الجزيرة - عبدالله العثمان:
طالب سياح محليون هيئة السياحة ووزارة التجارة التدخل لمراقبة أسعار الاستراحات والشاليهات والخدمات التي تقدمها لعملائها واتفقوا على أن الأسعار الحالية مرتفعة ومبالغ مقارنة بما يقدم من خدمات. وقال لـ»الجزيرة» السائح منصور الصفيان بأن ارتفاع درجات الحرارة وعدم وجود متنفس وخاصة للعوائل بالرياض هذه الأيام تضطر العديد من الأسر مرغمة للجوء إلى الاستراحات والشاليهات وخاصة التي تتوافر فيها ألعاب ترفيهية ومائية ومسابح وغيرها من الخدمات السياحية التي تلبي حاجة السائح لتتمكن العائلة من الاستمتاع بخصوصية ولكن في نفس الوقت نصطدم بارتفاع الأسعار. وأضاف الصفيان: ليس من المعقول أن يكون سعر شاليه صغير في أطراف الرياض بسعر 1800 ريال إلى 2500 ريال لا تتجاوز مساحته 100م2 ولا يتوفر فيه إلا مسبح صغير للأطفال وغرفة واحدة ومسطح أخضر صغير، ولو قارنا هذه المساحة مع دول قريبة مجاورة لوجدنا أن السعر أقل بكثير حيث لايتعدى إيجار الشاليه 1000ريال وفي المواسم مع وجبة فطور وخدمات فندقية وهذا ما لا يتوفر في شاليهاتنا وإن تحديد الأسعار يتحكم به أصحاب هذه الاستراحات أو الشاليهات أو شركة تشغيل وصيانة تقوم بتشغيلها بنسبة 20% من سعر الشاليه لليوم الواحد. وأضاف الصفيان أن أغلب الاستراحات والشاليهات تحدد وقت الدخول الرابعة عصرا ووقت الخروج الثانية ليلا حيث أن قيمة الحجز لايتجاوز نصف اليوم وهذا لايتوافق مع أنظمة هيئة السياحة والتي تسعى لتطوير السياحة الداخلية فيما أن هذه الممارسات تعتبر منفرة للسياحة الداخلية والبحث عن بديل والسفر إلى دول أخرى تتمتع بأجواء جميلة وأسعار أقل. وأكد مستثمرون وملاك استراحات وشاليهات لـ«الجزيرة» ارتفاع أسعار إيجارات في الرياض خلال الأسبوعين الماضيين بأكثر من100% مقارنة بالأيام العادية، وسط طلب فاق التوقعات، إذ تم حجز أكثر من 95% من استراحات وشاليهات الرياض للأيام المتبقية التي تسبق رمضان.
وعلل المستثمرون أن قلة الاستراحات في الرياض أحد أبرز أسباب ارتفاع الأسعار، إذ يزداد الطلب عليها، وتصل معدلات الإشغال في الصيف والأعياد إلى 100%، مشيرين إلى أن أسعار إيجار الاستراحات الكبيرة تراوحت بين 2000 و4000 آلاف ريال لليوم الواحد، فيما زاد سعر إيجار الاستراحة الصغيرة من 1300ريال إلى 2500ريال. وعزا المستثمر في قطاع الاستراحات والشاليهات خالد الناصر، السبب الرئيسي لارتفاع أسعار الإيجارات إلى الإقبال الكبير من سكان الرياض خصوصاً هذا العام لتوافق بداية الإجازة الصيفية مع رمضان المبارك وتفضيل الكثير لتأجيل السفر إلى ما بعد عيد الفطر، حيث وصلت نسبة إشغال الاستراحات هذا الأسبوع 100% على رغم ارتفاع أسعار إيجاراتها مقارنة بالأيام العادية. وقال إن الاستراحات الصغيرة تحظى بطلب أكبر من الكبيرة هذه الأيام وخاصة التي تحتوي على مسبح وألعاب مائية، حيث يتراوح سعر الاستراحة أو الشاليه مابين 1800 و2500 ريال في اليوم الواحد ويختلف السعر بناء على أيام وسط الأسبوع ونهاية الأسبوع.
من جهته أوضح مالك إحدى الاستراحات فهد العواد ، أن الطلب كان كبيراً على الاستراحات في الأسبوعيين الماضيين، في حين يكون الطلب متوسطاً في رمضان، وأضاف: العادة جرت على رفع أسعار الاستراحات في بعض المواسم كالإجازة الصيفية وأيام العيد ونهاية الأسبوع, إذ ترتفع بنسبة لاتقل عن50% مقارنة بالأيام الأخرى، وذلك لزيادة الإقبال. وأكد العواد ارتفاع إيرادات الاستراحات خلال بداية إجازة هذا العام مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مشيراً إلى أنه منذ دخول انتهاء الاختبارات زاد الطلب على حجز الاستراحات والشاليهات. من ناحيته، قدّر صاحب أحد الشاليهات في الرياض عجمي العجمي، متوسط ما تنفقه العائلة السعودية الواحدة على استئجار الشاليهات والاستراحات سنوياً بأكثر من 40000 ريال، مشيراً إلى نمو الطلب السنوي على الاستراحات والشاليهات بنسبة 3%.
وعن أسباب زيادة الإقبال على الاستراحات والشاليهات في الرياض، قال العجمي إن السبب يعود إلى عدم وجود مسطحات مائية مثل البحر أو البحيرات التي تعتبر متنفساً طبيعياً كما هي الحال في المنطقة الشرقية وجدة، مبيناً أن من الأمور التي يجب أن تتوافر في الاستراحات وجود ألعاب الأطفال ومسطحات خضراء ومسابح، مع مراعاة خصوصية العائلة السعودية. وشدد على أن الاستراحات تعتبر متنفساً للعوائل السعودية، إذ تقوم بعض الأسر(ثلاث إلى خمس أسر) باستئجار استراحة أو شاليه ، تجتمع فيها لقضاء وقت ممتع، مشيراً إلى أن بناء الشاليهات والاستراحات بات مكلفاً، وتختلف كلفة البناء من استراحة إلى أخرى، فاستراحات الفئة الأولى أو التي يطلق عليها خمس نجوم تبلغ كلفتها نحو 800 ألف ريال، نزولاً إلى 300 ألف ريال، والأخيرة تعد من الاستراحات الأقل رفاهية وجودة.