إن التصورات الذهنية التي يحملها التاريخ بشكل عام والإنسان السعودي بشكل خاص عن شخصية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز هي تصورات تحمل مدلولات عميقة, وحيث إنني أشارك المفكر عبدالوهاب المسيري رحمه الله رؤيته بأن ثمة نموذجا معرفيا إدراكيا كامنا وراء كل قول أو ظاهرة إنسانية ولأن أحداث اليمن الحالية يوجد داخلها نموذجا معرفيا كامنا تتم ترجمته إلى صورة مجازية-الحزم وإعادة الأمل) ليعبر عن ذلك النموذج. ولذلك إذا ما قمنا بدراسات السياقات المختلفة للأحداث في العالم العربي وربيعه المزعوم وكذلك بدراسة السياقات الخاصة بمجتمعنا السعودي سنلاحظ أن دلالة اسم (الحزم) كمفهوم له ارتباطه بالإحساس العميق لدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ليعبر عن رؤيته عن تلك السياقات ما كان منها خارجيا وما كان منها داخليا. والصورة هنا أو المفهوم عن عاصفة الحزم يشير إلى أخذ الأمر بشدة وإلى ضبط الأمور وترتيبها بدقة وكذلك إلى جمع الصفوف أو الأشياء جنبا إلى جنب لتشتد ومما يشير إليه المفهوم العقل والحنكة والإحكام وصورة المفهوم المجازية المستخدمة تجعلنا ننظر بكثير من الابتهاج بأعلى تقديراته لرؤية الملك الحازم وبكثير من القوة وبكل درجات الاحترام وأيضا يجعلنا هذا النموذج نتذكر سلمان الحزم في إدارته لمدينة الرياض وكذلك نتذكر أنه كان زعيما وقائدا مشاركا لإخوانه الملوك السابقين بالقول والفعل وحاضرا في كثير من الأحداث الداخلية والخارجية كغزو العراق/الكويت وأحداث الإرهاب وما بينهما من وقائع وشؤون ولا شك أن صورة الحزم تعكس منظورا جديدا لكل قضايانا داخليا وخارجيا, والعجيب أن هذه الصورة هي بالضبط ما يأمله العالم العربي كله وما يأمله المواطن السعودي بشكل خاص داخل حدود بلده وإن صورة المفهوم تفترض أن هذا الحزم يوجد فقط على حدود المملكة العربية السعودية وأطرافها في الخارج كما هي حالة (اليمن), ولكن نلحظ أن تلك الصورة تم تطبيقها بعدة قضايا داخليا ونذكر منها على سبيل المثال إقالة وزير الصحة وبعد أسابيع قلائل من تعيينه وكذلك إيقاف ممدوح بن عبدالرحمن بعد حديثه المليء بكثير من الأنا المنتفخة وآخرها إقالة رئيس المراسم الملكية. ثم إن هذا المفهوم/الصورة المجازية للحزم يجب أن لا تنسينا صورة مجازية أخرى خارجية وداخلية؛ وأما الخارجية فهي صورة (إيران ذات المشروع التوسعي والممتد) والتي تبذل كل ما في وسعها لنشر التقدم التشعي؛ فالعراق ساقط في أيدي إيران وسوريا ولبنان ولهم وجود محرِّك في البحرين وها هي تصارع في اليمن ولكل ذلك تأتي صورة الحزم وعاصفته لتعمل عملها في هذه التوسعات والتمددات الإيرانية.
وأما الداخلية فهي صورة (الوزير/المسؤول السالب الذي لا يتفاعل مع قضايا المواطن والوطن بما يحقق ما كُلف به من قبل الملك) ولذلك كان الحازم والحزم في بدايات طريق وزير الصحة المقال والأمير ورئيس المراسم الملكية ونلاحظ أنهم كلهم أصحاب مقامات في المجتمع.
ثم تأتي الصورة المجازية الأخرى (إعادة الأمل) لتعبر عن رؤية ذات الملك خادم الحرمين الشريفين وبشكل مختلف عن الصورة المجازية الأولى ثم نلاحظ دقة التعبير, هذه الرؤية فهي إعادة أمل فلم تنف وجود أمل قبل دخول التحالف المبارك والأمل لا يعيده ويزرعه إلا الإنسان الرباني بعكس الإنسان المادي والذي لا تهمه إلا منافعه ولا يدور إلا فيما يحقق مصالحه ولذلك تحمل صورة الأمل دلالة عميقة وتكتسي بعدا إنسانيا مشعا ليس بغريب على شخصية الملك سلمان وإن تاريخه -حفظه الله- حافل بمثل تلك الوقفات المشعة مع الفقراء واليتامى وها هي الجمعيات الخيرية خير دليل على ذلك. إن (الحزم وإعادة الأمل) صورتان تشيران إلى حياة هُوية الملك سلمان وعدم ضمورها وليس ذلك وحسب بل وتوقد بيّن في ذلك الضمير وأن مسائل الوطن تهمه في سياقاتها الداخلية والخارجية على حد سواء. إن النموذج الإدراكي لإعادة الأمل هو أن رؤية الملك الإنسان خادم الحرمين الملك سلمان ليست رؤية قائمة على الاستنارة المظلمة والتي جوهر أطروحتها أن الإنسان الطبيعي ذئب شرس فلم تتحرك رؤية الملك ولا قوات التحالف المباركة لتفترس اليمن واليمنيين ولذلك كان الرقم المتبرع به لإعادة الأمل رقما كبيرا بل كبيرا جدا.
فيا أيها الإنسان الملك سددك المولى إصلاحاتك الداخلية والخارجية ونفع بك وجعلك ذخرا للإسلام والمسلمين أجمعين... اللهم آمين.