تُحاصِرني شجونُكِ
أيُّ عاطفةٍ لشوقٍ يستفيضْ
ألضحكةِ المطرِ الذي ينثالُ من شغفي كثرثرةِ الوميضْ؟
أم غناءٌ للرذاذِ على حنايا تشتهي بوْحَ القريضْ؟
أي عاطفةٍ تُبعثرُ في حريقِ الروحِ مُتَّسَعاً من اللهفِ العريض؟
وأي مقدرةٍ تنامتْ من تهافُتِ صَبوَتي؟
إذ ما تُحاصرُني مداراتُ الهمومِ وما تناثرَ من غيابِك
فأغدقي لغةَ الحوارِ وبسِّطي - لُطفاً - خطابك
وأمنحيني من إيابِك
لو تطلين..
كُلُّ أشجارِ الطريقِ تمدُّ عنقَ حضورِها
تبدو بِطَلَّتكِ بهيةْ
تبدو تغازلُ نبضتي.. ترنو لتمنحني التحيةْ
وأنتِ على كُلِّ المدَى قدري
وَيملؤني ابتعادُكِ هاجساً يأتي بمفهومٍ جديدْ
سأستغلُ تبرعمَ الأشواقِ مزهوَّاً
لتُورِقَ تلكمُ اللحظاتِ في روْضِ القصيدْ
غنِّي.. ما بِوُسْعِكِ من نشيدْ؟
فلديكِ أحلامٌ تُسافرُ بِي إلى زمنٍ طروبْ
شيءٌ بهيٌ رائعٌ في تيهِ شرياني يجوب
شيءٌ كزهوِكِ لا يُضاهَى
حين ترتسمِينَ في فرحِ الدروبْ..
فإلى متى يُغري إيابكِ احتمالاتِ السؤال؟
وأنتِ على كُلِّ الرؤى ومضٌ يداعبُني
ويستطِيبُ معَ مواقفِكِ الدلالْ
وأنتِ تستتِرِينَ من وردِ الصباحِ
ليُزجِي تارةً أخرى أهازيجَ الظلال
إذ أنتِ ورُغم أقداري
ملاذاتٍ لأشواقي
وعربدةِ الخيالْ
والآنَ صرتُ مقاوماً شجني
لتردِيني شجونُكِ من شجونِكِ
من.. صَريعاً بالجَمال
- محمد حسن الشيخ