الجزيرة - فوزية الصويان:
عملت التنظيمات الإرهابية كـ«داعش والقاعدة والنصرة»، وغيرها على استقطاب السعوديين، خصوصاً من هم في سن الشباب واستغلالهم لتنفيذ عمليات انتحارية تتمثل في تفجير مواقع مختلفة انطلاقاً من أفكار مضللة دفعتهم للقيام بهذه الأفعال المشينة.
واتجهت تلك التنظيمات لهذا الأمر للإيحاء بأنهم يجدون قبول وتأييد من شعب بلاد الحرمين الشريفين ، فيما من ينساقون ورائهم لا يمثلون أية نسبة في مقابل من يرفضون أعمالهم وأفكارهم الإجرامية التي في الغالب ما يذهب ضحيتها الأبرياء، وقد تجلى ذلك في حالة الوحدة والتماسك التي يشهدها المجتمع السعودي أكثر من أي وقت مضى بين كل أطيافه، كما أن هناك من يعودون ثم يكشفون حجم التضليل والتغرير الذي تعرضوا له وأنهم تأكدوا لاحقاً من أن هدف هؤلاء إلحاق الضرر بقلب الإسلام النابض ومهبط الوحي.
غالباً ما يسأل الآخرين عن الدافع الذي يقود الإنسان لتفجير نفسه وكيف تنازل عن الحياة التي أعطاه الله إياها في مقابل غير مقنع ولا يمكن يقبل به إنسان، وحول ذلك يقول الأستاذ الدكتور عبد الله الفوزان، أستاذ علم الاجتماع وعميد معهد البحوث بجامعة حائل أن هناك مجموعة من العوامل تقف خلف إقدام الإنسان على الانتحار وتفجير نفسه، ومنها عوامل ثقافية وفكرية ونفسية واجتماعية وبيولوجية وأسرية.
ويضيف: « كذلك لا ننسى دور الصحبة السيئة وبيئة العنف على المستوى العالمي التي تبثها وسائل الإعلام والتقنيات المعاصرة ويتلقفها الأطفال منذ طفولتهم، هذه كلها عوامل محفزة للانحراف وارتكاب الجريمة بما فيها الانتحار».
وأشار إلى سيطرة الجانب العاطفي وغير العقلاني على شخصية المراهقين بالذات فيندفعون دون تعقل إلى العنف من أجل تحقيق قناعاتهم.
كما أن الفقر والبطالة والفشل الدراسي، ناهيك عن سوء التربية الأسرية والعنف ضد الأبناء لفظياً وجسدياً تعزز نزعة العنف لديهم فيجدون من يحتضنهم ويكونون أدواة جاهزة لتنفيذ أهداف جماعات العنف والجريمة والإرهاب.
وحول جدوى المناصحة مع من يعتنقون هذا الفكر، شدد الدكتور الفوزان، على أن المناصحة يتفاوت أثرها من شخص لآخر، وقال: بعضهم يستجيب لها وبعضهم لا يستجيب لها حسب خصائصه النفسية والاجتماعية والثقافية.
وزاد: «إنني على يقين تام أن التربية الأسرية السوية والقرب من الأبناء ومحاورتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم ومداعبتهم واستشارتهم وتعزيز محبة الناس في نفوسهم، سوف تحول بإذن الله دون انخراطهم في الجماعات الإرهابية والبعد عن هذا السلوك».