لا أحد ينكر جهود وزارة النقل وعلى رأسها معالي الوزير المهندس عبدالله المقبل في سبيل مد الطرق السريعة بين مناطق المملكة، ومن بعض الملاحظات تأتي اهمية مد طريق ولو كان صغيرا فإنه يوازي في حجم فائدته (اوتوسترادا) ضخما يعبر قارة ضخمة ولاغنى عن مشروع ضخم للنقل او مشروع اضخم للقطارات ولاختصر كثيرا من العناء والحوادث المروعة والزحام الهائل الذي يصل الى حد تعطل بعض الطرق.
فرضت الظروف الجغرافية والعمرانية وكثافة المرور في بداية انشاء الطرق في بلادنا اتجاها معينا لبعض الطرق اصبح حاليا من اكبر الاخطاء وافدحه ضررا استمراره دون تغيير بعد الزيادة الهائلة في كثافة المرور في رحلة إلى مكة لأداء مناسك العمرة، وبعد مغادرتي لميقات الإحرام (السيل الكبير) والواقع على جبال شمال الطائف شاهدت منظراً لا يمكن مشاهدته في أي مكان آخر، لقد شاهدت سلسلة متواصلة من الشاحنات ذات الأطوال القصوى (تريلا)، وكانت على خط ضوئي متواصل، فالنازل الى مكة يراها أسفل منه وهي صاعدة ببطء شديد (حيث إنها تصعد الجبال) وتتعرج مع منحنيات الطريق أما النازلة فان الميول تساعدها على زيادة سرعتها فلا تتراكم خلف بعضها كالصاعدة بأحمالها هذا الطريق (طريق السيل) البالغ طوله حوالي 100كم هو الطريق المتاح رغم صعوبته لدى الشاحنات للعبور من غرب المملكة الى شرقها حتى اصبح فيه (أخاديد) عميقة لثقل الاحمال التي تمر عليه واصبح طريقا يغص بالشاحنات التي تنقل كل ما يتم توريده الى ميناء جدة الى وسط وشرق المملكة، وهذا الطريق هو في الاساس لخدمة الحجاج والمعتمرين بدليل ان القادم من الرياض ليصل الى ميقات السيل لابد ان يعود موازيا لطريق الرياض متجها شرقا حتى يصل الى الميقات, وحوادث هذا الطريق شبه يومية والسبب الرئيس فيها هو الشاحنات التي تزاحم سيارات المعتمرين والحجاج وتسير ببطء شديد مما يزيد من الزحام في طرق مكة الداخلة اليها والتي على اطرافها, والأدهى من ذلك هو ان هذه الشاحنات لابد ان تمر في طرق مكة ذاهبة وآيبة، ولا أعرف سببا يلزم هذه الشاحنات الهائلة العدد والتي يغص بها كل طريق السيل وطريق (مكة- جدة) بالمرور ايضا عبر طرق مكة على ما فيها من زحام وتعرجات بسبب الظروف الجغرافية والتضاريسية لمكة المكرمة وطرقها، لنتصور مواد وصناديق وصلت الى ميناء جدة ومحطتها النهائية هي الرياض, ليس هناك طريق متاح أمامها كطريق اقل مسافة الا طريق السيل عبر مكة المكرمة فتتحرك هذه المواد في شاحنة ضخمة طويلة مزاحمة الحجاج والمعتمرين الواصلين من انحاء العالم عابرة طريق (جدة-مكة)، ثم تسلك طريق السيل صاعدة الجبال العالية بأحمالها ببطء شديد مسببة مع سلسلة متواصلة من الشاحنات زحاما هائلا اول هذه السلسلة في جدة وآخرها في اعالي جبال الطائف يزيد في حوادث سيارات قاصدي بيت الله الحرام ومعرقلة حركتهم بشكل لا مثيل له ولا مبرر له، فما الذي يدو وزارة النقل الى عدم تنفيذ وصلة من ظلم على طريق (الرياض- الطائف) السريع تصل الى جدة لتستخدمه هذه الاعداد الهائلة من الشاحنات وتتجنب مزاحمة قاصدي بيت الله الحرام في طريق السيل وعند الميقات.
انني اقدم اقتراحا لمقام وزارة النقل يتمثل فيما يلي:
(ان يتم مد طريق الرياض -الطائف) عند وصوله الى بلدة ظلم غرب عفيف على استقامته (حيث ينحني عند هذه البلدة باتجاه الجنوب الغربي) وذلك حتى يصل هذا الامتداد الى جدة مع ضرورة أن ينفذ بشكل مستقيم ومزدوج وحر وبدون منحنيات افقية او راسية)
. ولهذه الوصلة ميزات هامة مروريا واقتصاديا وتنمويا من اهمها:
1- يبلغ طول الوصلة المقترحة حوالي 270 كم مقارنة مع 390كم اذا بقي المسار على وضعه عبر طريق السيل أي بفارق 120 كم، وبنسبة30% وهذه النسبة سينتج عنها فرق هائل في زمن الرحلة واذا اخذنا في عين الاعتبار بطء سير الشاحنات بسبب صعود الجبال فسيكون هنالك فارق لا يقل عن 60% في هذا الزمن.
2- سيقل الازدحام بشكل كبير على طرق مكة المكرمة الداخلة اليها وخاصة طريق (السيل الكبير) وطريق (مكة -جدة) وستقل الحوادث في طريق السيل، وسيجد المعتمرون راحة في اداء نسكهم، وهم يحرمون من اطراف مكة ويدخلون اليها ملبين خاشعين بدلا من مضايقتهم بهذه الاعداد الهائلة من الشاحنات.
3- سيقل زمن وصول المواد من جدة الى الرياض ووسط المملكة وبالتالي سرعة وفاعلية النقل وانخفاض سعر المواد نظراً لسهولة نقلها، وبالتالي الوصول الى مقصدها دون عناء كما اتطلع الى التفاتة اقتصادية هندسية من معالي وزير النقل المهندس عبدالله المقبل لهذا المقترح فهو خدمة جليلة تقدم لقاصدي اطهر واشرف بقعة على وجهة الارض وإزاحة كابوس مزعج لهم يتمثل في سيل الشاحنات التي تغلق الطرق امامهم وتسحق سياراتهم وتجبر على الاتجاه لمكة المكرمة وهي لا تقصدها واعتقد جازما انه إذا لم يتم تنفيذ هذا الطريق عاجلا فسنصل الى وضع نجد فيه الطرق المتجهة لمكة المكرمة وقد اغلقت بآلاف الشاحنات فهل يتم تنفيذه انه حلم قاصدي مكة فهلا التفت له يا معالي وزير النقل، اثق في اهتمام معاليكم وانتم تتابعون بشكل مستمر مشروع قطار الحرمين الذي سيكون هذا الطريق مكملا له لانه يعني ابعاد حركة الشاحنات عن مكة المكرمة، وبالتالي خدمة ركاب قطار الحرمين والتسهيل على قاصدي بيت الله الحرام الذين يعانون اشد المعاناة حين يقتربون من بيت الله الحرام ومكة المكرمة من سيل الشاحنات الذي لاينقطع في طريق السيل الكبير وطريق (جدة-مكة) فهل تلتفتون لهذه الوصلة التي تكلف القليل ولكن انعكاسها كبير جدا على راحة قاصدي بيت الله الحرام وفك للاختناقات في الطرق الرابطة مع مكة شرفها الله.