في عصرنا الحاضر أصبح التعليم لا يقتصر داخل أسوار الجامعات فحسب, بل توفرت مواقع على شبكة الإنترنت تقدم دروساً تعليمية ودورات تدريبية في مجالات متعددة وتسمى هذه المواقع بالمنصات التعليمية أو كما يسميها البعض بالمساقات وتعني خدمة المواد مفتوحة المصدر (MOOC) هو اختصار للعبارة الإنجليزية: Massive Open Online Courses وقد بدأت هذه المنصات بالظهور في مطلع عام 2008 على يد كل من سيمنس الجزيرة داونس، والجدير بالذكر أن هذه المنصات تضم مجموعة من أساتذة الجامعات المختلفة يقدمون محاضرات منظمة تشبه الدروس التقليدية بعضها مجاني وأخرى بمقابل.
ومع ثورة التقنية والمعلومات أصبح الاستثمار التقني في قطاع التعليم ضرورة ملحة وذلك لتوفير بيئة تعليمية ذكية متطورة تهدف إلى الإبداع والخروج من الزوايا الضيقة التي كان الطالب محصوراً فيها، حيث تحولت أغلب المقررات إلى مقررات رقمية تفاعلية يستطيع الطالب الاستفادة منها ونقلها معه متى شاء وكيفما شاء. وتشير الإحصاءات إلى أن الطلاب المستفيدين من هذه الخدمة يقدر بالملايين حول العالم وتبين أن 36 % هم من الولايات المتحدة الأمريكية، ومن أشهر المنصات العالمية هي منصة كورسيرا إذ يقدر عدد المنتسبين فيها حوالي خمسة ملايين طالب، وتأتي منصة إيدكس في المرتبة التالية، حيث تضم مليوني طالب من جميع أنحاء العالم. والفرد في عالمنا العربي بحاجة للتجديد والتطوير مما أتاح انتشار المنصات العربية على مواقع الإنترنت بشكل سريع لتتيح التعلم عن بعد وتلبي حاجات الفرد ولعل من أبرزها منصة رواق ومنصة أكاديمية الدارين ومنصة نفهم ومنصة إدراك وغيرها الكثير. ومما يسهل الإستفادة من هذه الخدمة أنه أصبح بإمكان الفرد تحميل التطبيق الخاص بأحدى هذه المنصات على جهازه الذكي والإنتساب فيها ومتابعة مع مدرس المقرر والتفاعل عبر النقاشات ليتم في الأخير منح الطالب شهادة بعد اجتيازه للاختبار المحوسب.
باحث تربوي في المناهج وطرق التدريس - عنيزة