... دمثاً في أخلاقك... ركبت فوق صهوة طموحك لتخدم وطنك.. التحقت في كلية (الملك عبدالعزيز الحربية) وكنت شغوفا على التخرج... تسابق الأيام... تنتظر تلك الساعة التي تقدمك إلى وطنك خريجا يخدمها في مجاله...يدافع عن وطنه.... يحمي ثراه... ولم نكن نحسب لهذه اللحظة الأليمة التي خطفك الموت بها من بيننا.... أثر حادث أليم شرق محافظة القريات...... ولا حول لنا ولا قوة إلا بالله.. رحلت عنا في صبيحة يوم السبت الماضي.. رحيلاً بصمت... كما كنت وافيا مخلصا... بصمت.. رحلت وتركت لنا الدموع...
وكم كنت عاشقا اشتاق لمعانقة وطنه بذلك الإنجاز... فكان تراب وطنك أكثر شوقا لاحتضانك... رحلت وما رحلت أخلاقك... ولا أحلامك..التي بقيت نحملها.. ويحملها أشقائك ليأتي اليوم الذي يهدونها كما كنت تريد من قبل إلى وطنك... رحمك الله يا خالد بن عويّد رحمة واسعة وأسكنك الفردوس الأعلى......
هو الموت لا مهرب منه ولا مناص... هو الموت الذي لا يعرف لا صغير ولا كبير.. هو هذا قدرنا... منها خلقنا وفيها نعود..... ولله الحمد على قضاءه وقدره...إنا لله وإنا إليه راجعون.
نادر الشراري - محافظة القريات