الجزيرة - تقرير وتصوير - عبدالله الفهيد:
أجمع زوار منطقة الدرعية التاريخية وبحماس عن فرحهم بالتطور الذي أعاد للمنطقة وهجها، لافتين النظر إلى أن تطوير الدرعية التاريخية جمع بين محاور متنوعة عززت من أهمية المنطقة لتصبح منطقة جذب عالية لسكان وزوار العاصمة الرياض، بل جاء مفاجأة عززت الثقة في نفوسهم وأن القادم من المشروع سيكون الحدث الأبرز سياحيًا.
وكان برنامج الذي وضعته الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وتنفذه بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، ومحافظة الدرعية، انطلق من مقومات الدرعية المتمثلة في قيمتها التاريخية والسياسية والثقافية، وتراثها العمراني، وموقعها الفريد على ضفاف وادي حنيفة، لذا اعتمد البرنامج، مبدأ التكامل مع مدينة الرياض، بحيث تكون الدرعية ضاحية ثقافية، سياحية، ترويحية بمستوى عالمي
ويحمل مشروع تطوير الدرعية بعدًا تاريخيًا نظرًا لأهمية الدرعية، وما تحتويه من تراث عمراني عريق، وسيكون للعام 1419 هـ ذكرى في نفوس السعوديين حيث صدرت في ذلك العام الموافقة السامية لبرنامج تطوير الدرعية التاريخية، وأن تتولي الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض مسؤولية تنفيذ هذا البرنامج، وتشكيل لجنة تنفيذية لتطوير الدرعية في إطار الهيئة العليا برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي كان آنذاك أميرًا للرياض ورئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ورئيس اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية، وعضوية عدد من الجهات ذات العلاقة في القطاعين العام والخاص.
ووضعت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض إستراتيجية للتطوير في الدرعية التاريخية تضمنت تحويل المناطق الأثرية والتراثية في الدرعية إلى مركز ثقافي وحضاري رئيس على المستوى الوطني، نظرًا للدور الريادي والحضاري للدرعية كمنطلق للدعوة ونواة للدولة السعودية، اتخاذ أحياء الدرعية التاريخية والقديمة نواة ومحورًا للتطوير العمراني والثقافي، وتحقيق التنمية المستدامة بالمحافظة على المقومات البيئية الطبيعية، وتشجيع الاستثمارات الخاصة للمشاركة في برنامج التطوير.
وتركزت أهداف التطوير المحافظة على النسيج العمراني للمنطقة الأثرية والتراثية وإعادة توظيفه بما يخدم الأنشطة المتنوعة، وتوفير مقومات التنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية في المنطقة وتشجيع الحرف والصناعات المحلية وتطوير تقنيات البناء التقليدية، وإيجاد متنفس ثقافي وتراثي وترويحي، وتشجيع السياحة كمجال استثماري وكعامل لتبادل المعرفة والثقافة.
واشتملت محاور تطوير الدرعية التاريخية لتشمل التخطيط الحضري للبلدة، بحيث يتواءم مع التخطيط الحضري لمدينة الرياض، والتطوير العمراني لأحيائها التاريخية والقديمة، باستكمال المرافق والبنى التحتية، وتطوير بنيتها العمرانية، وتوفير الساحات والميادين والحدائق العامة والطرق ومواقف السيارات وممرات المشاة.
كما يتمثل المحور الاجتماعي في البرنامج في توفير عوامل استقرار سكانها، وتطوير اقتصادياتهم، فيما يتمثل التطوير التراثي الثقافي في إعادة ترميم منشآتها التراثية، وإنشاء المؤسسات الثقافية الوطنية، والمتاحف، وتنظيم الأنشطة الثقافية المستمرة، وتأهيل الدرعية لتكون أحد مواقع التراث العالمي المتجدد.
أما التطوير الترويحي والسياحي، فيتمثل في توفير المرافق الترويحية المناسبة، والأنشطة السياحية المختلفة، والاستفادة من المقومات البيئة لوادي حنيفة لدعم هذه الأنشطة.
وفي الوقت الذي تتولى فيه الهيئة أعمال التخطيط والإنشاء والإدارة الحضرية، سيتولى القطاع الخاص والأهالي الاستثمار في بعض برامج التطوير وأنشطته، وفق المخطط الشامل لتطوير الدرعية التاريخية الذي وضعته الهيئة، بينما ستتولى الأجهزة الحكومية ذات العلاقة إدارة بعض المرافق والأنشطة الأخرى وتشغيلها.