بُني هذا الجامع مع إنشاء بلدة الخبراء في منتصف القرن الحادي عشر هجري تقريبا ً.
والخبراء من بلدان القصيم القديمة تقع على ضفاف وادي الرمة في مرتفع مستقلة بذاتها وإذا جرى الوادي يحيط بها الماء تقريبا ً والمزارع تبعد عنها قليلاً.
وكانت هذه البلدة عامرة بالسكان والأسواق وقد زارها الرحالة الإنجليزي تشارلز داوتي عام 1875 م الموافق 1296هـ وذكر أن عدد بيوتها مايقارب 600 بيت.
وبين عامي 1398-1403هـ انتقل أهالي الخبراء إلى مخطط جديد وتركوا البلدة خالية حيث عوضتهم الدولة عن مساكنهم القديمة وأقيمت مدينة الخبراء الجديدة شمالي البلدة القديمة مابين طريقي المدينة القديم و طريق القصيم المدينة السريع.
وخلال الخمس سنوات الماضية قامت بلدية الخبراء بإعادة ترميم وتأهيل بلدة الخبراء القديمة بالتعاون مع فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار وبعض المواطنين حيث بدأوا بالسوق والجامع القديم والسور والأبراج والآن تقام فعاليات سياحية وثقافية في المناسبات وتم إنجاز حوالي 50% من البلدة.
وتم إعادة ترميم وتأهيل الجامع بنفس المواد المستخدمة قديما ً وبشكل مميز مع الإضافات الحضارية الضرورية.
وفي يوم الجمعة الموافق الرابع من شعبان 1436هـ أقيمت صلاة الجمعة في جامع بلدة الخبراء التراثية بعد توقف دام أكثر من 33 عاماً، وشهد المسجد ازدحاما شديدا من المصلين على الرغم من كبر مساحته. وحضر الصلاة السفير الماليزي والقنصل التركي والمصري والإندونيسي وممثل السفارة الباكستانية ووكيل إمارة القصيم وجمع غفير من المسؤوولين والمواطنين، وكان حضور كبار السن مؤثرا ً خصوصا ً الذين لهم ذكريات قديمة في هذه البلدة ومع أهلها الذين رحلوا للدار الآخرة رحمهم الله جميعاً.
وإننا جميعا ً نتطلع إلى الانتهاء من الترميم وإعادة التأهيل لهذه البلدة في أقرب وقت ممكن لتكون معلما ً سياحيا ً وتراثياً يربط الماضي بالحاضر.
وفق الله الجميع وسدد بالخير والإنجاز خطاهم.
- د. محمد الصالح العبدالله العريني
Mo.aloraini@gmail.com