الطائف - عليان آل سعدان:
كشف أمسية مقاربة في منتدى السالمي جنوب الطائف عن 13 طريقاً كان يسلكها حجاج بيت الله الحرام القادمين من جنوب الجزيرة العربية واليمن والعراق على ظهور الدواب، مثل الجمال والخيول وسيراً على الإقدام، والوضع السائد آنذاك قبل قيام الدولة السعودية منذ نحو 100 عام، وما كان يسودها من مخاطر وخوف وانعدام الأمن، حتى وهب الله لهذه البلاد قيادة رشيدة وحكيمة وضعت كتاب الله وسنة رسوله قاعدة لها ومنهجاً أساسياً تسير عليه، واستطاعت بفضل الله أن تغير كل الظروف والأحوال من الأسوأ إلى الأحسن في كل شيء، بما في ذلك الأمن والأمان في هذه الدروب التي كان يسلكها ضيوف الرحمن في طريقهم إلى مكة المكرمة وأثناء عودتهم بعد إكمال فريضة الحج، وما شهدته هذه الدورب من خدمات مختلفة ومتنوعة بدأت بتوفير الأمن وتوفير الخدمات وتمهيد الطرق لتصبح سهلة وميسرة كان يستغرق فيها الحجاج منذ تحركه من دولهم قبل توحيد المملكة أشهراً، وبعد التطور الذي شهدته المملكة بعد التوحيد لم يستغرقوا من الوقت سوى ساعات قليلة للوصول إلى مكة بكل يسر وسهولة. وقد بدأت الأمسية «دروب الحجيج بين القريتين مكة والطائف» بتعريف من قبل المحاضرين الدكتور عبدالعزيز الطلحي، والأستاذ منصور الحارثي، والأستاذ فهد القرشي، بتسليط الضوء على الطرق التي كان الحجاج يسلكها وعددها 13 طريق مرور بالطائف عن طريق عدد من القرى والهجر في جنوب الطائف وطريق السيل والهدا، وبعض القرى والهجر الأخرى مع تحديدها وذكرها بالاسم وكيف، والمعاناة والمشقة في رحلة الحجيج التي تستغرق فترة طويلة من الزمن بعضها يبدأ من الأول من ذي القعدة، كما شهدت الأمسية التي حضرها عدد من المسئولين والأكاديمين والباحثين وحشد وضيوف المنتدى الذي قدم البعض منهم من الطائف ومكة وجدة والباحة وعدد من المناطق الأخرى مداخلات تمثل في كلمات وقصائد شعرية وطنية عبرت في مجملها على توحيد اللحمة الوطنية في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها المنطقة، بالوقوف صفاً واحداً للمحافظة على أمن واستقرار هذا الوطن العزيز من كيد الحاسدين والأشرار الذين لا يريدون له الخير.