طريق حائل الجوف السريع طريق مميز وانسيابي يخترق صحراء النفود بمناظرها الخلابة ورمالها الذهبية، الطريق مكون من ثلاث من حارات (مسرب) لكل اتجاه، إضافة إلى أكتاف أسفلتية يفصل بينها جزيرة وسطية. الطريق يبلغ طوله أكثر من 350 كيلومترًا ويقع تحت مسؤولية منطقة حائل ومنطقة الجوف إداريًا وجغرافيًا. مما يزيد الطريق جمالاً طريق سكة الحديد «سار» والمتجه شمالاً سوف يشاهد القطار على الجهة اليمنى، الذي لا يبعد سوى أمتار في معظم الأحيان وربما 200 متر. وقريبًا ينطلق التشغيل التجريبي لقطارات نقل الركاب الجديدة في شهر رمضان المقبل، عبر سكة حديدية تربط الرياض بالقريات مرورًا بكل من المجمعة والقصيم وحائل والجوف.
ومما يزيد الطريق جمالاً أشجار الغضا على جانبي الطريق ولمسافة ربما تتجاوز 100 كيلو متر، منظر طبيعي يحتاج إلى لمسات وزارة الزراعة وشجرة الغضا عبارة عن شجرة صغيرة معمرة يصل ارتفاعها من 1 إلى 4 أمتار، وتعيش في التربة والكثبان الرملية الثابتة والمتحركة في الصحاري الجافة التي يقل معدل الأمطار فيها عن 50 ملم سنوي. ولست أدري هل منطقة الجوف لديها إجراءات صارمة لحماية الشجرة من الاحتطاب تماثل أو تزيد عمّا تقوم به مدينة عنيزة وتحتفل بالشجرة.
جمال الطريق وصفاء ونقاء الطبيعة أين ساهر؟ ساهر لماذا اختفي عن هذا الطريق، قائدو المركبات في هذا الطريق يقودون سياراتهم بالسرعة التي تعجبهم صعودًا ونزولاً مع تفاصيل الطريق مع جمال الطريق. في الواقع ساهر لا يوجد بين مدينتي بريدة وحائل.. أتساءل لماذا؟ أهل منطقة حائل والجوف خارج تغطية ساهر؟ روعة الطريق تنقصه محطات الوقود، أين المستثمرين من المردود المالي الكبير لهذه المحطات، لماذا اختفت وهل أصابها ما أصاب ساهر. ساهر ومحطات الوقود من هي الجهة أو الجهات المسؤولة عنهما. هذا الطريق يستحق الكثير كبقية طريق مناطق مملكتنا الحبيبة.
هذا الطريق الذي يربط بين منطقتي حائل بالجوف وكان حلم الكثير، خاصة سكان المنطقتين، جاءت ولادته غير مكتملة، حيث تم تدشين هذا الطريق قبل خمس سنوات تقريبًا دون الالتفات إلى الخدمات المساندة. أليست السنوات الخمس كافية للتساؤل لماذا هذا التأخير في زيادة جمال الطريق. في المساء ومع نسيم الصحراء العليل يحتاج المسافر استراحة ومحطة وقود على هذا الطريق الذي سلب عقلي. بالرغم من وجود مركز أمن طرق على طريق الجوف حائل السريع، حيث مقر قيادة الطريق بالرديفة ومركز انطلاق الدوريات بالشقيق إلا أنني لم أره خلال رحلتي الأخيرة أتمني أن تكون صدفة وهي كذلك إن شاء الله فجهود أمن الطرق لا تحصى ولا تعد. أتمنى أن يكون هناك تنسيق بين جميع الجهات ذات العلاقة في منطقتي حائل والجوف على وضع اللمسات الأخيرة على جمالية الطريق، فالخدمات هي روح الطريق وراحة المسافر والأمل موجود دائمًا لتحقيق ذلك.
كل ما أتمناه ومع وجود سكة القطار قريبة من الطريق السريع الا يكون هناك سباق، حيث إن سرعة القطار 200 كيلو متر في الساعة، فهل هناك من قائدي السيارات من يتجاوز القطار خصوصًا أن رالي حائل الدولي ليس بعيدًا عن الطريق السريع. منطقتا حائل والجوف كبقية مناطق المملكة الثلاث عشرة تفتخر بالطرق السريعة التي نفذها ولا تزال تنفذها وزارة النقل وذلك بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله-.