القاهرة - سجى عارف:
أعلن مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية، عن عدد المساجد التي تعرّضت للهدم والتفجير على أيدي تنظيم «داعش» وكشفت الدراسة الإحصائية أنها تجاوزت الخمسين مسجدًا في كلٍ من سوريا والعراق واليمن والسعودية، وأكد المرصد أنّ التنظيم يحارب بيوت الله ويهدمها ويفجّرها في مسعى منه لاستهداف أكبر تجمع من المواطنين، إضافة إلى كونها أماكن يصعب تأمينها، بما يجعل التنظيم الإرهابي يسعى بصورة جادة لاستهداف مخالفيه عبر أتباعه من الانتحاريين، وأوضح المرصد أنّ تنظيم «داعش» يخدع أتباعه بمبررات شرعية واهية لإقناعهم بجرائمه التي يقومون بتنفيذها، حيث يسوق لهم شبهات ينكرها الشرع الإسلامي بهدف إقدامهم على تفجير أنفسهم ظنّاً منهم الحصول على أجر الشهادة، فتارة يتذرّع بأنها مساجد تابعة للشيعة وتارة لكونها مساجد تحوي أضرحة «ولا يجوز الصلاة فيها»، وتارة يتذرّع بأنها مساجد تراثية تمثل مزارًا سياحيّاً غير المسلمين وغيرها من الذرائع الواهية التي يعلنها التنظيم لتمرير جرائمه وإصباغها بالصبغة الدينية، وشرعنة الاعتداء على بيوت الله ورواده من المصلين، والتي تعكس منهجه المعوج وفهمه السقيم للفقه الإسلامي ودعا المرصد في تقريره الدول والحكومات التي يتواجد التنظيم الإرهابي على أراضيها بتوفير الحماية والأمن لبيوت لله من انتهاكات هذا التنظيم، وخاصة المساجد التي تمثل جزءًا من الذاكرة التاريخية والحضارية للأمة الإسلامية كما طالب المرصد بفضح ممارسات وجرائم التنظيم في حق بيوت الله، وسفكه دماء المسالمين من كافة الديانات والطوائف، أمام المجتمعات الإنسانية كافة، حتى لا ينخدع البعض بزيف الشعارات التي يرفعها التنظيم في وجه الدول والمجتمعات المسلمة في المنطقة، ولكي يتضح جليًّا أنّ هذا التنظيم وممارساته الإجرامية والإرهابية لا تمت بصلة إلى الإسلام فكرًا وشريعة، كونها تستهدف بالأساس الرموز والمقدسات الإسلامية، وتحاول فرض أيديولوجيتها التكفيرية والمتشددة على دول ومجتمعات الشرق الأوسط.