كتب - عيسى الحكمي:
توج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز فريق الهلال بكأسه الغالية بعد فوز الزعيم في المباراة النهائية المثيرة على غريمه النصر بركلات الترجيح «7-6» التي تم الاحتكام لها بعد 120 دقيقة انتهت بالتعادل الإيجابي «1-1».
تقدم النصر في الدقيقة الأولى من الشوط الإضافي الأول برأسية لمحمد السهلاوي، ولحق الهلال بالتعادل في الدقيقة 119 عن طريق رأسية المدافع محمد الجحفلي.
بذلك عاد الهلال لتحقيق الألقاب بعد استراحة محارب في الموسم الماضي، وضرب موعدا مع غريمه النصر على كأس السوبر التي سيفتتح بها الموسم المقبل، في المقابل اكتفى النصر بتحقيق لقب الدوري وضاعت منه فرصة تحقيق الثنائية للمرة الثانية في تاريخه.
الشوط الأول
ضربة البداية انطلقت من أقدام لاعبي النصر لكن المبادرة الهجومية كانت من الجانب الهلالي الذي سجل تفوقا فنيا ملحوظا خلال الشوط الأول، حيث اعتمد على الضغط على حامل الكرة والكثافة العددية في المناطق الهجومية مهددا دفاعات النصر التي استكانت في مواقعها لمواجهة الضغط المتواصل.
لعب للنصر حسين شيعان في الحراسة، وأمامه حسين عبدالغني ومحمد حسين ومحمد عيد وعمر هوساوي والأخير لعب ظهيرا أيمن بدلا من الموقوف خالد الغامدي، ما أفقد التنظيم الدفاعي وبناء الهجمات الانسجام المعتاد.
في الوسط لعب النصر بالخماسي الجبرين وعوض وشايع وأدريان وفابيان، وتواجد السهلاوي وحيدا في خط الهجوم.
الهلال دخل المباراة بالحارس خالد شراحيلي، وفي الدفاع عبدالله الزوري وديغاو وكواك والجحفلي، وأمام الرباعي على الطرف ياسر الشهراني من اليمين والعابد يسارا، وتواجد سعود كريري والفرج في المحور الخلفي والأمامي، ولعب نيفيز حرا، وفي الهجوم ناصر الشمراني.
ولعب نيفيز دورا مهما في صناعة الخطورة الهلالية وتحديدا في الكرات الثابتة التي أعلن نيفيز تدشينها في الدقيقة الأولى عندما حصل على خطأ ضد الجبرين وتقدم الأول مسددا يسارية بعيدة عن القائم الأيسر للحارس حسين شيعان.
الدقيقة 6 تشهد مرورا سهلا للزوري من فابيان ويسدد يسارية تتحول إلى ضربة ركنية حملت كل الخطورة من رأس كواك وشيعان يتصدى.
استمر نيفيز يشكل الخطورة عندما أطلق في الدقيقة 9 يسارية تصدى لها حارس النصر على دفعتين بعد تدخل من حسين عبد الغني الذي حرس الكرة الثانية، وبعد دقيقتين صنع نواف العابد كرة الهدف لياسر الشهراني لكن الأخير لم يروض الكرة الانفرادية كما يجب، ما أتاح لحارس النصر التدخل السريع.
تحسن النصر نسبيا بعد الدقيقة 15 لكن بدون خطورة حتى ثابتة أدريان في الدقيقة 22 ذهبت بعيدة عن زملائه المترقبين، وعاد الهلال خطرا في الدقيقة 32 من ضربة ركنية نفذها نيفيز وكواك يرتقي لكن رأسيته تذهب بجانب القائم الأيمن.
وحصل نيفيز مبتغاه، ضربة ثابتة على خط منطقة جزاء النصر في الدقيقة 35 ، اللاعب البرازيلي يتراجع خطوات بسيطة قبل أن يسدد لكن كرته تعتلي العارضة بقليل، بعدها بثلاث دقائق غارة هلالية تربك دفاعات النصر تنتهي بتسديدة من نيفيز يمسكها شيعان ويعلن الحكم عن وجود حالة تسلل قبل ذلك.
أول وصول لهداف النصر محمد السهلاوي في منطقة جزاء الهلال كان في الدقيقة 39 عندما استقبل عرضية مثالية من فابيان بيد أن الأول لم يتمكن من الكرة فضاعت الفرصة التي لعب النصر طوال 39 دقيقة ينتظرها لضرب شباك الشراحيلي.
لم تحمل الدقائق المتبقية جديدا، لكن بشكل عام انتهى الشوط الأول بدون أهداف وبتفوق هلالي على مستوى الميدان وتراجع نصراوي حتى أن قائده عبد الغني وشايع وأدريان لم يستطعوا القيام بأدوارهم المعهودة.
الشوط الثاني
بعد الاستراحة وبعد استقبال الرياضيين لخادم الحرمين الشريفين راعي الختام الكبير انطلقت أحداث الشوط الثاني بمبادرات هجومية حذرة من الجانبين، وحصل نيفيز على خطأ موات على مشارف منطقة جزاء النصر بيد أنه تعثر لتذهب تسديدته سهلة لحسين شيعان في الدقيقة 50.
أجبرت الإصابة مدرب الهلال دونيس على استبدال ديغاو في الدقيقة 53 بأحمد شراحيلي، وبدأ النصر في هذا الشوط يتحسن ويصل، حيث حصل على زاوية في الدقيقة 60 انتهت سهلة لحارس الهلال من رأس محمد حسين وفي نفس الدقيقة ظهر الكارت الصفر الأول لسلمان الفرج، ورد كريري على محاولة محمد حسين بتسديدة في الدقيقة 64 لم تخطئ حارس النصر.
داسيلفا يتدخل بتغيير هجومي دخل من خلاله الراهب في الدقيقة 67 بدلا من فابيان ليصبح الأول بجانب السهلاوي اثناء الهجمة النصراوية في حين يذهب السهلاوي للطرف الأيمن عندما تصل الكرة للهلال.
انحصر اللعب كثيرا في وسط الميدان وبدا الوصول صعبا إلى مرمى شيعان وشراحيلي لندرة الكرات وقلة المهاجمين في داخل الصندوق.
دونيس يرد على داسيلفا بإدخال يوسف السالم بدلا من ناصر الشمراني الذي لم يكن فعالا طوال الدقائق الـ75 التي بقي فيها في الملعب، ولعب عوض خميس دورا مهما في وسط النصر عندما أوقف أكثر من مخطط هلالي، في المقابل انخفض أداء نيفيز في وسط الهلال.
حارس النصر شيعان لعب بالنار في الدقيقة 88 أمام نيفيز قبل أن يعود ليصلح غلطته القاتلة، وحصل النصر على فرصة ثمينة في الدقيقة 89 عندما نفذ شايع من منطقة الزوري ولعب العرضية لكن الراهب والسهلاوي لم يكونا في الموعد، لتستمر المباراة بعد ذلك بدون خطورة حتى أعلن الحكم الإيطالي مازوليني نهاية الشوط الثاني بعد ثلاث دقائق إضافية والاحتكام لأشواط إضافية.
الأشواط الإضافية
مع أول دقيقة من الشوط الإضافي الأول بادر النصر بالهجوم وحصل على ضربة ركنية ومن لمستين يرسل ادريان العرضية لتجد رأس السهلاوي بالانتظار ليجدد عادته مع الشباك الهلالية للمرة الثالثة هذا الموسم وهذه المرة بضربة رأسية على يمين خالد شراحيلي أعلنت النصر متقدما بالهدف الأول في الدقيقة 91.
استفاد أصحاب القمصان الصفراء من البداية الواعدة وبدأوا البحث عن استغلال الصدمة الهلالية فسدد أدريان بيمينه من خارج منطقة الجزاء كرة قوية ارتدت من خالد لكن المتابعة لم تحضر في الدقيقة 94.
تحرك دونيس مباشرة وأدخل الشلهوب بدلا من الزوري باحثا عن منطق الهجوم، لكن فريقه لم يفق بعد من الصدمة وكادت الضربة الثانية تحضر في الدقيقة 98 عندما هيأ الراهب الكرة الثانية للسهلاوي الذي أطلق يسارية اصطدمت بالمدافعين، وبعده بثوان يعود خالد شراحيلي وينقذ مرماه من رأسية لعمر هوساوي تحولت إلى ضربة ركنية.
في الشوط الثاني الإضافي يبدأ الهلال رحلة البحث عن التعادل وأرسل الفرج العرضية لرأس السالم الذي سدد في اتجاه شيعان في الدقيقة 112 ، ورد السهلاوي بعد دقيقتين بتهيئة للراهب لم يتعامل معها الأخير كما يجب، وزاد الهلال من محاولاته فسدد السالم يسارية تحولت إلى ضربة ركنية «116» ومع دخول يحيى الشهري بديلا للراهب، أطلق نيفيز الذي تحامل على الإصابة يسارية صوب مرمى النصر حولها شيعان إلى ضربة ركنية في الدقيقة 119 عندما نفذ الشلهوب على رأس أحمد شراحيلي ومنه لرأس الجحفلي الذي أعاد الهلال للمباراة قبل ثوان من إطلاق الصافرة مصدرا أمره بالتحول إلى نقطة ركلات الترجيح لفك النتيجة من قبضة التعادل.
ركلات الترجيح تبتسم للزعيم
من نقطة الجزاء استمرت الاثارة ، 14 ركلة ماراثونية استطاع من خلالها الهلال حسم المباراة لصالحه بعد أن سجل سبع ركلات نفذها بنجاح الشلهوب وكواك والسالم ونواف ونيفيز وكريري والفرج، وأخفق شايع شراحيلي في سابعة النصر التي تصدى لها خالد شراحيلي بعد أن سجل رفاقه أدريان والسهلاوي وعبدالغني والشهري ومحمد حسين ومحمد عيد، ليتوج الهلال بعد ذلك بالكأس الأغلى من يد أغلى الناس وتعود الأفراح الزرقاء بعد استراحة محارب شرس.