أبها - متابعة وتصوير - عبدالله الهاجري:
وقع وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل ووزير الصحة المهندس خالد الفالح اتفاقيات تعاون بين الوزارتين في مدينة أبها ستقوم من خلاله عدد من الجامعات بإدارة بعض مشروعات وزارة الصحة، وكذلك إدارة بعض الأقسام في المستشفيات، وانضمام بعض أساتذة الجامعات إلى العمل والتدريب في القطاعات الصحية، جاء التوقيع في رحاب جامعة الملك خالد يوم أمس الأول، حيث احتضنت الجامعة الاجتماع التشاوري لمديري الجامعات السعودية الذي حضره قرابة 28 من مديري الجامعات الذي يعقد لأول مرة خارج مدينة الرياض، حيث علق الوزير الدخيل حول هذا الاجتماع بقوله: «أنا سعيد لعقد الاجتماع التشاوري للمرة الأولى خارج منطقة الرياض، دشنا من خلالها عددًا من المشروعات التي سترى النور مستقبلاً». وكان يوم الخميس الماضي حافلاً لوزارة التعليم ومديري الجامعات في مدينة أبها، حيث دشن معالي وزير التعليم الدكتور عزام بن محمد الدخيل بمقر جامعة الملك خالد، عددًا من المشروعات التطويرية بالجامعة، بحضور معالي وزير الصحة المهندس خالد الفالح، ومعالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن حمد الداوود، وعدد من مديري الجامعات السعودية، جاء ذلك على هامش الاجتماع التشاوري لمديري الجامعات.
وشملت المشروعات مبادرة جامعة بلا ورق، وهي مبادرة من الجامعة لتفعيل عدد من التعاملات الإلكترونية، ممثلة في قبول إلكتروني متكامل لخريجي المرحلة الثانوية من دون مستندات وبدون ورق، إضافة إلى التسجيل الإلكتروني الذي يعمل على تقديم خدمات إلكترونية متعددة لطلاب الجامعة، والتعلم الإلكتروني المعني بنظام إدارة التعلم، كذلك الاختبارات الإلكترونية وهي عبارة عن مبادرة تقدم من خلالها الاختبارات باستخدام جهاز إلكتروني لوحي بدلاً من ورقة الامتحان.
كما تم تدشين برنامج (إنجاز) وهو نظام إلكتروني متكامل للمراسلات والأرشفة الإلكترونية حيث يوفر البرنامج 30 مليون ريال تقريبًا سنويًا، ويعمل على أرشفة 5 ملايين وثيقه بشكل إلكتروني، إضافة إلى برنامج (مجالس) وهو نظام إلكتروني خاص بإدارة الاجتماعات، كاجتماعات مجلس الجامعة واجتماعات الكليات والعمادات.
ومن المبادرات التي تم تدشينها (منصة علومنا) وهي مبادرة من عمادة التعلم الإلكتروني عبارة عن منصة تعليمية مفتوحة، تتيح للطالب والمعلم والراغب في التعليم بشكل عام الاستفادة منها في أي وقت ومن أي مكان، وتنطلق بـ2500 فيديو تعليمي في مختلف العلوم، وأكثر من20 ألف دقيقة تعليمية مجانية. كما دشن الدخيل موقع البوابة الإلكترونية الخاصة بالجامعة، في حلته الجديدة وخدماته المتعددة، التي تحتوي على 1165 خدمة إلكترونية في (mykku)، إضافة إلى مواصفات الموقع ومميزاته التقنية.
زيارة المدينة الجامعية لجامعة الملك خالد بالفرعاء
بعد ذلك قام معالي الوزير والوفد المرافق له بزيارة تفقدية لمشروعات المدينة الجامعية بالفرعاء، وكان في استقبالهم وكلاء الجامعة وعمداء الكليات.
وفي بداية الجولة استمع الدخيل لشرح مفصل لمشروعات المدينة الجامعية بالفرعاء، كما اطلع على مجسم المشروع بالكامل استمع إلى شرح مفصل من وكيل الجامعة للمشروعات الدكتور سليمان الصويان، حيث تعد المدينة من أكبر المنشآت التعليمية في العالم، التي تقع على مساحة تقدر بـ8 ملايين متر مربع، فيما يبلغ حجم المباني والإنشاءات فيها ثلاثة ملايين متر مربع، وتتسع لأكثر من 100 ألف نسمة، وتحوي أيضًا على عدد كبير من الكليات والعمادات المساندة ومراكز الأبحاث ومساكن لأعضاء هيئة التدريس إضافة إلى سكن للطلاب على أحدث طراز، وتحتضن أكبر مركز إعلامي متخصص، بالإضافة إلى مدينة رياضية تتسع لأكثر من 20 ألف متفرج.
عقب ذلك اطلع الدخيل على مبنى العمادات المساندة ومبنى الجامعة الإداري، والمكتبة المركزية، إضافة إلى اطلاعه على نفق الخدمات الذي يمتد لما يقارب 17 كيلو مترًا ليخدم المدينة الجامعية بالكامل، كما اطلع على مبنى المستشفى الجامعي والكليات الطبية.
يذكر أن مشروع المدينة الجامعية في الفرعاء سيعمل على خدمة المنطقة طبيًا وأكاديميًا وسياحيًا حيث سيحتضن المشروع مدينة طبية للطلاب تحتوي على المجمع الطبي، وكلية الطب، وكلية العلوم الطبية التطبيقية، وكلية طب الأسنان، ومركز الخدمات، وكلية الصيدلة، والفصول المشتركة، وقاعة المؤتمرات، بالإضافة إلى المستشفى الجامعي الذي تم تصميمه لاستيعاب 800 سرير في تسعة طوابق، شاملاً التخصصات الطبية كافة، وجناحيْن متقدمين للعمليات الجراحية بسعة قدرها 16 غرفة مختلفة التجهيزات، وأكثر من 240 غرفة عيادة خارجية تستقبل أكثر من 3500 مريض يوميًا في كل التخصصات الطبية، كما يشتمل المشروع على أكبر مسرح على مستوى المملكة، (يستوعب4600 مقعد)، وهذا ما سيعمل على خدمة المنطقة في نشاطاتها السياحية، والمسرحية المقبلة.
ويحتوي المشروع أيضًا على عدد من الكليات للبنين ممثلة في كلية الشريعة وأصول الدين، وكلية التربية، وكلية الآداب، وكلية العلوم الإدارية، وكلية العلوم، وكلية الهندسة، وكلية علوم الحاسب الآلي، وكلية اللغات والترجمة، وكلية الطب، وكلية طب الأسنان، وكلية الصيدلة، وكلية العلوم الطبية التطبيقية، وكلية التمريض، كذلك وفي مجمع مستقل كليات مماثلة للبنات، لتلبية احتياجات سوق العمل وفق ما يلائمهن من تخصصات.
وأكَّد الوزير الدخيل خلال الجولة ولقاءه بعدد من منسوبي وزارته شاغلي الوظائف الهندسية بالعمل على دراسة تعديل سلم الرواتب الخاص بهم، وقال في رد على شكاواهم من الظروف والمخاطر التي تواجههم أثناء تنفيذ المشروعات والإشراف، «أنا مقتنع بضرورة تعديل سلم الرواتب، وأعدكم أن هذا الملف ستتم مناقشته خلال اجتماعي بوزير الخدمة المدنية قريبا، وكذلك مع هيئة المهندسين السعوديين».
وأشار وزير التعليم خلال زيارته لمشروع جامعة الملك خالد بالفرعاء بان المشروع في مراحله الأخيرة وسيتم انطلاق الدراسة فيه في الفترة القريبة المقبلة بشكل تدريجي، حيث إن بعض الكليات أصبحت جاهزة، مؤكدًا على تلبية مواقع الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة وقال: «ذوو الاحتياجات الخاصة مسؤوليتنا جميعًا لتسهيل ما يحتاجونه، وعلينا تهيئة المرافق لهم بدءًا من قاعات الدراسة ومواقف السيارات حتى مواقع دورات المياه».
هيئة السياحة تنفذ برنامج سياحي للدخيل ومديري الجامعات
نفذت هيئة السياحة ممثلة في فرعها بمنطقة عسير برامج سياحي لوزير التعليم عزام الدخيل ومديري الجامعات السعودية وذلك في القرية التراثية بمنتزة السودة السياحي حيث أشتمل البرنامج على تقديم عدد من ألوان من العروض الشعبية لفرق منطقة عسير سراة وتهامة، حيث شارك الوزير الدخيل وعدد من مديري الجامعات في أداء لون العرضة، ثم اطلع على طريقة تجهيز وجبة اللحم الحنيذ التي تشتهر بها المنطقة، وتناول الجميع وجبة الغداء الذي أعدته الأسر المنتجة، وأشار وزير التعليم الدخيل إلى أن وزارته تدرس توجه إلى تكليف الأسر المنتجة بتوفير الوجبات المدرسية لضمان موثوقية جودة الوجبات التي تقدم للطلاب في المدارس.
وزير الصحة «الفالح» يزور كليات جامعة الملك خالد الصحية
على هامش توقيع اتفاقية التفاهم بين وزارتي التعليم والصحة زار معالي وزير الصحة المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح الكليات الصحية بجامعة الملك خالد بمقر المدينة الجامعية بأبها، وكان في استقباله وكيل الجامعة للتخصصات الطبية الأستاذ الدكتور خالد ال جلبان، وعمداء الكليات والمدير التنفيذي للمدينة الطبية وأعضاء هيئة التدريس بالكليات الصحية. وعبر معالي مدير جامعة الملك خالد الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن حمد الداود عن شكره وتقديره لوزير الصحة، مؤكدًا مدى أهمية مثل هذه الزيارات التي من شأنها رفع سبل التعاون بين وزارة الصحة والجامعة.
وأكَّد الفالح أن قطاعي الصحة والتعليم مكملان لبعضهما، مشيرًا إلى أن التعاون بينهما سيشهد مرحلة تطويرية متقدمة وأكبر مما هي عليه الآن وذلك بهدف خدمة الوطن قبل كل شيء، وقال» تعدد مدن ومحافظات منطقة عسير وازدياد مراكز الرعاية الصحية بها سيجعل عسير سباقه في تفعيل أطر تعاون القطاعين».
كما بين الفالح أن منطقة عسير تحتضن عددًا من المدن والمستشفيات الطبية التي يمكن تفعيلها كمدن طبية تعليمية، وأضاف» هناك العديد من الجامعات المتميزة طبيًا حول العالِمَ لا تملك مستشفيات، ونحن على استعداد بأن تكون المستشفيات تعليمية بالتعاون مع هذه الجامعات العالمية، مؤكدًا على أن المستهدف أولا أخيرًا من هذه الاتفاقيات هو المواطن وصحته».
من جانبه أكَّد الدكتور خالد آل جلبان على عمق العلاقة التي تربط وزارة الصحة وجامعة الملك خالد، كما قدم شرحًا موجزًا عن التخصصات الطبية بالجامعة ومنجزاتها، وشراكاتها المتعددة مع وزارة الصحة.
واختتمت الزيارة بجولة اطلع فيها على عيادات ومعامل كلية طب الأسنان وآلية العمل فيها، إضافة إلى عيادات كلية العلوم الطبية التطبيقية ممثلة في العلاج الطبيعي وأقسام الأشعة.