الملك سلمان واحد من قادة التاريخ القلائل الذين إذا أحبهم المرء، فإنه يحب نفسه.
وإليك الدليل.
تعيش المنطقة في وضع خطير ومعقد ومفتوح على كل الاحتمالات الخطيرة.
لأنه بات يهدد وجود كيانات سياسية واجتماعية عدة بالانهيار والتدمير. ومعقد لأنه متداخل العوامل، ومتعدد الأطراف. ومفتوح على احتمالات خراب بلا عودة، وكل منها ضياع أكيد.
وثمة خلاصات لا مفر منها:
- الإرهاب ما كان ليتحول إلى قوة ساحقة لولا بيئة الحقد والقتل والتمييز التي أنشأتها إيران في العراق على امتداد 12 عاماً. لقد مهدت إيران المستنقع، ونثرت مليشياتها بذور التطرف فيه، فظهرت داعش.
- المشروع الطائفي الإيراني، هو بطبيعته مشروع منتجٌ للإرهاب.
- المشروع الطائفي الإيراني مشروع مليشياوي، يقوم، تحديداً وحصراً، على التمدد من خلال عصابات طائفية يجري إنشاؤها في كل مكان يمكن العثور على حاضنة طائفية فيه.
- إيران «جمهورية إسلامية» تقوم على الرؤية ذاتها (بالضبط، يا سبحان الله) التي تقوم عليها «دولة الخلافة» الداعشية. سلطة «الولي الفقيه»، «نائب صاحب الزمان»، لا تعترف بحدود الدول، ولا بالكيانات الاجتماعية، وهي مطابقة، بالوصف والتعريف، لسلطة الخليفة الداعشي.
- المشروع الداعشي والمشروع الطائفي الإيراني، وجهان لعملة واحدة في المسالك. وكلاهما يقوم على سفك الدماء والهدم (السياسي والاجتماعي) بغية إنتاج كيان جديد.
- إيران لا تتصرف كدولة. إنها تتصرف كمشروع.
- «الدول» (عندما تتنافس أو تتصارع) تهديد خارجي دائماً. أما «المشاريع»، فتهديد داخلي دائماً. وهذا ما يجعل المشروع الطائفي الإيراني أخطر مائة مرة من المشروع الصهيوني.
- هذه الحقيقة، بحد ذاتها، إذ تجعل الخطر الذي تمثّله إسرائيل يبدو هيناً، فانها تخدمه وتقويه على حساب ضحاياه!
- المشروع الطائفي الإيراني وجه آخر من وجوه «الإسلام السياسي». وكلاهما يعيش ويترعرع على «فشل الدولة» ليؤسسا عليه دولة أفشل.
- دول المنطقة ممزقة التوجهات والإرادات، والكثير منها يعاني من مشكلات اقتصادية عميقة، مما يجعلها طُعماً سائغاً لكل طمّاع أكول.
انظر في وقائع هذه الخلاصات وعواقبها، ثم انظر إلى سلمان الأمل. وستجد أنه، بعاصفة الحزم، أنقذنا في المنعطف الأخير.
ما من قائد كان يمكنه أن يخطو تلك الخطوة الباسلة في مواجهة مشاريع التخريب التي تحيق بالمنطقة، إلا رجل عركته الخبرات والتجارب؛ إلا رجل ثاقب الرؤية، بعيد النظر، يعرف ما يريد، وقادر على الوصول إلى غاياته.
خادم الحرمين الشريفين في غنى عن أي مديح، ولكن رده على المحنة التي نعيش فيها هو الذي يمتدحه، وهو الذي يجعله أملاً فسيحاً في نظر مئات الملايين من أبناء أمته.
كلهم يتطلعون إليه، وكلهم يبجل فيه إخلاصه وحزمه وعبقرية إرادته. ولو شاء، فكلهم (لأنفسهم) جنود بين يديه.
إنه يقود تغييراً في مجرى سفينة إقليمية كانت سائرة إلى هلاك مبين، في آخر فرصة للنجاة.
انظر إلى الوضع، وسترى أنه بطل من أكثر ما عرف التاريخ من أبطال الخلاص النبيل، في لحظة تاريخية حاسمة.
وهي بطولة قَدَر، لم يطلبها ولم يسع إليها. ولكنها وقعت عليه، لتُنْجد به أمةً بأسرها من ضياع أكيد.