رمى العصا بـ«العزيزي» سائق الغنمِ
وغرد الطيرُ في «البيضاء» بالنغمِ
واهتز في «عدنٍ» من كان ذا حَزَنٍ
وهشّ في «حضرموت» كل ذي ألمِ
وردّد الشعر أقوامٌ لهم أدبٌ
ورصّع النثر دُراً صاحبُ القلمِ
وهلّلت أمّةٌ في «النيل» من فرحٍ
وكبّرت أمّةٌ في الشام والحرمِ
تضوّع المسك من «صنعاء» إذ صنعت
نصر البطولات خطتها يد الكرمِ
بأمر من حكموا نجداً وإنّ لهم
حلفًا يناصرهم بالسيف والكلمِ
«سلمانُ» يا «حاكما» قد نلت مفخرةً
لما رددت مجوس الفرس من أممِ
أخلاقهم في الورى ليست على نهج
سفك الدماء بلا ذنب ولا جُرمِ
وسب أعلامنا، وكم لهم رتبٌ
علياء مذكورة في الناس والأممِ
حوث الجبال العوالي ليس في دمهم
حب البلاد فباعوا الأرض بالسلمِ
فجئت في نفرة والسيف تحمله
ومن ورائك جيش رافع العلمِ
قد قدت عاصفة للحزم في ألقٍ
وكنت لله فيها خير منتقمِ
حققت في يمنٍ أحلام منكسرٍ
عضته نائبة الحِرمان والعدمِ
نصرت إخواننا في الحق إذ فزعوا
إليك من عمةٍ سوداء كالظلمِ
حتى سمعنا لمن في الحق يخذلنا
قولا دلائلهم بالحق لم تقمِ
قالوا حذار فحرب الفرس خاسرةٌ
فقلت يا مرحبا بالحرب والحممِ
نحن الأسود الضواري لا تروعنا
أصوات منخذل في الحق منهزمِ
سنضرب «الحوث» ضرباً في مخابئهم
حتى نجرعهم كأسا من الندمِ
كتبت حزمك يا سلمان في صحف
تتلو أوابدها الأجيال كالحكمِ
أرخت بالحزم يا سلمان عاصفة
هدت صروح ملالي «الحوث» والعجمِ
وما انتهى الحزم لكن ساقه أملٌ
يطوف في كعبة الإيمان والحرمِ
أحييت في العُرب آمالاً مجنحة
تعلو بهم فوق هام السُحب والديمِ
فنصرك الله بعد اليأس مكرمةٌ
بها الأمانيّ نالت كل ذي رحمِ
وَصَلّ ربي على المختارِ سيدنا
«بأكرمِ الرُسْلِ كُنا أكرمَ الأممِ»
- شعر/ د. مصطفى محمد متكل