إلى كل شهيد في سبيل دينه ووطنه مرابطا على الحدود والثغور لدحر كل باغ أثيم
روح الشهيد تحيطها الأنوارُ
والى النعيم يقودها الغفّارُ
ربٌ عظيمٌ قد حباه منازلا
يسمو إلى عليائها الأخيارُ
يمشي على درب الإباء مناضلٌ
والى الجنان تزفُّه الأمصارُ
عزم الشهيد يرد كيداً للعدا
وقْداً شداهُ الحُر والأحرارُ
تصغي إليه من البرية ثلةٌ
ليعمَّ بين ربوعها استبشارُ
وتطير في أفق الكفاح سواعدٌ
يرنو إلى آفاقها الأنصارُ
يا من سموت إلى السماء بدرةٍ
فوق الجبين نسائمٌ ونهارُ
بك تستنير الخَلق في ظلمائها
لما وثبت وحولك الأبرارُ
ودفعت روحاً للجهاد لترتقي
نحو العلو وتحتك الأنهارُ
بك تبعث الأجيال عزما صادقا
بك يعتري فوق السحاب منارُ
لله درُّك قد ربحت شهادةً
قد بات في جنباتها الإصرارُ
في كل منعطفٍ تلوح بشارةٌ
يمشي على آثارها العمّارُ
هذا شعاع الحق يبعث ومضةً
تهفو إليك مكارمٌ وجوارُ
هذي الشهادة يستجير بظلها
بطلٌ له عند الوثوب فخارُ
روح الشهيد من القلوب تحيةٌ
لك يا شهيد تقودنا الأفكارُ
ورأى الجميع من البطولة مشهدا
كتبت إليه وأرّخت أسفارُ
والكون يهمس فرحةً من وَجْدِه
تعدو إليك الحور والأزهارُ
لو قيل من أخذ العدو لحتفه
وعلى يديه يُقتّل الأشرارُ
لتأكدت بين المدائن أنه
عزم الشهيد تحوطه الأقدارُ
هتف الجميع من القلوب مباهجاً
وعلى الرؤوس ترفرف الأطيارُ
لك يا شهيد من الجميع محبةٌ
هتفوا بها فوق الربوع وساروا
يسري بأصلاب الرجال إباؤه
قاموا إليه وبالبنان أشاروا
والصبح أشرق في الوجود بنوره
حتى يطوف بوجهه النّوّارُ
لك يا شهيد من الشفاعة ثرةً
ولديك من فيض الإله جِوارُ
كرمٌ من الرحمن يبعث رحمةً
تغدو على أغصانها الأثمارُ
يروي الفداء من البطولة صولةً
زالت لأجل نفيرها الأخطارُ
حلّقت بالأفق الرحيب على المدى
بطلا تطالع فخره الأنظارُ
ترنو إلى الفردوس أكرم منزلٍ
تعلو إليه وتسقط الأوزارُ
روح المضاء بكل درب تحتوي
عزما يؤجج وقْدَهُ الثوارُ
ويزيدنا فرحاً مناقبُ عزةٍ
يبدو على قسماتها الإيثارُ
سكَنَت جراحٌ بالشهادة طارفاً
تختال فوق ربوعها الأشجارُ
يوم الشهيد عليك أندى بهجةٍ
أشدو وفيك تقوّلت أشعارُ
يا نبض وثبتنا الأبيّة نفرة
فوق الثغور أسودنا إعصارُ
تأتي على كل الطغاة مزمجرا
وبكل أرضٍ يلمع البتارُ
درب الشهيد يقودنا لمفازةٍ
قد عاد في بيداءها هدّارُ
لك يا شهيد بكل درب نصرةٌ
تزهو وفي خفقانها قيثارُ
لك يا شهيد بكل أرضٍ صورةً
يعلو بها في السابقين شعارُ
فاهنأ بأرض الخالدين وجنةٍ
تجري بها من تحتهم أنهارُ
- شعر/ رمضان زيدان
zidaneramadan@gmail.com