تعليقاً على مقال الرائعة الأستاذة سمر المقرن في عدد يوم الأربعاء 20 مايو 2015م والذي حمل عنوان (وسائل التواصل.. وخصوصياتنا!) ففي بحر التقدم التكنولوجي والتطور تغرق علاقاتنا النسوية وتختفي بين أمواجها العاتية، باتت باردة ورسمية ومملة بنظري، فقد أصبحت كل الزيارات النسوية شبيهة ببعضها بعضا متسمة بالتباهي ومغلفة بالكلام الفارغ الذي لا يسمن ولا يغني من جوع! ففي السابق منذ أعوام كنت أتلهف لجمعة القريبات والصديقات لأنها كانت دافئة بسيطة ممتلئة بالمحبة والألفة والعفوية، نتسامر تارة بذكريات الطفولة وتارة أخرى بمواقف لنا مضحكة وتارة أخرى نروي القصص المؤثرة للعبرة، وتارة تذكرنا إحدانا بذكر الله والصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم. وأما ما يخص الضيافة فتتولى صاحبة البيت ضيافتنا بالشيء اليسير الذي يكفي لإكرام الضيف كما وصانا ديننا، أما الآن فمنذ اجتماع النسوة في المجلس لا يرى منهن إلا أطباق ممتلئة تفوق عن الحاجة، فصاحبة المنزل تعد أكثر من طبق والحاضرات كل واحدة تأتي معها بطبق وما هو بكرم فقط وإنما التباهي بما عملن ولتتفوق إحداهن بالفوز بأجمل طبق! فضلا عن حركات التصوير! فواحدة هنا وأخرى هناك من زاوية أخرى وثالثة فوق كنبة تلتقط من أعلى ورابعة وخامسة، ليكون المجلس كما لو كان مؤتمرا لزعيم يتحدث وحشود من الصحفيين يصورونه من كل مكان لينشروا الحدث، ثم يبدأ النشر فهذه تنشر في السناب شات وأخرى في الانستقرام وثالثة في الفيس بوك وهكذا، ثم يبدأن سرد الأحاديث التي لا طعم لها بالنسبة لي، ألهذه الدرجة أصبحت مجالسنا خالية من البساطة والفائدة والألفة وتبادل الحديث الذي يكون شاهدا لنا لا علينا! أنا هنا لا أدعي المثالية ولا أدعي الكمال، فما أنا إلا مثل غيري لي ميولي وعيوبي كل ما في الأمر أنني أحاول أن أكون ذات فائدة أكثر من كوني امرأة فقط مهتمة بالطبخ والأزياء والقشور وغيره، أصبحت أفضل في الحقيقة جمعة كبيرات السن فهي فعلا الفائدة والمتعة والبساطة حقا، والله والذي يشهد على كلامي حاولت في جمعات كثيرة أن أفتح باب نقاش ثقافي أو أذكر قصة أو موقفا حقيقيا لشخص ما كأستاذ أو مستشار لعلنا بذلك نتبادل الحديث بها، أو أحاول ذكر مواضيع شتى مفيدة حينها أشعر وكأنني مخلوق غريب من شدة ما أجده من نظرات متسمة بالغرابة وتجاهل تام، وكما يقال بالعامية (ما حولك أحد)!
- نجوى الأحمد