الحب يصعد بك إلى عوالم السماء العالية، عوالم لا يراها إلا كل عاشق، عاشق لديه من الحب ما يكفيه للصعود إلى أعلى القمم، وما يزيد!
وإن كنت تهاب المرتفعات، فلن يؤثر بك ذلك. إن الحب أعمى، تتجاهل معه كل مخاوفك، ترمي بها وراء ظهرك، تصعد وتصعد إلى الأعالي، لا تنظر لأسفلك أبداً.
ولم تنظر لأسفل وهو ما يعيق صعودك؟ نظرك لأسفل يعني تعبك من الصعود! تعبك من... الحب.
ولن يصل لهذه المرحلة إلا المجروح صدْمته جعلته ينهار على ركبتيه!.. كيف يحدث ذلك معه! كيف بعد أن صعد كل ذلك!
ينظر لأسفل ويرى الأرض بعيدة. لم يشعر بتعب الصعود، والآن يفكر في الألم الذي سينتابه أثناء النزول، سينتبه أخيراً لوعورة الجبال التي لم تؤلمه أثناء الصعود، سينتبه لأعشاش الصقور..
سينتبه للارتفاع الذي ارتقاه وإلى المدى الذي سينزله ليعود حيثما كان من جديد، سيعود ولكن بتغير كبير.
فبعد أن رأى الجنان في أعالي الجبال، وطار بأجنحةٍ كطيرٍ في السماء، كيف له أن يمشي على الأرض كآدمي عادي؟.. كيف؟!!
- رحمة المؤمن