هذا هو الهلال..
يظل قضية في انتصاراته..
في أفراحه.. حتى في أحزانه ..
فريق مختلف حتى في هزيمته..
فريق هزيمته تطغى على انتصارات الآخرين.!!
لذلك كان وسيبقى الهلال ناديا مختلفا عن كل الأندية في كل شيء..
مختلفا في جمهوره.. في أعضاء شرفه.. في هويته الرياضية والإعلامية..
أخيرا.. أدرك الهلاليون أن هلالهم (ككل) في حاجة ماسة وعاجلة لقيادة مختلفة ولرئاسة تعيد للهلال مكانته وتحفظ للهلاليين أفراحهم وللتنافس الرياضي الشريف مكانته الإعلامية والتحكيمية المسلوبة!! لذلك نجحوا في اختيار الأمير نواف بن سعد لهذه المهمة..
نعم الهلال اليوم ومستقبلا هو في حاجة ماسة إلى قيادة تضع حدا فاصلا وحاسما لكل القرارات الإدارية والإعلامية والتعاقدات الفنية «الخاطئة» التي ارتكبت ومورست سواء عن عمد أو عن جهل في حق هذا النادي العظيم على مدى السنوات الماضية.. وهي ممارسات وقرارات حاول أصحابها والمتعاطفون معهم أن يسموها بـ»آلية» عمل والبعض الآخر وهم فئة المجاملين أسموها اجتهادات غير موفقة!! لكنها في الحقيقة تعبر في النهاية عن عمل «ارتجالي» فوضوي! وأكثر من ذلك ومؤكد أن معظم الجماهير الهلالية تدرك المعنى الحقيقي لهذا الوصف وذلك من خلال معايشة ومشاهدة لكثير من صور ونتائج العمل الإداري والفني الذي عايشه الهلال خلال الفترة الماضية؟!
العمل الذي يحتاجه الهلال اليوم والذي ظل الهلاليون يفتشون عنه منذ سنوات يجب أن يضع ربانه حدا فاصلا وحاسما لكل أوجه المجاملات الإدارية والفنية والإعلامية والتحكيمية والحقوقية التي أنهكت النادي وسلبت الكثير من حقوقه المادية والمعنوية والرياضية والتنافسية تحت مبررات الأخوة والزمالة والصداقة والمعرفة والقرابة وغيرها!! حيث كانت تلك المؤهلات للأسف الشديد تمثل أهم شروط العمل الإداري والفني والإعلامي في الهلال!! لذلك كانت هذه المجاملات العامل والسبب الرئيس والأول الذي أوصل الهلال إلى ماهو عليه الآن من «هوان» ومن ضعف ومن ترهل إداري وفني وقيادي وإعلامي وشخصي أهدر بسببه الكثير والكثير من حقوق الهلال في كل المواجهات التنافسية والقانونية والنظامية والإعلامية!! فكان هذا «الهوان» وهذا الضعف سببا طبيعيا في الكثير من النتائج السلبية في كل الألعاب وفي كل الدرجات!!
أيها الهلاليون.. هلالكم ظل لسنوات طويلة جدا هو النادي الوحيد الذي يدار بأكثر من رئيس.. ظل ناديا يدار بالشراكة بأكثر من شخصية!! ناد يدار بالشراكة المتحابة في الظاهر والمتنافرة في الخفاء!؟ المتآلفة أمام العدسات والمتنافرة خلف الأسوار؟! المتفقة في نقد الآخرين المتضادة في القرارات الإدارية والفنية في كثير من الألعاب؟!
فالفريق الأول لكرة القدم من مسؤولية رئيس النادي وفرق درجات كرة القدم السنية منذ سنوات وهي رهينة قيود احتكار إداري وفني وإشرافي من عضو الشرف المستقيل شكليا والغير مستقيل فعليا!! وفريق الطائرة محتكر من عضو شرف آخر؟! ورئيس النادي لا يستطيع التدخل إطلاقا في شؤون فرق القدم للدرجات السنية ولا في فريق الطائرة؟؟ فأصبح نادي الهلال يدار من خلال عدة إدارات داخل مبنى واحد!! فألقت هذه الشراكة الإدارية الإشرافية المتنازعة بظلالها السلبية على وحدة النادي إداريا وفنيا وماليا وأحدثت شروخا في تآلفه الداخلي وفي ترابطه وفي هيبته الخارجية والإعلامية!!
سمو رئيس الهلال .. أيها الهلاليون المخلصون.. هلالكم في حاجة ماسة وعاجلة إلى عقليات إدارية تعمل وفق منظومة احترافية من كافة الجوانب الإدارية والفنية والمالية بكل ما تحمله وتعنيه الاحترافية من معان ومن مقاييس بعيدا عن المجاملات وبعيدا عن صور السمسرة الخفية والظاهرة!! والتخلص من «إدارة الشور شورك»!! إدارة تقضي على كل أوجه الاختراقات الإدارية والمالية والفنية التي أرهقت النادي.. إدارة تنقذ النادي وتحفظ حقوقه الفنية والإدارية والمعنوية والإعلامية والقانونية. إدارة تدرك أن العمل الإداري الناجح لابد أن يبنى على أسس التنظيم المتكامل من كافة الأوجه.. إدارة تدرك أن ممارسة الإدارة لعملها والقيادة لمهامها يجب أن تكون من داخل أروقة النادي.
أيها الهلاليون.. هلالكم انتشر بين منسوبيه خلال السنوات الماضية هوس حب الإعلام فبرزت ظاهرة التنافس المحموم في التصاريح الإعلامية في كل الوسائل من كل من هب ودب في النادي!! فالكل قبل المباريات يتسابقون على التصريح بالثقة المفرطة وبعد المباريات والخسارة يتنافسون في الهروب من المسؤولية وتوجيه النقد للحكام وللآخرين في ظاهرة غير مألوفة من قبل الهلاليين!!
أيها الهلاليون.. هلالكم تفشى بين (بعض) لاعبيه منذ سنوات داء اللامبالاة!! وانتشر في جسده الكروي ظاهرة الاستهتار الجري الصارخ بالأداء الفني والاستهتار بالخصوم وبالحكام وبالأنظمة؟ وارتكاب الأخطاء داخل وخارج الملعب وذلك بسبب غياب الهيبة الإدارية!! فكان الاستهتار تارة والأنانية تارة أخرى والخمول وقلة الحماس أمرا طبيعيا وحاضرا في أداء وسلوك (عدد) من اللاعبين الذين تلاعبوا بسمعة الهلال في الميدان أكثر من تلاعبهم بشباك الخصوم!! فكان الضحية هو الهلال أولا وثانيا تلك الجماهير العرضية التي أدركت مؤخرا أنها وضعت ثقتها وآمالها الكبيرة خطأ في لاعبين ذوي عقول خاوية للفكر الاحترافي الرياضي المحترم!! فتحول بعضهم من نجومية الملاعب إلى نجومية السهر و(سيلفي) و(سناب شات) أكثر من نجومية الميدان!!
أيها الهلاليون.. الإدارات السابقة كأشخاص أو كمجموعات عملوا وخدموا واجتهدوا ويستحقون كل الشكر والعرفان على جهودهم ولكنهم لم يوفقوا بالقدر الذي يطمح له كل الهلاليين وبما يناسب مكانة هذا النادي.. لذلك فالتجديد والتغيير الشامل مطلب بل وضروري لمصلحة الهلال من أجل أن يعود الهلال إلى مكانه الطبيعي زعيما دائما في الرياضة المحلية والآسيوية .. هلال قادر على مسايرة حمى التنافس والتطور والسباق الذي تسير عليه كل الأندية.. فالقضية في الهلال ليست فقط ذهاب رئيس وحضور رئيس.. لا لا فالمسألة اليوم تتطلب عملا متكاملا (احترافيا) منظما يخلص النادي من قيود الآراء الاحتكارية التي أرهقته وحولته إلى ميدان تجارب لمتعلمي التدريب وحولت الفريق لمستودع للاعبي (الرجيع) من الأندية المحلية وجلبت له أسوأ اللاعبين الغير سعوديين المجهولين وبأعلى الصفقات المالية .. ومتى ما تحقق ذلك إن شاء الله حينها سيكون الهلال في حالته الطبيعية وهذا ما يتأمله كل الهلاليين المخلصين إن شاء الله في إدارة الأمير نواف بن سعد..
ختاما.. على الهلاليين ألا يبالغوا في الأفراح بالفوز على الاتحاد والتأهل للمباراة النهائية في كأس الملك.. فالاتحاد كان حينها فريقا خجولا كما كان طيلة الموسم ونتيجة المباراة لا تعكس حقيقة مستوى الهلال الفني «المترهل» رغم فوزه في تلك المباراة!! فذلك المستوى الفردي والجماعي والفني لن يجلب البطولة إطلاقا من أمام فريق كالنصر!! وعلى الهلاليين أن يتذكروا جيدا.. جيدا أن مباراتهم النهائية مع فريق عنيد جدا.. فريق صعب جماعيا.. فريق يملك القدرة على تحضير كل عناصر الفوز!! وعلى الهلاليين أن يتعظوا بمباراتهم الأخيرة مع النصر!! وكيف أن ثقتهم الجماعية المفرطة الفنية والإعلامية وكثرة تصريحاتهم وترديد التعليقات هي العوامل التي كانت سببا في هزيمتهم في تلك المباراة..
- حكيم الهلال